fbpx
أخر الأخبار

عن جنود “ولي الله”

العالم يتنافس على “تطوير الموارد”، وتعزيز الرفاهية، وإطلاق حقائق في التكنولوجيا ونظم التعليم، ويتنافس على “تداول السلطة” في البلد الواحد معززًا حق الإنسان في الاختيار، وما الحروب سوى الصيغة الأكثر تشويهاً وتهديمًا لكل إنجاز بما فيها على المنتصرين.

بمواجهة هذا العالم.. عالم البحث عن إمكانية الحياة في المريخ، ثمة أنظمة مازالت تنطلق من المغاور، مغاور العقائد، ومغاور الأفكار، ولن تختلف كثيرًا عن الضباع، بفارق أنها تطلق شعارات من طراز:

ـ النصر الإلهي.

نصر من على من؟

نصر الكرّاس على التلميذ والرغيف على الجائع، وحبة الدواء على المريض.

هو الأمر كذلك، ولن يكون لها من الأمثلة ما يزيد عن المثال الإيراني بأذرعه.. أذرعه في سوريا ولبنان وصولاً لليمن، مع لطميات الشوارع والأزقة التي لاتعلي سوى رايات الموت.

ـ إنها إيران، وقد حلّ الخميني فيها محل والله، ثم ورثه خامنئي الأشد بؤسًا من سابقه بما جعل الوكيل أشد دمامة من الأصيل، وعلينا في المشرق العربي، وحصرًا في سوريا ولبنان أن نتحمل النتائج:

ـ نتائج حروب تعني تدمير كل ما يمكن أن يعمره الأحياء، وبعدها تتعالى صرخات “النصر الإلهي”.

نصر إلهي بتدمير المدن والمنشآت وتعطيل الحياة، فكيف تكون الهزيمة في هكذا حال؟

يخرج حسن نصر الله متباهيًا بانتصاراته على إسرائيل، وهاهي إسرائيل “المهزومة”، تحقق لمواطنيها الدخل الفردي الأعلى في العالم، وتفتح لمزارعيها بمن فيهم المزارعون العرب أسواق المدن، وتسابق في التكنولوجيا أعظم الدول، وتصيغ للحرب السيبرانية ما يسمح لها أن تُغير على رؤوسنا وأدمغتنا وصولاً للتحكم بمناماتنا، وهي “المهزومة”.

ـ كيف الحال لو كانت منتصرة؟ ولو لم يتطوع جند الله للدفاع عن طهران؟

طهران العطشى، وطهران التي تطارد المفكّر والكاتب والفنان والتلميذ وتحجر على المرأة في أكياس من سواد؟

كيف سيكون الحال لو تخلّى جند الله عن آيات الله؟

والحروب تطرق بواباتنا.. والعنوان:

ـ إسرائيل إلى زوال.

إلى زوال ولكن بشروط:

ـ شرط إلغاء الحياة المدنية من جزر (المقاومة).

ـ شرط تأليه الفرد وعبادته وتحويل عباءته إلى مشتقات الأصنام.

ـ شرط تعطيل الحياة كل الحياة.

ـ شرط الاغتيالات وكواتم الصوت لتطال الاغتيالات كل من يبحث عن ننافذة للحياة.

ـ شرط الاستئثار بالسلطة.. بالنقمة والنعمة.

ـ شرط أن يتحول الشعب كل الشعب إلى “عسكر” للولي الفقيه.

وذات يوم قالها عبد الرحمن الكواكبي وقد استبق زمانه بأزمنة:”الجندية تفسد أخلاق الأمة؛ حيث تعلمها الشراسة والطاعة العمياء والاتكال، وتميت النشاط وفكرة الاستقلال، وتكلف الأمة الإنفاق الذي لا يطاق، وكل ذلك منصرف لتأييد الاستبداد المشؤوم: استبداد الحكومات القائدة لتلك القوة من جهة، واستبداد الأمم بعضها علي بعض من جهة أخرى”.

هذا عن الجندية الكلاسيكية، فكيف يكون الحال حين يصبح الجنود:

ـ جنود ولي الله؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى