fbpx
أخر الأخبار

الحرب الاوكرانية.. انتعاش القوادة

اثنان لاتوقع بهم الحرب الخسائر:

تجار السلاح، والقوادون،  فالسلاح، ليس زينة الرجال وفق معطيات السوق، هو سلعة، كلما ارتفع خطاب الحروب، وارتفع ضحاياها، كانت الحاجة اليه، وكان له “طلبل المزيد”.

أما “القوادة” فهي المهنة التي كلما ضاقت سبل العيش بالناس، اتسعت مساحات حركتها، كما ملاعبها، وهكذا فضحايا الحروب:

ـ رجال قتلى، ونساء يقدن إلى المواخير، ليصبحن بغايا.

مع الحرب الاوكرانية، ارتفع منسوب النكات السمجة، المثقلة بروح القتل، حتى استثمرت في الجمال الاوكراني، وبشرت أسواق الدعارة ببضاعة جديدة، يمكن التوسع في وصفها، وعلى الحدود البولندية يقبع ذئاب الدعارة مابين ضفة السلام وضفة الحرب، ليلتقطن الهاربات من الموت وسوقهن إلى موت جديد وإن بالاجرة، قوادون من الوان وأعراق وأجناس مختلفة.. المان، فرنسيون، البان، رومان، وبينهم عرب كثيرون، ما اضطر السلطات الألمانية للتنبيه من الامر باعتباره “ظاهرة” ليس بالوسع التغاضي عنها.

هذا في المانيا، في إسرائيل، كان الإعلان أكثر وضوحًا، فقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن شابات أوكرانيات وصلن عبر مطار “بن غوريون”، أبلغن عن تعرضهن لمحاولات لإقناعهن بالعمل في “الدعارة”.

وحسب القناة فإنه “في الأسابيع الأخيرة، ومنذ بدء المواجهة العسكرية في أوروبا، بدأ رجال إسرائيليون تداول نكات عبر “فيسبوك” حول النساء الأوكرانيات”، مشيرة إلى أن الشاب “ن”من سكان حيفا، نشر على صفحته في “فيسبوك” صورة له مع امرأتين وكتب عليها “جميل، أنا الآن استقبل أوكرانيتين اثنتين، في إسرائيل هناك المزيد ممن يبحثن عن بيت دافئ، من منكم يتبرع؟”.

الشاب الإسرائيلي “أ” أيضا نشر تدوينة على “فيسبوك” يدعو من خلالها لاجئات من أوكرانيا كي يستضيفهن في منزله.

وفي السياق، قال ياهاف إيريز، المتحدث باسم المقر الرئيسي لمكافحة الاتجار بالنساء والدعارة: “نشعر بقلق بالغ إزاء وضع اللاجئين وحقيقة أنه سيكون هناك من يستغل ضعفهم. طالما كانت هناك صناعة جنسية، فسيتم استغلال النساء اللواتي يواجهن المحن”.

وأكد أن “هناك بالفعل تقارير عن اختطاف نساء أوكرانيات من قبل المهربين عبر الحدود، وزيادة ظاهرة شراء العرائس من أوكرانيا، وتجنيد النساء الأوكرانيات للعمل في بيوت الدعارة في الدول الأوروبية مثل ألمانيا”، داعيا الجمهور العام إلى “اليقظة”.

تلك هي الحروب، وهذا بعض من تداعياتها، والأسواق نهمة.. نهمة للطحين الاوكراني، كما نهمة للغاز الروسي، وبين هذا النهم، ونهم القوادة والسلاح، المسافة ليست طويلة، كلهما يتمكن بتمكّنه من الآخر، وكل منهما ينمو في مزرعة الآخر وتربته.

ـ االسلاح ليس زينة الرجال.

السلاح، فسحة للقوادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى