fbpx

أطفال الحرب.. من واقع القتل الحيّ، إلى وقائع القتل الافتراضي

(نحن نهرب من واقعنا هذا الى هناك) فأي (هناك) كان يقصد أوس مرعي وهو أحد الشباب اليافعين والمقيم في إدلب؟ كان يقصد: الألعاب الالكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية. فما الحكاية؟ لاشك ان تلك التطبيقات و الالعاب تسبب ادمانا للعديد من الاطفال و اليافعين حول العالم كما تشير العديد من الدراسات ، الا انها في سورية ليست فقط ادمان فهي قد تكون حاجة لدى البعض وممارستها بكثرة من قبل الشبان  نتيجة مباشرة لانعكاس  الحرب عليهم حيث شارك العديد من الشبان بالمعارك الدائرة في سوريا منذ نحو ثمان سنوات، الأمر الذي  عرّضهم الى مضاعفات بدنية ونفسية مختلفة،  ودون شك بالوسع القول ايضا ان تلك التطبيقات قد اثرت على حياة الشبان بشكل قوي  حتى ان بعضها بات يمثل طريقا للتميز و الاحساس بالانا التي اعدمتها رواسب الحرب و النزاع  لتبقى تلك الالعاب و التطبيقات مثار جدل كبير بين الناس في سوريا بين مؤيد لها و معارض او غير مهتم. تأثير الحرب المباشر على حياة الشبان ومشاركتهم فيها لقد شارك الشبان السوريون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم العرقية والطائفية والمناطقية في الحرب في سوريا، علاوة على ذلك فان اولئك الشبان يمثلون الوقود المستعرة لتلك النزاعات، وهذا كان له تأثير كبير جدا على حالتهم النفسية. الدكتور فاتح الشيخ وهو طبيب مختص بالأمراض النفسية، يوضح الأمر بالقول:” اذا ما نظرنا لطول فترة الحرب في سوريا والتي تجاوزت ثمان سنوات فإننا نجد ان شريحة واسعة من الشبان قد نشأوا في جو ظلامي من الحرب و العنف ولو فرضنا طفلا بعمر عشرة سنوات في عام 2011  فانه اليوم بعمر 18 عاما هذا يعني ان هذا الطفل قد عاش 8 سنوات كاملة في جو من العنف والحرب و الضغط النفسي”. ويضيف الدكتور فاتح: “للحرب الطويلة تأثيرات طويلة الأمد ايضا على الفرد تأخذ طابع بدني وعقلي فضلا عن تأثيرها الاقتصادي على الاجيال لذلك فان تلك التأثيرات قد تجعل الشباب ميالين للعنف او ضحايا لمرتكبيه ايضا.. تلك التأثيرات قد تؤثر على سلوكياتهم ورغباتهم” . أوس مرعي شاب يافع بعمر 20 سنة مقيم في ريف حماة، لا يعلم ان كان للحرب كل تلك التأثيرات عليه او على الشبان امثاله، لكنه وجد نفسه فجأة شابا يعيش قي مجتمع محكوم بالعنف ولا صوت فيه اعلى من صوت الرصاص، وهو يقول: “لقد شاركت مرارا في معارك ضد قوات النظام خسرنا العديد منها وكسبنا بعضها لقد فقدت العديد من اصدقائي في تلك الحرب.. في النهاية لقد اعتدت عليها و لا اعلم ان كان لتلك الاحداث التي تجري معي يوميا تأثير نفسي علي” . اما محمد الفارس  (16) عاما ويقطن في ضواحي دمشق  فهو لم يشارك بالحرب لكنه يعيش جوها فالمعارك الطاحنة التي جرت في ريف دمشق لا تبعد عن منزلة بضع كيلو مترات، فهو ينام ويصحو على صوت الانفجارات و يذهب الى مدرسته  بينما طلقات الرصاص تتساقط هاوية بقربه عدا عن كل ذلك فهو يعاني من ازمة مالية في منزله حيث يجلس والده دون عمل بسبب انتشار البطالة الناتجة انعدام فرص العمل في ظل الحرب. عزيز وهو طفل بعمر 14 عاما فقط ومقيم في مدينة اللاذقية فهو لم يشارك في الحرب ايضا وحتى انه يقطن في مكان امن نسبيا بعيداً عن اصوات المعارك، الا انه متأثر جدا بأصدقائه الاكبر سنا والذين يشاركون في المعارك حيث يراهم غالبا وهم يحملون السلاح ويلبسون الثياب العسكرية وهو يرغب بشده بان يظهر مثلهم. الألعاب وسيلة لملء الفراغ والعاب القتال الاقرب لرغبات المراهقين: يعتقد الكثيرون ان ادمان الالعاب الالكترونية هو موضوع شخصي يحدث نتيجة شغف او حب لمثل هذا النمط من الالعاب او انه يحدث بسبب التسلية او ملء الفراغ، وبحثا عن سبب انتشار تلك الالعاب ومسبباتها يذكر الدكتور فاتح الشيخ (بالطبع ان رغبات الاشخاص تختلف من شخص لآخر لكن بالتأكيد تلك الرغبات لا تنبع ابدا من امر ذاتي انما يساهم فيها بشكل كبير الجو المحيط والمجتمع والبيئة الحاضنة). ويضيف الدكتور فاتح بالنسبة لألعاب وتطبيقات الهواتف الذكية فهي ايضا تتبع لرغبات الاشخاص المتشكلة نتيجة العوامل المحيطة فالبعض يرغب بالألعاب الهادئة والتي تعتمد على الذكاء والذاكرة بينما يفضل البعض الاخر الالعاب الاكثر عنفا وحماسا وتعتمد على تهييج العنف واثارة الفوضى). في الحالة السورية والتي شهد الشبان فيها شرخاً نفسيا عميقا جراء الحرب و النزاع فان اغلب الشباب يميلون للألعاب التي تعتمد على اثارة الفوضى و العنف فبحسب برهان صاحب محل للكمبيوتر  في مدينة حلب ومهتم بالتطبيقات الالكترونية فان “اكثر الالعاب انتشارا هي تلك الالعاب العنيفة و خص برهان لعبةPUBG  بالذكر وهي لعبة بحسب وصفه قد سببت الادمان لشريحة واسعة من الشباب في مختلف الاعمار” . وعن لعبته حدثنا أوس مرعي 16 عاما (اللعبة هي لعبة قتال حيث يجتمع العديد من المستخدمين من مختلف انحاء العالم على متن طائرة، لترميهم تلك الطائرة على سطح جزيرة معزولة حيث على الفائز ان يحصل على السلاح الافضل الذي سيمكنه من قتل الجميع ليبقى وحده منتصرا على سطح الجزيرة) محمد فارس ايضا يهوى لعبة PUBG بشكل كبير يقول (هي اللعبة الافضل انها جدا رائعة انا اقضي ساعات طويلة في اللعبة انها باب للتسلية والمرح لطالما رغبت ان انزل بمظلة من تلك الطائرة التي رأيتها مرارا اثناء الحرب انا اقوم بذلك يوميا في هذه اللعبة). ويضيف أوس مرعي نحن نهرب من واقعنا هذا الى هنالك هي أكثر من إدمان في الحياة الواقعية يموت الكثيرين يوميا لكنهم يموتون لمرة واحدة اما في هذه اللعبة صحيح انك تخسر في بعض الاحيان لكنك تعود للعب حتى بعد موتك. عزيز بعمر 14 سنة يقول (لدي العديد من الاصدقاء الاكبر سنا وهم يحملون السلاح ويشاركون في الحرب اما انا فاني احمل سلاحا في تلك اللعبة أجمل من اسلحتهم وأخوض حروبا وهمية أرمي القنابل وأطلق النار أظن أنني أشعر بنفس ما يشعره أصدقائي في حروبهم الواقعية). تأثير تطبيقات الهواتف الذكية على الحياة الاجتماعية مثلما  للألعاب و التطبيقات تأثير على الفرد ناتج عن تأثيرات المجتمع المحيط عليه فهي ايضا ذات انعكاسات اجتماعية على المجتمع بشكل عام وعن تلك التأثيرات تحدث الدكتور فاتح (بداية دعنا نفصل بين مفهوم اللعب وادمان الالعاب بالنسبة للعب ككرة القدم او اي نشاط ذهني او ذو طابع مرح فهو  لشريحة الاطفال واليافعين امر جدا ضروري كما انه يزيد من متانة العلاقات الاجتماعية وينميها وهو حالة صحية وضرورية لكل طفل او يافع وعلى العكس تماما فان ادمان الالعاب و خاصة الالكترونية او الافتراضية منها يكسر متانة الروابط الاجتماعية يجعل المدمن اسيرا للعبته التي يهواها . بالنسبة لأوس مرعي فإنه يرى أن إدمانه للعبة PUBG  لا يؤثر ابداً على علاقاته الاجتماعية وإنما تنميها فيقول (اللعبة تسمح للمستخدمين التواصل مع بعضهم البعض عن طريق الرسائل وحتى الصوت ايضاً لقد بنيت علاقات جديدة كليا عن طريق تلك اللعبة انها باب جديد للحصول على صداقات متنوعة. محمد الفارس يرى أن اللعبة عوضت شيئا مفقودا لديه فالحرب حرمت الكثيرين من فرص التنقل في البلاد داخليا وحتى السفر بشكل نظامي خارجها لكنه بواسطة اللعبة يستطيع الحصول على صداقات من مناطق مختلفة وبلدان مختلفة ايضاً. فيما يقول برهان إن للعبة عواقب وخيمة على الحياة الاجتماعية يطرح مثالا أن الشبان الذين كانوا يسهرون لتبادل الحديث مع اصدقائهم او عوائلهم يعيشون اليوم في عزلة تامة خلف شاشات جوالاتهم ويضيف برهان:”حتى تلك الصداقات التي يبنيها الشبان عن طريق اللعبة ماهي الا صداقات وهمية وغير صالحة ابدا خارج نطاق اللعبة فالصداقات الحقيقية تكون في جو واقعي بعيدا عن العنف “. وعن لعبة PUBG خصيصا وتأثيرها المباشر على المجتمع قال الدكتور فاتح: “لا اعرف عن اللعبة كثيرا لكن وبما انها تعتمد العنف واثارة الفوضى فهي بالطبع وبال عظيم على المجتمع الكل يعلم اننا نعيش في مجتمع يعاني من ويلات العنف ونحن لسنا بحاجة الى انتشار المزاج العنيف بين الشبان عن طريق هذه الالعاب علينا ان نبحث عن العاب او نشاطات اخرى تخفف من وقع العنف على الشبان لا العكس”. الدكتور فاتح يقول لنا “بالرغم من ان تلك الالعاب تساهم في تأجيج وتيرة العنف إلا أننا لم نسمع عن اي حالة عنف مرتبطة كليا باللعبة في سوريا او ان حالات ما حدثت ولم نسمع بها بسبب ارتفاع معدل القتل والجريمة بشكل فاحش في البلاد “. النظام.. يرى الحل في ممارسة المنع: مؤخرا وبحسب مصادر عدة مقربة من الحكومة السورية فان قرارا صدر من وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري يقضي بمنع او حجب لعبة PUBGعن المستخدمين في سوريا لكن هذه الاجراء بحسب العديد لن يؤثر كثيرا على القضية بشكل عام وذلك لعدة اسباب اهمها ان لعبة  PUBGليست الوحيدة التي تعتمد هذا النمط فهنالك عشرات من تلك الالعاب  المنتشرة كفري فير و شوت سنايبر و كلاش اوف كلانس واما السبب الثاني لعدم جدوى الحجب هو وجود ملايين السوريين الذين لا يعتمدون على الشبكة السورية في اتصالاتهم و هم حوالي اربع مليون شخص يستخدمون الشبكة التركية في مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا.. اليوتيوب والهاكر وسيلتان للتميز في نظر المراهق: بعيدا عن الالعاب لكن ليس بعيدا عن الحياة الافتراضية يبحث نوع اخر من الشباب واليافعين عن فرصة للتميز على الاخرين او حتى فرصة لإثبات أنفسهم وذواتهم بعدة طرق مختلفة وأهم تلك الطرق اليوتيوب أو الهاكر. اليوتيوب ذلك التطبيق الشهير بالفيديو كيف له ان يكون وسببا في التميز؟؟ هذا السؤال اجاب عنه برهان فقال:” بات معروفا وبشكل شائع موضوع اليوتيوبر وهم اشخاص يقومون بتصوير مقاطع فيديو ونشرها على يوتيوب بغية الحصول على الشهرة و الاموال في بعض الاحيان”. اليوتيوبر ايضا موجودين في الداخل السوري كما في الخارج لكن ايضا لابد لليوتيوبر ان يكون قريبا من الواقع لذلك ترى اغلب اليوتيوبر في سوريا قريبون من اجواء الحرب في حلب مثلا هنالك يوتيوبر شهير يدعى السندباد وهو يجول في شوارع حلب مصورا بعض المقاطع من مناطق امنة تارة ومن مناطق ساخنة تارة برفقة عسكريين. أوس مرعي يوتيوبر مبتدئ ايضا قال لنا: “اليوتيوب بالنسبة لي مجال للشهرة ونشر الافكار لا املك كثيرا من المشتركين في قناتي لكنني سعيد جدا بنشر المقاطع عليها والتشارك والتفاعل مع متابعيني انا أجد نفسي في تلك القناة حيث انشر عليها بعض المقاطع الساخرة او الطريفة أحيانا”. السبيل الآخر الذي يحاول بعض الشباب ايجاد أنفسهم من خلاله هو الهاكر الذي يدعي الكثير من الجيل الصاعد اتقانه له او مزاولته. من وجهة نظر برهان فان موضوع الهاكر اي اختراق الحواسيب والانظمة موضوع أكبر بكثير مما يقوم به بعض الشباب حيث يصف برهان المعنى الحقيقي لمسمى هكر والذي يشيع بين الشبان في سوريا فيقول هم ليسوا هكر قطعا الموضوع ابدا لا يتعلق بالاختراق كل ما هنالك ان البعض من الشبان يعمدون الى اغلاق حسابات ضخيتهم على فيس بوك عن طريق البلاغات المزيفة حيث يجتمع عدد من الشبان الذين يسمون أنفسهم هكر ليقوموا بإرسال بلاغات عديدة لشركة فيس بوك عن حساب ما قد تم اختياره كضحية مسبقا مما يتسبب بإغلاق الحساب أحيانا. وعن هذا الموضوع يقول عزيز: “لدي أكثر من عشرة حسابات فيس بوك بأسماء مختلفة واصدقائي ايضا لديهم حسابات عديدة عندما يقوم أحد ما بإزعاجنا فإننا نتسبب بإغلاق حسابه على فيس بوك لدينا عدة طرق لإغلاق الصفحات والحسابات وجميعها طرق فعالة”. وعن وجود هكر حقيقي حدثنا ابو البراء وهو عضو فيما يسمى بجيش الهكر الاسلامي والذي يشكله مجموعة من المهتمين في مجال الانترنت من انصار فصائل معارضة كأحرار الشام وصقور الشام حيث يقول ابو البراء :”نحن مجموعة من المهتمين في مجال الانترنت نعمل سويا وبتنسيق مستمر على جمع المعلومات واختراق حسابات او ايميلات للمقربين من النظام بغية الاستفادة منها او تدميرها لقد تمكنا من اختراق عدة حسابات وصفحات اخبارية مقربة من نظام الاسد، كما اننا نملك برنامج عمل وخطة منتظمة من اجل دعم الصفحات والحسابات الثورية و التخلص او التشويش على الصفحات الموالية”. ويضيف ابو البراء: “لقد خطرت لي فكرة جيش الهكر بعد ان تعرض جهازي المحمول للاختراق بواسطة هكر يعمل لصالح الجيش الالكتروني التابع لمخابرات النظام السوري حيث خسرت العديد من البيانات المهمة بعد تلك الحادثة اجتمعت مع بعض زملائي ذوي الخبرة بالإنترنت وعملنا سويا على انشاء جيش الهكر الاسلامي”. بين مؤيد ومعارض كيف يرى الناس اسباب تفشي هذه الالعاب: إن قضية انتشار تطبيقات والعاب الهواتف الذكية باتت تشكل هاجسا يتخوف منه البعض وخصوصا الحكومات و المؤسسات المعنية بالحد من انتشار العنف و الاهالي الذين يخشون على مستقبل اطفالهم وشبابهم من اضاعة الوقت والانسياق خلف تيار العنف المتصاعد متأثرين بالألعاب التي تروج للعنف والفوضى بالنسبة لوالد أوس مرعي فهو لا يرغب أبدا بان يرى ولده على اللعبة لفترات طويلة و يؤكد ان اللعبة مضيعة للوقت وهي عديمة الفائدة لمستخدميها  ويضيف والد أوس أن سبب انتشار هذه الالعاب بين الشباب هو انعدام فرص العمل الحقيقية ويقول لو ان الشبان وجدوا عملا لما جروا خلف هذه الالعاب عديمة الفائدة. ويوافق الدكتور فاتح والد أوس الرأي ويضيف ان اللعبة “لم تكن لتتفشى بين الشبان لولا تأثرهم المباشر بالحرب المحيطة فالحرب التي أجبروا على العيش تحت حرابها لمدة ثمان سنوات اصبحت جزءا من حياتهم الواقعية والافتراضية ايضا”. أما بالنسبة لبرهان فهو متفق تماما مع الدكتور فاتح ووالد أوس الا انه يضيف سببا اخر لانتشار الالعاب هذه هو “حاجة الشباب للهروب من واقعهم الذي يكاد يخنقهم جغرافيا ونفسيا الا واقع أكثر اتساعا من حيث البلدان التي قد تتواصل مع اشخاص فيها او من حيث النفسيات والثقافات المختلفة التي قد تجتمع معها افتراضيا ولم تستطع الاجتماع بها واقعيا “. في المقابل وبالرغم من كل السلبيات السابقة فان البعض يرى فيها امرا طبيعيا واعتياديا لا يتعدى كونه موضوع لشغل الوقت والتسلية وبالأخص اولئك الشبان الذين ادمنوا تلك الالعاب حتى جعلوها جزءا لا يتجزأ من يومياتهم. في النهاية تبقى تلك الالعاب موضوعا مثيرا للجدل فبالرغم من سلبياتها وتخوف العديد منها الا انها في توسع مستمر في عقول الشبان وفي كيانهم الذي بات محصورا في شاشة الهاتف المحمول.. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى