fbpx

غزة بالنيابة عن طهران

المقاييس التائهة لتحديد الفارق ما بين “النصر” و “الهزيمة”، بالغت في تيهها منذ حرب 1967، آنذاك، وكانت قد سقطت القنيطرة وسيناء والكثير من الضفة الغربية، ثابر الإعلام على القول:”هزيمة عسكرية ونصر سياسي”، أما الهزيمة العسكرية فهي الحقيقة الوحيدة الواضحة، الصريحة، وما النصر السياسي وقد خلط الامور، سوى “عدم سقوط الأنظمة التقدمية”.. تأملوا المصطلح (التقدمية)!!. الحال تكرر في الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فحتى دمار بيروت، ووصول قوات شارون إلى قلب العاصمة وقرى الجبل، كلّه لم يجد نفعاً للاعتراف بأنها هزيمة، بل وهزيمة ساحقة، وكذا في حرب تموز 2006 وقد دمرت الضاحية الجنوبية، وتشرّد سكانها، وبعد تموز، تدفقت الاختلاطات، وقد تكون تجلياتها على الدوام في غزة. بالأمس كانت الغارات الإسرائلية قد دمّرت 176 منزلاً فلسطينياً، وأودت بحياة العشرات من الغزاويين، أولئك الذين يعيشون بين نارين.. نار حماس، وهي الفصيل الفلسطيني الذي حوّل غزة إلى سجن، ونار الإسرائيليين الذين يشعلون النار في الأجساد الفلسطينية، والنتائج؟

  • وفق خطاب حماس: انتصرت حماس.

وكذلك وفق خطاب حليفها حزب الله: انتصرت حماس. وفي الخطابين تعلّمت اسرائيل درساً لن تنساه. يحدث ذلك حين تسترخص هذه الفصائل دماء الناس وممتلكاتهم، ذلك على العكس من الإسرائيلي الذي يتلحف بحس الهزيمة فيما لو سقط له قتيل أو جريح. الحرب، وفق معطيات التاريخ، ودون ضرورة الاستشهاد بونستون تشرشل، هي امتداد للسياسة، أو لنقل هي سياسة بلغة أخرى، وهذه المنطقة التي تسمى الشرق الأدنى، مازالت تعوم فوق أمواج الحرب منذ 1948، وكل المعطيات تقول:

  • لا نصر للعرب فيها.

لانصر لمجموعة من الأسباب، على رأس هذه الأسباب، أن مجموع الجيوش المحيطة بإسرائيل، بمن فيها جيش حماس، هي جيوش مؤهلة لـ :

  • حروب الأزقة / الانقضاض على أي حراك شعبي/ فرض سطوتها على أقدار الناس/ نهب موارد البلاد.

مامن جيش فيها معدّ للقتال، أو بمعنى آخر للجبهات، فالدبابات الأمريكية وقد دخلت 2003 بغداد، دخلتها وكأنما في رحلة سياحية.. قطعت جسور بغداد بلا أية مقاومة، ولا أية عوائق. كان ذلك جيش العراق وقد أحيط بهالة إعلامية سمحت لمحمد سعيد الصحاف أن يكون غوبلز العرب.. وحال بقية الجيوش ليس بأفضل حال من جيش العراق، وقد بات ميليشات في اللاحق من الزمان. واليوم. المنطقة على أبواب حرب، وهي حرب تبدأ بالذريعة، وهاهو حزب الله، وهاهي حماس، جاهزين لمنح اسرائيل الذرائع، والذرائع من نوع:

  • رشقة صورايخ هنا أو هناك.
  • اختطاف جندي اسرائيلي.

وربما عملية محدودة سيعقبها الدمار. دمار غزة بمن فيها، والبقية تستكمل في لبنان، البلد الغارق بالفساد / الديون / الافقار، والذي لايحتمل المزيد من الدمار. حرب تبدأ في الخطاب السياسي، وبالكلام، دون أية حسابات لموازين القوى وقد تشمل:

  • الاقتصادي والعسكري وأهواء الناس.

حرب بالوكالة، لاعن الفلسطيني الحالم بالعودة، لا.. بالوكالة عن طهران، وطهران تخوض حربها، شريطة أن تقاتل بأجساد الغير. الحرب تقرع طبولها. هذا ليس مزاحاً.. والنتائج ليست مزاحاً كما تقتضي استحقاقات السلاح. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى