fbpx

تونس.. انتخابات مبكرة ومرحلة مفصلية

نجحت مؤسسات الدولة في الحفاظ على استقار الأوضاع في تونس، بعد إعلان وفاة الرئيس ” محمد الباجي بن حسونة قائد السبسي” إثر وعكة صحية، وسارت الأمور السياسية الحساسة في البلاد على خطى ثابتة، وفق ما نص عليه الدستور المعمول به، في حين أن تونس حكومة وشعبا قد دخلت مرحلة مفصلية في حاضرها وتاريخها، وكذلك استقرارها الذي لم يشهد بعد إعلان الوفاة أي بوادر تدعو للقلق، في خطوة لعلها مؤشر على امتصاص صدمة وفاة رئيس البلاد، وشغور منصب رئاسة الجمهورية.

وترجل الرئيس التونسي اليوم عن عمر يناهز 93 عاما، ليعد “السبسي” كثاني أكبر رئيس دولة سناً في العالم، بعد الملكة البريطانية “إليزابيث الثانية”، فيما أعلنت رئاسة الحكومة الحداد سبعة أيام وتنكيس الأعلام بكافة المؤسسات الحكومية.

للسبسي تاريخ حافل في الحياة السياسية، فهو يعد أحد الشخصيات البارزة في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على في عام 2011. كما تولى السبسي الشؤون الخارجية للدولة ابتداءًا من عام 1981، ثم غادر المشهد السياسي عام 1994، ليعود بعد ذلك إلى الواجهة السياسية مع الحراك الشعبي الذي أطاح بزين العابدين في عام 2011.

وفاة الرئيس التونسي، جاءت قبل الانتخابات الرسمية في البلاد بقرابة شهرين، في حين تعتبر تونس “مهد الربيع العربي”، وأعلنت الرئاسة التونسية على صفحتها على فيسبوك “وافت المنية صباح الخميس 25 جويلية 2019 على الساعة العاشرة و 25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس”.

تونس، طوت برحيل السبسي، وفق خبراء، صفحة هامة من تاريخها الحديث والمعاصر، تميزت بالعديد من المسارات على كافة الجوانب الحياتية.

أحداث سابقة

في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2014، فاز حزب نداء تونس المناهض للإسلاميين بقيادة الباجي قايد السبسي بالانتخابات التشريعية بعد حصوله على 86 مقعدا من أصل 217 في البرلمان متقدما على حزب النهضة. وكان الأخير قد فاز نهاية 2011 بأول انتخابات حرة بعد الثورة.

في 21 ديسمبر/كانون الأول 2014، فاز الباجي قايد السبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مواجهة الرئيس المنصف المرزوقي ليصبح أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا بالاقتراع العام.

إصلاحات اجتماعية

في يوليو/تموز 2017 أقر البرلمان، وفق وكالة “فرانس 24″، قانونا لمكافحة العنف ضد النساء. وفي سبتمبر/أيلول، تم إلغاء قرارات تمنع الاعتراف بالزيجات بين تونسيات مسلمات وغير مسلمين.

لكن الرئيس التونسي “السبسي”، لم يتمكن من تمرير مشروع قانون يكرس المساواة بين النساء والرجال على صعيد الإرث.

وصيته

قال “حافظ” نجل الرئيس الراحل، أن السبسي ترك وصية قبل وفاته للتونسيين بأن يكونوا موحدين، وبأن البلاد أمانة في أعناقهم، وكان الباجي قايد السبسي نقل أواخر الشهر الماضي إلى المستشفى العسكري إثر وعكة صحية وصفت بالخطيرة، ولم تحدد الرئاسة التونسية سبب مرضه، وبعد أيام غادر المستشفى ليعود إليه لاحقا لإجراء فحوص طبية.

بينما أعلنت الحكومة التونسية الحداد العام في البلاد لمدة سبعة أيام، وتنكيس الأعلام في جميع مؤسسات الدولة.

انتخابات مبكرة

قالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الخميس، الانتخابات الرئاسية ستجرى في 15 أيلول/سبتمبر بعد أن كانت مقررة سابقا في 17 تشرين الثاني/نوفمبر وذلك إثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.

وكان رئيس الهيئة العليا، محمد التليلي المنصري، أكّد لـ “يورونيوز” في وقت سابق الخميس، انه لا فراغ رئاسياً يلوح في الأفق، وأن مخالفة الدستور غير واردة.

وقال التليلي “تنظيم الانتخابات وتنصيب رئيس جديد للبلاد في أجل أقصاه 3 أشهر، أمر لا نقاش فيه كما يقره الدستور التونسي”.

الأمن مستتب

قال الناطق باسم الداخلية التونسية في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية أن الوزارة في حالة مستمرة من الانتباه واليقظة، وتسعى للمحافظة على الأمن العام في البلاد.

وأردف، أن وزراة الداخلية تؤدي كافة الواجبات الوطنية الموكلة إليها، وتقوم بكامل الأعمال التي تشمل اختصاتها في الحفاظ على الأمن العام، وسلامة المواطنين، وممتلكات التونسيين العامة.

رجل المرحلة

أدى رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر اليوم الخميس اليمين الدستورية رئيساً مؤقتا للبلاد، وفقا للدستور التونسي، يتولى رئيس البرلمان مهام رئيس الجمهورية في حالات عدة منها الوفاة، وبناء على ذلك، سيكون رئيس مجلس النواب، وهو محمد الناصر رئيسا لتونس لفترة انتقالية، لا تتعدى بحدها الأقصى 90 يوما.

ولد محمد الناصر في الـ 21 من شهر مارس/ آذار عام 1934، في مدينة الجم التابعة لولاية المهدية. تابع تعليمه الابتدائي بالمدرسة الابتدائية بمسقط رأسه بالجم والثانوي بالمدرسة الصادقية، وتحصل على الإجازة في الحقوق من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس عام 1956. ثم حصل على الدكتوراه في القانون الاجتماعي عام 1976 من جامعة باريس السوربون.

شغل محمد الناصر، وفق مصادر إعلامية، مناصب مهمة في الدولة، أهمها منصب وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1974 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وشغل نفس المنصب في حكومة الباجي قائد السبسي في 2011.

كما عمل رئيساً لديوان وزير الصحة والشؤون الاجتماعية في الفترة ما بين 1961 و1964 ومديراً للشغل في الفترة ما بين 1965 و1967، ومن ثم عُين رئيساً مديراً عاماً للديوان الوطني للتكوين المهني والتشغيل والهجرة في الفترة ما بين 1967 و1972.

يشغل محمد الناصر (85 عاماً)، حالياً منصب رئيس البرلمان التونسي منذ 2014. ويعد الناصر أقرب السياسيين للرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي. وقال الناصر فور وفاة السبيسي “أريد أن أثمن ما قام به الرئيس في بناء دولة الاستقلال وفي رئاسة الجمهورية في السنوات الخمس الماضية”.

يجدر الذكر أن الفصل 86 من الدستور التونسي، يحظر على القائم بمهام رئيس الجمهورية في حالتي الشغور المؤقت والدائم، المبادرة باقتراح تعديل الدستور، ويمنعه من اللجوء إلى الاستفتاء أو حل مجلس نواب الشعب.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى