fbpx
أخر الأخبار

بعد أن صعد الحمار إلى المئذنة.. من سينزله؟

دخلت القوات الأمريكية إلى العراق، فأسقطت طاغية اسمه صدّام حسين، ومع إسقاطه كانت فوضى العراق وقد انتهى إلى ميليشيات الحشد الشعبي وبقية الحشود الإيرانية، ومن ثم تحوّلت العراق إلى بلد مستباح للملالي، حتى أن المنطقة الخضراء التي تستضيف السفارة الامريكية (وهي من أكبر سفارات الولايات المتحدة في العالم)، لم تعف من قذائف ملالي طهران.

ودخلت القوات الامريكية افغانستان، فطردت السوفييت منها، لينهض تنظيم القاعدة وتتحول افغانستان إلى وكر للذئاب، وبالنتيجة انتقلت البلاد من سلطة الدب الروسي، إلى سلطة ضباع التكفير.

واليوم يأتي الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، ليبشّر بانسحاب القوات الامريكية من العراق وكذا الحال من أفغانستان، وفي الحالين، وإذا ماحدث ذلك فالرئيس سيمنح الإسلام الخميني كما إسلام القاعدة هدية مجّانية، في الاولى تعني استتباب الحال للإيرانيين بما يعني التمدد في تميكن الخمينيين من السلطة في بغداد، وبما يعني استعادة تنظيم القاعدة لمرتفعات كابول تلك التي تعني عقدة الوصل والفصل ما بين بلاد آسيا الوسطى مجتمعة، وبما يعني في النتيجة سؤال:

ـ إذن لماذا دخلت القوات الامريكية إلى البلدين.

ولا ثمة من تبرير واحد لخطاب دونالد ترامب سوى تبرير واحد وهو:

ـ ترك ارث ثقيل لمن سيخلفه.

إرث ثقيل يعني إخراج الولايات المتحدة من كونها الدولة القوية التي تقع في عنوان النصّ الدولي، إلى هامشه، وبما يجعل دولة الديمقراطيين الأمريكان دولة كل مهامها مبادلة العملة بالعملة، وتقديم وجبات الهمبرغر والهوت دوغ، فيما العالم يمشي خارج ارادتها، وإرادتها تعني القوّة، فإذا ما أسقطت القوّة ما الذي سيتبقى لها؟

سيكون هذ هو السؤال الأصعب، والأصعب منه ماستواجهه المنطقة العربية من آثار جانبية لهذا الانسحاب، وهي آثار ستبدو مفاعيلها في مياه الخليج العربي أولاً ومن ثم في بقية البلدان العربية من مثل سوريا ولبنان، بما يعني استفراد الضباع الإيرانيين بهذه المنطقة دون إغفال ماتطور لديهم من سلاح، وهو السلاح الذي لابد سيتزاوج مع عقيدة التوسع الايرانية ليكون زواجًا نهاياته تدمير هذا الشرق إن لم يستأثر الإيراني بموارده وقراره وممراته البحرية.

دخلت القوات الأمريكية الى بغداد، وكانت بدخولها قد رفعت الحمار إلى المئذنة، ولكن كيف لها أن تنزله من المئذنة إذا ما انسحبت قواتها كما يتواتر من خطابات دونالد ترامب.

أقل من شهرين ونقف على الخبر اليقين.

في المحكية المصرية يقولون:

ـ ياخبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش.

كل الخوف أن يكون الخبر بفلوس وبكرا يبقى بحمامات من الدمار والدماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى