fbpx

إلهي، إنهم يعلمون ما يفعلون بالسوريين!

صُدم اللاجئون السوريون في تركيا مساء يوم السبت الماضي بنبأ فجيعة جديدة كان ضحيتها هذه المرة طفل لم يتجاوز الـ 16 من عمره في مدينة “عينتاب” المكتظة بالسوريين. “محمد ميمة”، تم طعنه من قبل عصابة لصوص لتخترق إحدى الطعنات كبده قبل سرقة هاتفه المحمول بالإضافة لـ 400 ليرة تركية هي عبارة عن مرتّبه الضئيل الذي قبضه لقاء عمله. هرب الثلاثة، وبقي محمّد ملقى على قارعة الطريق مضرجاً بدمائه وسط تجمّع أهالي المنطقة وقبل وصول سيارة الإسعاف التي تأخّرت حتى فقد كمية كبيرة من دمه أفقدته الوعي، لينتهي به المطاف داخل العناية المشددة بعد إجراء عملية امتدت لساعات. قبل حادثة محمّد بأقل من شهر، فُجِع السوريون بحادثة مشابهة طالت طالبة جامعية سورية أمام مبنى جامعة غازي عينتاب؛ إذ طعنها شابان تركيان قبل أن يسرقا هاتفها المحمول ويلوذا بالفرار، لتلفظ أنفاسها الأخيرة على رصيف الجامعة في وضح النهار. أطلّ والد الطالبة المغدورة “غنى أبو صالح” ذات الـ 19 ربيعاً على شاشات التلفزة ليقول إن القاتل كانت غايته السرقة دون التفريق بين سورية وتركية. كذلك التزم السوريون بمنشوراتهم على وسائل التواصل بعدم تسيِّس الحادثتين واستغلالهما للتحريض ضد الأتراك بعكس بعض الأطراف التركية التي طالما تُحرّض ضد السوريين. إلا أن الحقيقة المحضة، التي يجهلها أو يتجاهلها معظم السوريين، تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك بأن مرتكبي الحادثتين كانوا على معرفة تامّة بجنسية كل من محمد وغنى؛ وبإمكان أي سوريّ مقيم بتركيا أن يطرح هذا السؤال البسيط على أي مواطن تركي: “هل تميّز بين أشكال السوريين والأتراك في الشارع؟”، ومباشرة سيجيب بـ “نعم”! بل وحتى السوريون يستطيعون، وببساطة شديدة، التمييز بينهم وبين الأتراك بدقّة، بمعزل عن عامل اللغة؛ فبالنسبة للفتيات، لا سيما المحجبات منهن، فإن طريقة وضع الحجاب ونمط الثياب المرافقة له تختلف بشكل ملحوظ بين السوريات والتركيات، وهذا ما ميّز الطالبة المغدورة عن بقية زميلاتها التركيات اللواتي تغصّ بهن جامعة عينتاب. أما بالنسبة للطفل محمّد، فإن الأطفال الأتراك ممّن هم دون سنّ الثامنة عشر فجميعهم يلتحقون بالمدارس ويمنعهم القانون من العمل خلال العام الدراسي؛ ومن خلال شهادة شقيق محمّد، “عبد الرزاق”، فقد أكّد بأن اللصوص قد لحقوا بأخيه من مكان العمل؛ ما يعني بأنهم على دراية بجنسية الطفل وحيازته للمرتّب في ذلك اليوم الذي يمثّل نهاية الأسبوع (ليلة السبت). إذن، فالمجرمون يعلمون سلفاً بأن ضحاياهم هم من السوريين، وإن ردّة فعل السوريين عموماً لن تكون كالتي عند الأتراك وسلطاتهم فيما لو تعرّض أحد أبناء الأتراك للطعن أو القتل. نعم، هم يعلمون ما يفعلون؛ أما بعض السوريين فقد امتهنوا المقتلة والنكوص لقاء الإقامة، ولقمة العيش، والتزلّف، و(الوطن داش)! مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى