fbpx

تظاهرات غير مسبوقة في الجزائر اجتاحت شوارع العاصمة

ملأ عشرات الآلاف من المتظاهرين الشوارع عن آخرها في وسط العاصمة الجزائرية يوم أمس الجمعة، في تحد لحكم ‏الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفي أكبر احتجاجات تشهدها العاصمة منذ 28 عاما‎. ‎ وبرغم أن الاحتجاجات كانت سلمية في أغلبها، إلا أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من ‏الوصول إلى القصر الرئاسي، وفي عدة مناطق أخرى‎. ‎ وقال التلفزيون الجزائري إن قوات الأمن اعتقلت 195 شخصا خلال الاحتجاجات يوم الجمعة، وأرجع الاعتقالات إلى ‏أعمال منها النهب. وأضاف التلفزيون أن 112 شرطيا أصيبوا. وقالت قناة النهار التلفزيونية إن مجهولين اقتحموا ‏مدرسة ابتدائية والمتحف الوطني القريب ونهبوا بعض القطع الأثرية وأضرموا النار في أجزاء من المبنى‎. ‎ وانتشرت قوات الأمن بأعداد متزايدة في الأيام القليلة الماضية لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الآن‎. ‎ وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن مجلة الجيش قالت إن الجيش والشعب ”ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه“. ولم ‏تتطرق إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة لكن رئيس أركان الجيش قال إن الجيش لن يتسامح مع أي تهديد لاستقرار ‏البلاد‎. ‎ وعلى غير المعتاد لم يدع أحد أكثر الأئمة شعبية للرئيس في خطبة الجمعة كما جرت العادة وقصر الدعاء على ما فيه ‏الخير للجزائر وشعبها‎. ‎ وفي تغير آخر، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن المحتجين يطالبون ”بتغيير النظام“. كانت الوكالة قد ذكرت ‏في تغطية سابقة أن الاحتجاجات تطالب بالتغيير السياسي. وتجاهلت الخدمة الإخبارية للوكالة الأيام الأولى من ‏الاحتجاجات تماما‎. ‎ ويطالب الجزائريون بتنحي بوتفليقة إذ ضاقوا ذرعا بهيمنة قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا ‏بين عامي 1954 و1962 لكن على الرغم من اعتلال صحته فإنه قدم أوراق ترشحه. وينظم الجزائريون احتجاجات منذ ‏‏22 فبراير شباط‎. ‎ وقال شاهد ”وتيرة استخدام الغاز المسيل للدموع في ازدياد“، بينما وقف فتية على أسطح المباني يراقبون حركة الشرطة ‏في الشوارع‎. ‎ وفيما يسلط الضوء على مشاعر الإحباط تجاه النظام السياسي بأكمله في البلاد، وضع محتجون شارات على رؤوس ‏الحمير عليها أسماء شخصيات في الحزب الحاكم وأعضاء المعارضة‎. ‎ ولا يوجد تقدير رسمي لعدد المتظاهرين. لكن صحيفة الوطن الجزائرية قدرت عددهم بأكثر من مليون متظاهر في ‏العاصمة‎. ‎ وبحلول المساء عاد معظم المحتجين إلى ديارهم تاركين خلفهم الشبان الذين اشتبكوا مع رجال الشرطة أثناء محاولتهم ‏الاقتراب من القصر الرئاسي‎. ‎ وقالت قناة الشروق التلفزيونية الخاصة يوم الجمعة إن عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر ‏استقالوا من عضوية الحزب للانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ولم تتوفر حتى الآن تفاصيل‎. ‎ وأوقفت السلطات الجزائرية خدمات القطارات والمترو في العاصمة يوم الجمعة دون تبرير قبل احتشاد الجزائريين ‏مجددا في العاصمة ومدن عدة لمطالبة بوتفليقة بالتنحي‎. ‎ ويعالج بوتفليقة بمستشفى في جنيف ونادرا ما ظهر في أي مناسبة علنية منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 لكنه قال ‏يوم الخميس إن الاضطرابات قد تزعزع استقرار البلاد‎. ‎ وعرض الرئيس الجزائري تقليص مدة رئاسته بعد الانتخابات، وحتى تغيير ”النظام“ الذي يدير البلاد، لكن مواطنين ‏ينتمون لفئات مختلفة من المجتمع بينهم طلاب وأسر شابة ما زالوا في الشوارع‎. ‎ وعبر حلفاء قدامى للرئيس من بينهم أعضاء في الحزب الحاكم عن دعمهم للاحتجاجات مما سلط الضوء على انقسامات ‏داخل النخبة الحاكمة التي كانت تعتبر من قبل تكتلا منيعا‎. ‎ وحمل المحتجون لافتات كتب عليها ”بوتفليقة.. ارحل“ في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية ‏وبأن الانتخابات لا يجب أن تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات‎. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى