fbpx
أخر الأخبار

تنتصر طالبان على الأمريكان أم تنتصر لحسابهم؟

هي “النشوة”، ليس لها اسم سواه، فطالبان انتصرت في أفغانستان، بما يعني أن العتمة انتصرت، وحين يحدث ذلك ستكون أفغانستان ملاذاً لمرتدي الأحزمة الناسفة، ولم يكن أسامة بن لادن الوحيد الذي وجد ملاذاً له في أفغانستان واستخدمها كقاعدةً لشن هجمات خلال الفترة الأخيرة التي استولت فيها “طالبان” على الحكم بين عامَي 1996 و2001.

مع تلك الفترة تهافت الجهاديون من الصين إلى الشيشان ومختلف أنحاء العالم العربي، للمشاركة في التدريبات العسكرية والقتال حين كانت “طالبان” تقاتل خصومها في الداخل.

اليوم، كيف سيكون عليه الحال؟

كل التوقعات تشير إلى أنه من الممكن اليوم أن يتنامى خطر الهجمات الإرهابية على طول الخط من الصين إلى الشيشان مرورًا بالعالم العربي،  فطالبان لم تفك ارتباطها بالقاعدة، كما أن الفرع المحلي لتنظيم “داعش” ومن الطبيعي أن يعيد انتاج نفسه في ظل نظام طالبان. ولابد أن ينصب نشاطها في كل من الصين روسيا، فعندما استولت “طالبان” على كابول في عام 1996، كانت إحدى خطواتها الأولى هي الاعتراف باستقلال الشيشان التي  كانت آنذاك ولا تزال جزءاً من “الاتحاد الروسي.

سيكون الأمر على هذا النحو، وثمة قراءات تحكي عن احتمالات تمدد الفصائل الجهادية، بما يجعل من باكستان مجالاً حيويًا للقاعدة بتنويعاتها ، وكان ذلك قد حدث وفّرت ملاذاً لقيادة “طالبان” بعد التدخل الأمريكي في عام 2003، ووفقاً لبعض التقارير أنها درّبت قوات “طالبان”. وقبل تسع سنوات، وفّرت حركة “طالبان” الأفغانية ملاذاً آمناً في المناطق التي تسيطر عليها لحركة “طالبان” الباكستانية، ولكن السؤال:

ـ ماذا عن إيران؟

من المرجَّح أن تواجه تهديداً مختلفاً. فهناك حوالي ثلاثة ملايين شيعي من غرب العراق ومقاطعة باميان الذين فرّوا من أفغانستان خلال حكم “طالبان”، وثمة احتمال بأن يتوجّه عددٌ أكبر بكثير غرباً إلى إيران – لأن “طالبان” تعتبر شيعة باميان كفرة. وكانت إيران على وشك الدخول في حرب مع المتطرفين السُّنة في أواخر عام 1998 بعد أن اجتاحت ميليشيا متحالفة مع “طالبان” القنصلية الإيرانية في مزار شريف وقتلت تسعة دبلوماسيين.

هذا واحد من الاحتمالات، مع أن جميع المعلومات والوثائق تفيد بأن نظام الملالي في طهران كان واحدًا ممن صنعوا وأنتجوا تنظيم القاعدة، وفي هكذا حال فثمة احتمال أن يخرج الظفر من اللحم، بما يجعل من حليف الأمس عدو اليوم، بعد النشوة التي وقعت بها طالبان.

في هذه المعادلة التي تعني فيما تعنيه إدخال كل من الصين وروسيا وايران في مستنقع الارهاب، سيتبادر الى الذهن السؤال:

ـ هل يحدث ذلك وفق مخطط أمركي، بمواجهة أعدائها الأساسيين ونعني الصين ، روسيا، ايران؟

لم لا، والقاعدة تقول: “ناب الكلب بكلب الخنزير”؟

لم لا، والمفتاح سيبقى باليد الأمريكية، فحين تنتهي (المهمة)، يعود الأمريكان إلى البطش بطالبان؟

هي الحرب المقبلة، متعددة الأمكنة، الفصائل الراديكالية الاسلامية أداتها، ومواقعها تتنقل ما بين قارة وقارة، وبلد وآخر، ولن يكون الاسلاميون سوى استثمار للولايات المتحدة، فالحروب الصامتة اليوم، وهي الحروب التي يمكن تسميتها حروب بلا نيران، شديدة الوطأة على الولايات المتحدة.

ـ الحرب الصينية ـ الأمريكية التي تتراوح ما بين حروب الاقتصاد والحرب السيبرانية

ـ الحرب الروسية الأمريكية وتعبيرتها في سوريا صريحة ولا تقبل الشك ولا التأويل.

والحرب الايرانية ـ الأمريكية وقد تتعدى حرب السفن في مياه الخليج.

وفي حال كهذا، ما الذي سيدفع الولايات المتحدة لخوض حرب مباشرة قد تتطلب صناعة التوابيت؟

ثمة من ينوب.

تنتصر طالبان في افغانستان؟

نعم.

ليس على االأمريكان كما يظن الكثيرون.

تنتصر لحسابهم لا على حسابهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى