ما هو مستقبل البطاريق ضمن التغير المناخي؟
ماذا لو لم يعد هناك بطاريق في الكرة الأرضية؟، بالرغم من أن النسبة العظمى من البشر لا يعيشون مع البطاريق، إلا أنها مهمة لهم بما يتعلق بالتوازن البيئي، لكن هذه المخلوقات اللطيفة والمهمة، تواجه تهديداً بسبب التغير المناخي الحاصل إثر النشاط البشري.
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية دراسة حذرت من أن طيور بطريق الإمبراطور يمكن أن تختفي بسبب التغير المناخي خلال 80 عامًا مع تقلص مواطنها الجليدية.
ويرتبط مصير الطيور التي تعد من أكثر المخلوقات الجذابة على الأرض بمصير الجليد البحري الذي تتكاثر فيه، وتبني طيور بطريق الإمبراطور مستعمراتها في ظروف محددة للغاية في القارة القطبية الجنوبية، بما يتناسب مع الوصول إلى الطعام لأنفسها ولصغارها، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة سيختفي هذا الجليد البحري تدريجياً، حيث يسرق موطن الطيور ومصادرها الغذائية.
وقال عالم الطيور البحرية ستيفاني “جينوفرير” من معهد وودز هول لعلوم المحيطات: “إذا استمر المناخ العالمي في الاحترار بالمعدل الحالي فإننا نتوقع أن تواجه طيور البطريق الإمبراطور في أنتاركتيكا انخفاضًا بنسبة 86 في المائة بحلول عام 2100، وفي هذه المرحلة من الصعب أن تعود مرة أخرى.
وتقودنا مشكلة ذوبان الثلوج في القطبين إلى مشاكل هائلة، فمن المحتمل أن تتغير خريطة العالم، وتغير في تركيبة الغلاف الجوي ونسبة الكربون فيه.
وتفيد تقديرات بأن حجم عُشر الكربون المجمد، الذي قد ينبعث في صورة ثاني أكسيد الكربون، قد يتراوح ما بين 130 إلى 150 مليار طن، وهو ما يساوي المعدل الإجمالي السنوي للانبعاثات الكربونية من الولايات المتحدة، اعتبارا من الآن وحتى عام 2100. ويعني ذلك أن ذوبان التربة الصقيعية سيضيف عمليا، ما سيكون بمثابة “دولة جديدة” تحتل المركز الثاني على قائمة الدول الأكثر تسببا في الانبعاثات الكربونية، دون أن يكون بمقدورنا محاسبتها على ما تُحدثه من تلوث.
ورغم أن وسائل الإعلام اهتمت بانخفاض درجة الحرارة بشكل غير معتاد في مناطق بجنوب أمريكا الشمالية في شتاء 2018/2019، فإن ذلك صرف الانتباه عن أن العكس تماما كان يحدث في أقصى شمال الكرة الأرضية، في ما وراء الدائرة القطبية الشمالية. فقد شهد يناير/كانون الثاني الماضي، وصول متوسط مساحة الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية إلى 13.56 مليون كيلومتر مربع (5.24 مليون ميل مربع) وهو ما يقل بواقع نحو 860 ألف كيلومتر مربع (332 ألف ميل مربع) مما يُعرف بالمتوسط طويل الأمد لمساحة تلك البقعة، والذي ساد بين عامي 1981 و2001.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي