fbpx

وعد بالإطاحة ببشار الأسد

نعرف أن الولايات المتحدة هي القضاء والقدر، حتماً نعرف ذلك، ونعرف أنها ما تزال في مقاعد المتفرجين على الصراع السوري، فالتصريحات، وإعدة التصريحات.. رفع شدّتها أو انخفاض شدّتها، لا يعني سوى اللعب في وقت مسترخ، شاءت الإدارة الأمريكية أن تلعبه منذ إدارة أوباما بمرحلتيها وصولاً لمرحلة ترامب. هي في مرحلة الاسترخاء، ذلك أن الاقتتال ليس على أراضيها، والدماء لم تعلق على قميصها، والمتقاتلون، أي كان الفائز فالحصة الكبرى من فوزه ستكون لها. قوى التطرف وقد أرسلت إلى سوريا، أرسلت لا لتحرير سوريا من طغمة الأسد، وإنما أرسلت لتتحرر بلادهم منها فألقت بنفاياتها على سوريا، وجحافل الميليشيات الإيرانية التي تُقتل أفرداً وبالدزينة، تخرج من طريق النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، أما عن روسيا وقواتها، فلتنهك في سوريا، ولتنفق من ميزانيات بلادها، وإذا ماحصل الاشتباك الروسي ـ الإيراني فلابأس، ذلك أن اشتباكاً كهذا لايعني بالنسبة إلى الأمريكان سوى ناب الكلب بجلد الخنزير. وبالأمس يصرّح جيمس جيفري، أنه والأتراك يعدّون لمرحلة ما بعد الأسد، ونظن أنهم يفعلون ذلك جدياً، فقد أُنهك المتحاربون ولابد من وضع حد للمعادلة الصفرية في الحرب السورية، وهذا يعني أنه حان الأوان للإعلان عن منتصر فيها ومهزوم، وهذا ما يجعل التركي والأمريكاني يجلسون في الصندوق الأسود للعمل على إزاحة بشار الأسد وفق توافق لايتوقع السوريون منه سوى استجلاب بشار جديد بنسخة جديدة، لابأس إن اختلف مقاس ضحكته أو طول رقبته، وكل التوقعات تشير إلى أن بديله سيكون من نوعه، فيما المعارضات السورية منشغلة بصياغة بياناتها حيث تكون رعاية الدول. رئيس لسوريا؟ أيّ سوريا ستكون؟ ذلك هو السؤال. سوريا (المفيدة) حيث الميناء والغاز المفترض. سوريا الجنوب بامتداداتها الإسرائيلية. سوريا دمشق وقد تكون المقهى والمصرف؟ أي سوريا؟ وأيّ بدائل لبشار الأسد؟ من الغامض جداً توقع شكل سوريا المقبلة، وكل ما هو بفعل المؤكد أنها لن تعود سوريا التي نعرفها والمحكومة بقبضة الدولة المركزية، هذا بفعل المؤكد، أما عن إسقاط بشار الأسد فالخطط جاهزة، ولكل دولة من المتحاربين في سوريا بشارها.. الروس يضخمون من حجم رجل معتوه بكل مقاييس العته وقد لقبوه بالنمر، والفرنسيون وبرضى أمريكي يصدّرون مناف طلاس لحكم سوريا، وللأتراك مقترحاتهم، ولن تكون مقترحاتهم لتُخرج جماعة الاخوان المسلمين أو من سيكون واجهة لهم، وبالنتيجة، لن يكون لسوريا رئيساً بإرادة السوريين، أو أقله بإرادة السوريين الذين دُمرت بيوتهم ودفعوا من دماء أبنائهم، وأطقلوا شرارة الثورة ليأتي من يرثها، والوارث سيكون تركياً برضى أمريكي، أو روسياً وبرضى أمريكي، ولن يكون إيرانياً ولا بحال من الأحوال فهاهو ماهر الأسد يتعرى من ثيابه ويأخذ الضربات ضربة وراء ضربة، حتى بات نفوذه منحصراً بسرقة سيارة أو اعتداء على بنت تتمشى على كورنيش جبلة. يعدنا جيفري بتغيير الأسد، يعني بتغيير القبعة لا بتغيير الرأس. والسوريون في مقاعد المتفرج او في المقبرة. يظهر أن اللاعب الأمريكي وقد اكتفى بالفرجة لثمانية سنوات أو أكثر، سيظهر على الخشبة ليعلن: ـ انتهى العرض أيها السادة.. لقد حان دوري. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى