fbpx

دير الزور.. محنة مستمرة

ديرالزور: خاص بمينا محنة مركبة تعاني منها مدينة دير الزور وأريافها، فهي ساحة لصراع هو الأعنف في سوريا منذ شهور، صراع أقطابه النظام وإيران بميليشياتها من جهة،  وتنظيم الدولة من جهة أخرى، وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتحالف الدولي من جهة ثالثة، ولكل طرف أجندته التي لا تقل بشاعة عن الأخرى، وإن كان أخطر الأجندات  تلك التي تسعى إيران لتحقيقها في المحافظة من خلال العبث بتركيبتها السكانية ومعتقداتها. فمنطقة البوكمال باتت تحت احتلال عسكري وسكاني، إذ أفادت مصادر مينا بأن قوات النظام السوري، والحاج سلمان المسؤول الأمني لمنطقة البوكمال وريفها في الحرس ‏الثوري الإيراني منعوا المدنيين في بلدات السكرية تحتاني وعشاير والغبرة والسيال والجلاء والمجاودة والصالحية من ‏العودة الى منازلهم لأسباب أمنية على حد تعبيرهم. فيما منع المدنيون في احياء الكتف والانطلاق والجسر على ضفاف نهر الفرات والاحياء القريبة من مشفى ‏عائشة في المدينة من العودة الى منازلهم بسبب وجود مقرات ومرابض مدفعية وراجمات صورايخ تابعة للنظام ‏السوري وميليشيا الحشد الشيعي العراقي والحرس الثوري الإيراني.‏ أما أحياء الجمعيات والمساكن والصناعة والمعري في مدينة البوكمال فقد استولت عليها تلك الميليشيات واصبحت ‏مناطق سكنية لضباط و عائلات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له. وبالتزامن تزداد وتيرة نشر التشييع في مدينة البوكمال و ريفها من قبل عناصر الحشد الشعبي العراقي ” المحليين ” من الذين تطوعوا في صفوف الحشد منذ قرابة عام و قاموا بسحب أقربائهم إليه طمعاً بالامتيازات المادية والنفوذ التي يقدمها الحشد وأهمها الدورات التدريبية ورحلات السياحة خارج البلاد، ويقوم هؤلاء العناصر بالوشاية بكل شخص عاد الى ريف دير الزور الشرقي وشارك بالمظاهرات السلمية ابان انطلاق الثورة السورية منذ أعوام حيث تم اعتقال العديد منهم. أما الميادين فتستوطنها عشرات العوائل الايرانية والافغانية التي وصلت إلى غرب نهر الفرات، قادمة إلى مناطق ‏سيطرة المليشيات الإيرانية‎.‎ وتؤكد المصادر أن نحو 50 عائلة إيرانية وأفغانية، وصلت إلى مدينة الميادين بريف دير الزور‎، وجرى توطينهم في منطقة ضهر العلوة  بمنازل كان تنظيم الدولة استولى عليها ‏سابقاً‎.‎ و أكدت المصادر أن عملية وصول العوائل هذه، تأتي بعد فتح الحرس الثوري الإيراني باب “التطويع” في صفوف قواته ‏العاملة على الأراضي السورية ضمن محافظة دير الزور وذلك للمرة الأولى في ريف محافظة دير الزور للمواطنين ‏السوريين في المحافظة. قسد والتنظيم.. صراع ودماء ‎الصراع بين التنظيم وميليشيات قسد هو الآخر على أشده لاسيما خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت تقدما لتنظيم الدولة الذي باغت قسد واستعاد السيطرة على عدد من النقاط مستغلا الأحوال الجوية الصعبة التي ضربت المحافظة مؤخرا، الأمر الذي دفع قسد باستقدام تعزيزات عسكرية فيما كثف طيران التحالف الدولي من غاراته التي أوقفت تقدم التنظيم موقعة عشرات القتلى في صفوفه، إذ اكدت مصادر محلية لمرصد”مينا” أن ما لا يقل عن 20 عنصرا للتنظيم  قتلوا الاربعاء، في غارات للتحالف لترتفع حصيلة قتلى التنظيم منذ الاثنين الماضي إلى أكثر من 65 قتيلا. وقالت المصادر إن 20 عنصراً على الأقل لقوا مصرعهم في غارات استهدفت تجمعات التنظيم اثناء محاولتها الهجوم على حقل ” التنك” النفطي بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور والخاضع لسيطرة ميليشيا “قسد”. ويأتي هذا بعد يوم من كشف مصادر خاصة لـ”مينا”، مقتل 45 عنصرا للتنظيم يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، في غارت استهدفت حقلي “التنك” و “الازرق” النفطيان، قرب منطقة الهجين شرقي الفرات، وكذلك خلال المعارك مع  قسد”. وطالت غارات طيران التحالف الدولي قرى وبلدات الباغوز والشعفة وهجين والسوسة. بالمقابل ابلغت “قسد” ذوي 15 مقاتل من أبناء ناحية الكرامة المشاركين بمعارك ريف دير الزور الشرقي بقيام تنظيم الدولة بحرق أبنائهم ولن تتم استعادة جثثهم حتى الآن ومعظم القتلى هم من المقاتلين الذين تم تجنديهم إجبارياً في صفوف ” قسد “، فيما عزلت الاخيرة قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل ( أبو خولة ) وسط تفاقم الخلافات بين مجلس دير الزور العسكري و قيادات ” قسد ” بسبب المعارك الأخيرة ضد تنظيم الدولة في ريف دير الزور الشرقي . طيران التحالف الدولي بدوره ارتكب مجازر بحق المدنيين، إذ أودت غاراته بحياة أكثر من 50 شخصا معظمهم من النساء والأطفال من الموجودين في مناطق سيطرة التنظيم، وبحسب مصادر محلية دفن التنظيم أكثر 50 شخصاً من في مقبرة جماعية عند السوق التجاري مقابل مدرسة الشعفة الغربية في بلدة الشعفة. إعادة الإعمار.. تبدأ بالتمثال أما مركز مدينة دير الزور، فيسعى النظام إلى تثبيت رمزية حضوره في المدينة التي زارها نهاية الشهر وفدا وزاري هو الأول بعدد غياب ستة أعوام، أما هذه الرمزية فتمثلت بإعادة نصب تمثال حافظ الأسد في دوار السبع بحرات على أنقاض المدينة التي دمّرها جيشه وتنظيم الدولة وميليشيات ايران وقسد، إذ تقدّم عدد من وزراء  إلى جانب ضباط في الجيش وجهازي الاستخبارات والشرطة، لافتتاح نصب التمثال، رسمياً، على أنقاض المدينة المدمرة. إعادة نصب تمثال حافظ الأسد، إلى المدينة التي  شاركت في الثورة منذ الأيام الأولى  جاءت بعد سنوات من قيام النظام، بإزالة التمثال لإبعاده عن المتظاهرين الغاضبين الساعين لإسقاطه وتدميره، في شهر نيسان من العام 2011. حيث نجح متظاهرو دير الزور بإسقاط تمثال باسل حافظ الأسد، بتاريخ 22 نيسان 2011. ثم حاولوا إسقاط تمثال حافظ، فعاجلتهم قوات الأسد بإطلاق نار مباشر، أدى لسقوط العشرات منهم، ما بين قتيل وجريح. ثم عمد نظام بشار الأسد، إلى إزالة تمثال حافظ، من المحافظة، بتاريخ 7 حزيران من العام 2011. إعادة نصب التمثال أثارت سخرية المتابعين الذين تساءلوا هل هذه أولى خطوات إعادة الإعمار في دير الزور المنكوبة التي يتناهبها شذاذ الآفاق من كل حدب وصوب؟.. هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى