fbpx

عشماوي.. الأم تيريزا القطري

المختلفون في المواقف، كل المختلفين، يتوافقون على أن هشام العشماوي هو رجل الإرهاب الأول في مطلع القرن الراهن.. كلهم يتفقون باستثناء إعلام إمارة قطر.. فالإمارة تراه محرراً ولو كان بوسع الناطقين باسمها وصفه بـ “الأم تيريزا”، لما قصّروا. هشام عشماوي الإرهابي المصري المكنّى بـ”أبو عمر المهاجر” قُبض عليه من قبل الجيش الليبي وسُلّم إلى مصر,.. تلك هي الحكاية وفي بعض تفاصيلها أن:”كشف مصدر ليبي تفاصيل القبض على الإهاربي هشام عشماوي، وأكد هروب هشام عشماوي من درنة إلى مدينة سرت الليبية وعاد إليها مرة أخرى، واختبأ داخل إحدى الأنفاق السرية برفقة حارسين خاصين أحدهما ضابط مصري سابق والآخر تونسي منشق عن تنظيم القاعدة بالمغرب العربي يكنى “أبومحمد المدان”. الإعلام القطري حوّل عملية القبض على عشماوي إلى عملية تساوي القبض على (ضمير الأمة) بحيث قاد هذا الإعلام عملية تتجاوز تبييض صفحة العشماوي من الدماء لجعله أيقونة ثورية، والسؤال بالغ الإلحاح: العالم يقود معركة بمواجهة الإرهاب، وغالباً ما انحصر الإرهاب في التنظيمات الإسلامية التكفيرية.. أما الولايات المتحدة (على وجه الحصر) فهي من تتولى قيادة الحرب على الإرهاب هذه، فكيف تسمح الولايات المتحدة لقطر بإعلامها أن تتمدد في الدفاع عن شخصية إرهابية على هذا النحو؟ كيف تسمح الولايات المتحدة بذلك ولها في قطر قاعدة هي العيديد ولها على الأسرة المالكة في قطر ديون تصل إلى القبض على رقبة الأمير والعائلة؟ نقول ديون، والديون هنا ليست مالية بطبيعة الحال بل هي ديون الحماية والرعاية والإبقاء في السلطة؟ بمنتهى الجد، هو سؤال يحمل الكثير من السخرية إن شئنا، فهذه قطر تطرح المزيد من الأسئلة وهي أسئلة من طبيعة سؤال الموقف من هشام عشماوي ومن بينها ذلك السؤال المحيّر: الولايات المتحدة في حرب مع إيران، والحرب حتى اللحظة مازالت منخفضة الشدة، غير أنها مرشّحة للارتفاع وصولاً لاحتمال استخدام البوارج الحربية وأسلحة الجو والصواريخ الفتاكة، ومع ذلك فلقد تجاوزت الإمارة الغزل الإعلامي مع طهران إلى حدود الزواج الإعلامي بحيث باتت قطر محطة ترويج للمشروع الإيراني ببعده العقائدي والسياسي والجيوسياسي، والولايات المتحدة صامتة عن السلوك القطري وقد بات أحد أبرز رعاة الإرهاب الدولي ليس في الإعلام فحسب، وانما عبر الجمعيات الخيرية القطرية التي ترعى المؤسسات التابعة للتنظيمات الإرهابية. من المعيب، تجاهل الحقائق، ومن الحقائق التي لايمكن لأي أعمى تجاهلها هو الدور القطري في رعاية الإرهاب الدولي، غير أنه من المفارقة التي قد تستعصي على الفهم عدم ممارسة الولايات المتحدة أي وسيلة من وسائط الضغط على حكام الإمارة، أقله لـ “يستتروا” فما هي الحكاية؟ هل هو فساد في الإدارة الأمريكية؟ في البنتاغون” في الكونغرس؟ فساد يسمح للمال القطري بشراء لوبيات تحمي الإمارة حتى من العتب أو فرك الأذن؟ هل هو طول نفس أمريكي حتى يأتي قصر النفس في موعده؟ أسئلة معلّقة. هي كذلك معلّقة غير أنها لابد وأن تنزع عن المشجب لتكون في التداول. اليوم؟ غداً؟ متى لانعرف. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى