fbpx

غضب إعلامي في إسرائيل على قرار ترامب سحب قواته من سوريا

تناولت التحليلات القرار من باب خيبة الأمل والصدمة، خاصة بعد تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم ‏رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا قبل أن تنسحب القوات الإيرانية منها‎.‎ وكتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن قرار ترامب يعتبر ذا أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة ‏لسوريا ودول الشرق الأوسط، بما فيها الأردن والسعودية، وعلى معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو‎.‎ ورغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح، يوم أمس، أنه علم بهذا القرار، مطلع الأسبوع، في ‏محادثة مع الرئيس الأميركي، إلا أنه أضاف أن إسرائيل تدرس هذا القرار، وتعمل على الحفاظ على أمنها، رغم خيبة ‏الأمل الإسرائيلية من القرار‎.‎ ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الحديث عن “ضربة لإسرائيل”، خاصة وأن ‏نتنياهو كان قد صرح، في تموز الماضي، خلال زيارة لموسكو أن الولايات المتحدة لن تغادر سورية قبل أن تغادرها ‏إيران‎.‎ وكتبت الصحيفة أن قرار الانسحاب الأميركي يأتي في توقيت سيئ جدا بالنسبة لإسرائيل، فالعلاقات مع روسيا لم تعد ‏إلى مسارها بعد إسقاط الطائرة الروسية، وأنه رغم تهديدات أنفاق حزب الله، فإن الولايات المتحدة تواصل تسليح الجيش ‏اللبناني، كما أنها ليست على استعداد لممارسة الضغط عليه‎.‎ واعتبرت  الصحيفة أن القرار استجابة لمطالب دمشق وطهران وموسكو برحيل القوات الأميركية. كما أشارت إلى أنه ‏بعد وقت قصير من الإعلام الأميركي، فإن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا قالت فيه إن “تواجد الجيش الأميركي ‏في سورية غير قانوني، ويعرقل عملية السلام‎”.‎ وأشارت إلى تصريحات الوزير الإسرائيلي، يوآف غالانت، والتي جاء فيها أنه “في أعقاب الانسحاب الأميركي يجب ‏على إسرائيل أن تبذل جهودا أكبر من أجل وقف العاصفة الشيعية في الشرق الأوسط”، على حد تعبيره‎.‎ وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، إن ترامب يتخلى عن سوريا، وإيران تحتفل. مضيفا أن “ترامب ‏لا يعمل لدى نتنياهو، ولا بوتين” وأن “إسرائيل هي المسؤولة لوحدها عن مستقبلها ومصيرها‎”.‎ وبحسب موقع “عرب 48” كتب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، شمعون شيفر، أن إعلان ترامب، ‏الذي صرح قبل شهر أن  التواجد الأميركي في الشرق الأوسط من أجل إسرائيل، يشير إلى تحول خطير في مكانة ‏إسرائيل، وأن “هذا القرار المتسرع سيكون على حسابها‎”.‎ وقال إن ترامب لم يتمكن من تصفية قائد داعش، أبو بكر البغدادي، كما أن القرار لا يتماشى مع ادعاءات نتنياهو بأن ‏‏”ترامب الرئيس أكبر صديق لإسرائيل منذ أجيال”، وأن “قادة دوليين، مثل ترامب وبوتين، يرقصون على إيقاعاته‎”.‎ وكتب أن “بوتين هو الذي فرض قيودا على إمكانية دفاع إسرائيل عن نفسها في سوريا من التمركز الإيراني قرب ‏الحدود، وترامب هو المسؤول عن التخلي عن إسرائيل مقابل العدوانية الإيرانية في المنطقة. وطالما أن “روسيا هي ‏التي تقرر، وفي ظل عدم وجود ردع أميركي في سورية، فمن يمنع حزب الله وإيران من تحويل الجولان إلى موقع ‏أمامي‎”.‎ وبحسبه، فإن المظلة الإستراتيجية التي وفرتها الولايات المتحدة لإسرائيل تضعضعت، بعد أن كانت إسرائيل “تتمتع” ‏بالقدرة على التلويح لـ”أعدائها” بأنه من الأفضل أن يأخذوا بالحسبان أن الولايات المتحدة إلى جانبها‎.‎ وكتب أيضا أن “قرار ترامب يدل على ضعف، وربما خيانة واشنطن لحلفائها، وأولهم الأكراد في سورية، وأيضا ‏إسرائيل تشعر بالقلق، حيث أن نتنياهو تجنب التدخل في الحرب في سوريا، واعتمد على الأميركيين في ضمان مصالح ‏إسرائيل عندما تنتهي الحرب. ولكن يبدو الآن أن سوريا أصبحت بيد ألد أعدائها، دون أن يكترث أحد لمصالح إسرائيل‎”.‎ من جهته كتب مراسل “هآرتس” في الولايات المتحدة، حيمي شاليف، أن الخطوة التي وصفها بـ”المتسرعة” لترامب هي ‏بمثابة “بصقة في وجه إسرائيل‎”.‎ وكتب أنه لو كان الرئيس باراك حسين أوباما هو الذي يترأس الولايات المتحدة اليوم لقالوا عنه “جبان ومهزوم.. يهرب ‏وينسحب مهزوما.. يطوي ذيله.. يتخلى عن إسرائيل.. يخون الأكراد ويغرز سكينا في ظهر معارضي الطاغية الأسد.. ‏يعزز قوة إيران.. يمنح روسيا نصرا ساحقا.. يلقي طوق النجاة لبقايا داعش ويشجع الإسلام الراديكالي‎”.‎ ولكن، بحسب شاليف، ونظرا لأن ترامب هو الذي اتخذ القرار، فإن إسرائيل تتقبل ذلك بتفهم، وتحترم القرار، و”تنتقد ‏بصوت خافت، وتصلي كي تتبدد مخاوفها من الإجراءات الأميركية‎”.‎ وكتب، ملمحا بشكل واضح  إلى نتنياهو، أنه راهن على خطوات رمزية، مثل نقل السفارة إلى القدس وتحصين ‏المستوطنات، على حساب التهديد الخطير والفوري القائم في الشمال. مضيفا أن هذا مصير من “علق في حفرة لزجة ‏من الخنوع والتملق إلى درجة أنه فقد القدرة على الاختلاف مع الرئيس الأميركي علانية، أو تجنيد الكونغرس والرأي ‏العام ضده‎”.‎ وكتب أيضا أن إسرائيل ستنظر في الأسابيع القريبة إلى الولايات المتحدة وهي تتخلى بشكل فعلي عن قدرتها على التأثير ‏على الأحداث في سورية. ورغم أن مسؤولين أميركيين تعهدوا بمواصلة المعركة من الجو، إلا أنه بدون تواجد على ‏الأرض فإن القدرة على الردع سوف تتضرر، والقدرة على تعزيز تواجدها بشكل فوري على الأرض ستزول، وتأثيرها ‏على صياغة التسوية النهائية في سورية سوف تتبدد بشكل تام. فالتراجع الأميركي يعني منح الهيمنة المطلقة لموسكو‎.‎ كما توقع أن تؤدي خطوة ترامب إلى تسريع الحملة العسكرية التي أعلنت عنها تركيا في شمالي سوريا. وبحسب شاليف ‏فإن “المخاوف من التصادم مع الجنود الأميركيين قد ردعت الرئيس رجب طيب إردوغان، ولكن تبين أن ترامب هو ‏الذي يخاف التورط مع إحدى دول حلف شمال الأطلسي. والأكراد الذين سلحتهم الولايات المتحدة سيبقون لوحدهم في ‏مواجهة الجيش التركي الكبير والقوي‎”.‎ وكتب أيضا أن انسحاب القوات الأميركية لا يوجد له دلالة عسكرية فحسب، وإنما رمزية أيضا، فهي تعني بالنسبة ‏لإسرائيل “حلوا مشاكلكم لوحدهم. واجهوا لوحدكم الكرملين وآيات الله والأسد.. لم يعد ذلك يعنينا.. خسارة على الأموال ‏التي ننفقها هناك عليكم.. نحن مع الولايات المتحدة أولا، وليس كما تعتقدون الولايات المتحدة وإسرائيل أولا‎”.‎ وأنهى مقالته بالقول “إن نتنياهو صرح أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها. ولكنها ستفعل ذلك من موقع ضعيف، ‏حيث لا يقف خلفها الأخ الأكبر، خاصة بعد أن تقلصت قدرتها على المناورة بشكل جدي بعد إسقاط الطائرة الروسية. ‏قرار ترامب يمس بشكل خطير بأمن إسرائيل، ولكنها ستتقبل عقابها بحب. ويجب عليها أن تقسم الآن أن البصقة من ‏البيت الأبيض هي أمطار بركة‎”.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى