fbpx

أدرينالين الولي الفقيه

مرصد مينا

حتماً فإن جزءاً كبيراً من متابعي الفضائيات ينتظرون كما لو نهايات كأس العالم، أما المنتظرون فينتظرون الرد الإيراني على اغتيال مجموعة الحرس الثوري وقد طالتهم اليد الإسرائيلية في القنصلية الإيرانية بدمشق.

مع الانتظار تكون التوقعات، ومع التوقعات خيالات سيناريوهات لابد وتتدخل العاطفة بمساراتها، فمن يرى في إيران القوّة الواعدة التي سـ “تزيل إسرائيل من الوجود”، سيرون على غير ما يعتبرونها قوّة احتلال لا تقل بشاعة عن إسرائيل، وبين جمهور المنتظرين من يطلق عليهم استراتيجيون عسكريون، وربما ثمة من ينتحل هذه الصفة ما بعد أن تحوّلت إلى مهنة تنتشل أصحابها من “عوز” الرغيف.

للقراءات بوجهيها ثمة ظلال من “الصح” وربما الكثير من “الخطأ”، فلا “الولي الفقيه بلا حسابات الربح والخسارة، ولا نتنياهو يشتغل دون هذه الحسابات، وفي الحسابات فإذا ما اندلعت هذه الحرب فلن تقتصر على طرفيها، فالحلبة هنا تتسع لمجموع واسع من اللاعبين:

ـ على الطرف الإيراني، الحرس الثوري وأذرعه الممتدة من الحوثي إلى الحشد الشعبي إلى حزب الله فحماس.

وعلى الطرف الإسرائيلي بوارج أمريكية مع تضامن دولي واسع، سيغضّ النظر عن جرائم نتنياهو في مواجهة الجريمة الكبرى المسماة “دولة الخميني”.

في الحالة الأولى اختبر مشاهدو الشاشات صواريخ الحوثي وحزب الله كما اختبروا الحشد الشعبي بصواريخه، وفي محصلة الضربات، فبمجموعها صواريخ تُعيق ولا تُنجز، وتُزعج ولا تُدمِر، وتستعرض ولا تُحسِم.

وفي الحالة الثانية، فالمثال العراقي مازال في ذاكرة المشاهدين وقد تهاوت عاصمة صدّام كما الكرتون في رحلة حربية لم تتجاوز نصف الشهر، ليخسر العراق جيشاً كان يُعدّ من أقوى الجيوش، ومعه يسقط صدّام حسين، وكان يُحسَب من أحمق القادة وأشدّهم عنجهية وغروراً، فيما لم تتجاوز خسائر جورج بوش الابن عبوات المياه المرافقة لجنوده المارينز.

واليوم، وهو يوم “الذكاء الصناعي”، حيث الأسلحة الفتّاكة التي قلّما تُخطئ حساباتها، بمقابلة ما يُشكّ بقدرته على مواجهتها، فالعقل الإيراني المشهود له بالحسابات، قد يكون قد دخل في الحسابات الخاطئة المعتمِدة على “ردّ الهيبة” للولي الفقيه، لا على معطيات قوّة وفعالية السلاح، فإذا ما وقعت الواقعة وكان الرد الإيراني، فثمة الكثير من الحسابات التي تفيد بأن ردّ الردّ لن يُبقي ولن يذر، أقله إذا لم نستبعد الرؤوس الإسرائيلية المحشوة بالرؤوس النووية والتي قد تستخدم حين يتصل الأمر بسؤال “الوجود”.

العالم بالانتظار وقد بات عالماً مُدمناً على الادرينالين، أما عن الادرينالين فهو “هرمون وناقل عصبي تفرزه غدة الكظر الواقعة فوق الكلية” وفوق هذا وذاك فهو يعمل على تسريع نبضات القلب.

العالم بات مدمناً على الادرينالين فيما الدماء تملأ أفواه ساكنيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى