وقد ضلّ الصاروخ طريقه
لا أحد يريدها، والكل مندفع إليها، وكل ما يتبقّى لإعلانها هو “صاروخ ضلّ طريقه”، أما الـ “ها” فتعود إلى “الحرب العالمية الثالثة”، وهي حتى اللحظة نصف حرب، قد تتدحرج إلى أن تتحوّل إلى حرب مكتملة.
في المسألة طرفان، وما بينهما أطراف:
ـ روسيا بوتين، الطامحة لاحتلال مكان في هذا العالم، وهو مكان عجزت التكنولوجيا الروسية عن احتلاله، كما عجزت عن غزو الأسواق العالمية والسماح للروبل بأن يكافئ الدولار.
والولايات المتحدة، التي خاضت حربين عالميتين دون خسائر، فيما ربحت ما أنجزه المنتصرون حتى بات دولارها يحدد لقمة عيش البشرية، بل وأنظمتهم، وطراز الحياة التي يشاءها “الدولار”.
الأمريكان، يحاربون بجثث حلفائهم، والروس اعتادوا الأرض المحروقة حتى غدت أوكرانيا حقل تجارب للسلاح الروسي، والعالم، وتحديدًا اوروبا، تجازف بالاصطفاف لتتحوّل المجازفة الى تهديد لأمنها واقتصادها وبحبوحة ورفاهية سكّانها، وكلّه ومازالت “الحرب” هي “بروفا” حروب، فكيف إذا ماتحوّلت الحرب إلى حرب مكتملة تجتاح اوروبا، كلّ اوروبا ومن بوابة “بولونيا”؟
بولونيا، عانت في الحرب العالمية الثانية مرارة الحرب، حتى بلغ ضحاياها قربة ستة ملايين قتيلاً، وحتى اللحظة وعلى شاطئ المتوسط، وفي جبل لبنان تحديدًا، ثمة غابة تدعى غابة بولونيا، وهو المكان الذي جمع الهاربين البولون من الحرب، وقد باتت أجسادهم عرضة للبيع في سوق الجنس.
ما الذي ستحصده اوروبا من حرب كهذه فيما لو اندلعت الحرب؟
دمار، ومن ثم إعادة بناء وقد تدحرجت الحالة إلى متغيرات كبرى في هذا العالم ومن بينها استحداث مجلس أمن جديد هو من حصة المنتصر ما بعد الدمار.
وحدهم الأمريكان رابحون، فلا الصواريخ النووية ستطال الأراضي الأمريكية، ولا المارينز الامريكي سيحل محل المواطن الأوروبي وقد انتقل من ورشة انتاج السيارات إلى خنادق الاقتتال والموت، أما عن روسيا، فلها تاريخ بعيد في الضحايا، وهذا جوزيف ستالين قد دفع مايزيد عن 27 مليون من جنوده ومواطنيه إلى الموت، وإذا كانت ستالينغراد، قد تحوّلت إلى أسطورة في الحرب العالية الثانية، فلن يتاح لموسكو رسم أساطير جديدة، أقله لأن حرب الدبابات ستكون ثانوية مع حروب العصر، وبالتالي فليس للروس الرهان على الوحول والثلوج كحليفين لجيوشها في هكذا حرب.
اليوم انطلق الصارخ التائه نحو بولونيا، وقد يكون صاروخًا روسيًا، والتائه إياه قد يتحوّل إلى فتيل لتوسيع رقعة الحرب بما يعني حرب “روسيا / الناتو”، وبها سيبدأ العالم من جديد بإحصاء ضحاياه.
هي حتى اللحظة “بروفا حرب”، فإذا ما اكتمل العرض ستكون الكارثة الكبرى على عالمنا وقد تجاوز عدد سكّانه ثمانية مليارات نسمة.
ثمانية مليارات؟
ـ قد تأتي الحرب لتقلّص من عدد سكّانه، وستكون أوروبا، كل أوربا مقبرة لذاك الفائض الي اشتغل “مالتوس” على تخفيضه من أجل:
ـ رفاهية النخبة.
رفاهية من؟
رفاهية المركز فيما الأطراف ستعثر مجددًا على طريقها للمقابر.