fbpx

بهتشلي الأكثر تشدّدًا سيخطف الأضواء من أردوغان.. المسألة الكردية تحت وابل من التوقعات.

تباينت التوقعات حول احتمالات سياسة الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان ما بعد فوزه في الانتخابات التركية إزاء سياساته المقبلة تجاه شمال سوريا والعراق حيث الغالبية الكردية هناك.
فإذا كانت المسألة الكرديّة ذات تأثير على نتائج الانتخابات التركية، فإنّ للأخيرة أيضاً تأثيرها على الأولى. لذلك، قد تتوجّه أنظار المراقبين إلى تلك المناطق، فدعوة أردوغان إلى إجراء انتخابات رئاسيّة وتشريعيّة مبكرة والتي سبقه إليها رئيس “حزب الحركة القوميّة” دولت بهشتلي، جاءت بعد حوالي أشهر فقط على اجتياح القوات التركية لمنطقة عفرين السورية، ومن بعدها، لم تهدأ تهديدات أردوغان باستمرار المعارك على طول الحدود التركيّة مع سوريا والعراق للتخلّص من المقاتلين الأكراد. وفي الوقت نفسه، ضغط الأتراك على الولايات المتّحدة كي تقدّم تنازلات في منطقة منبج السورية، أدّت لغاية الآن إلى انسحاب مستشاري “وحدات حماية الشعب” الكرديّة من المدينة وتشكيل دوريّات مشتركة على حدودها. بالمقابل، بدأ الجيش التركيّ منذ آذار الماضي بشنّ هجمات جوّيّة وبرّيّة على منطقة قنديل الجبلية في شمال العراق حيث المقرّات الأساسيّة لقيادة حزب العمّال، وإن تكن نتائج هذه المعركة غير واضحة المعالم بسبب وعورة الجبال.
“وكان لافتاً منذ يومين إقالة بهتشلي لنائبه سفر آيجان بعدما قال إنّ رئيس حزبه “أنقذ” أردوغان في الانتخابات وإنّ حزبه “سيكون قادراً على فعل ما يحلو له” في البرلمان خلال المرحلة المقبلة.
متابعون للشأن التركي، أعربوا عن اعتقادهم بأنه قد يكون هذا الكلام العلنيّ محرجاً لبهتشلي، لكنّه في الواقع ليس بعيداً عن حقيقة أنّ أردوغان سيحتاج للتحالف مع “الحركة” وإرضائها بعدد من المناصب في مقابل دعمهم الرئيس التركيّ داخل البرلمان بحسب البعض.
وفي شأن مسألة اللاجئين السوريين، يشرح أليكس ماكدونالد في موقع “ميدل إيست آي” أنّه تاريخيّاً كانت هنالك خلافات بين حزبي “الحركة” و “العدالة” حول مسألة اللاجئين السوريّين وفتح باب التفاوض مع “حزب العمّال الكردستانيّ” علماً أنّ الأخيرة لا تثير شهيّة أردوغان حاليّاً لإعادة فتحها.
علاوة على ذلك، يتمتّع بهتشلي بمواقف أكثر تشدّداً أحياناً من مواقف أردوغان في النظرة إلى الأكراد الذين لا تراهم أنقرة كامتداد لحزب “العمّال”. فحين استقبل الرئيس التركيّ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في شباط 2017 وتمّ رفع علم الإقليم إلى جانب العلم التركي، غضب بهتشلي من هذه البادرة واصفاً إيّاها ب “الفضيحة والمهملة والمشينة”. وبما أنّ قوّة “الحركة” أضحت واضحة في موازين القوى البرلمانيّة الجديدة، سيكون حضورها وازناً في أيّ قرار حول المسألة الكرديّة.
في مقابلة مع وكالة “مهر” الإيرانيّة ، يقول العضو البارز في “حزب الشعب الجمهوريّ الدكتور عمر فاروق لوغوغلو إنّ “الحركة القوميّة” هي عنصر آخر في المعادلة الكرديّة التي تجعل المسألة “أكثر استعصاء”. أضاف لوغوغلو وهو سفير سابق إلى واشنطن: “الآن بعدما أصبح ;lsquo;حزب الحركة القوميّة;lsquo; أساسيّاً في الحسابات البرلمانيّة، سيكون من الصعب على الرئيس أردوغان اتّخاذ أي خطوات أحاديّة بشأن المسألة الكرديّة من دون دعم ;lsquo;حزب الحركة القوميّة;lsquo;”. وأشار إلى أنّ “تغييراً جوهريّاً في سياسة أنقرة في العراق أو سوريا غير مرجّح”، موضحاً أنّه تسيطر على هذه السياسة “أولويّة محاربة الإرهاب المستهدف تركيا في الدولتين المجاورتين” .
من جهتها، كتبت إليزابيث تيومان في موقع “معهد دراسة الحرب” الأميركيّ أنّ حزب الحركة القوميّة يتّخذ موقفاً غير تسوويّ لصالح مقاربة عسكريّة ضدّ حزب العمّال وامتداداته في سوريا، ورجّحت أن يلجأ أردوغان إلى الاستجابة لمطلب حليفه وإلى إرضاء جمهوره عبر تنفيذ الوعود بتوسيع العمليّات ضدّ هذا الحزب في سوريا والعراق. وتملك الباحثة في “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجيّة” أسلي أيدينتايسباس نظرة مشابهة إذ تستبعد في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسيّة أن يكون بإمكان أردوغان اعتماد “موقف أكثر ليونة” تجاه الأكراد بسبب تحالفه مع “الحركة”.
لقد نال حزب أردوغان في الانتخابات ما يقارب أربعة أضعاف نسبة الأصوات التي نالها حزب بهتشلي. ومع ذلك، يبدو أنّ اسم الأخير سيحظى بتغطية إعلاميّة قد تساوي تلك التي سيتمتّع بها الرئيس التركيّ في المرحلة المقبلة، خصوصاً حين يرتبط الموضوع بصناعة القرار السياسيّ حول المسألة الكرديّة.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى