fbpx
أخر الأخبار

مبروك “ميّاس” مبروك يا شباب

نبيل الملحم

نعرف لبنان، نعرفه بحربه الأهلية والثانية الجنوبية، نعرف المصرف والكازينو والعاب السلاح ولاعبو السلاح، ولكننا لن نعرفه إلاّ حين يحتفل بشاباته الراقصات، البنات اللواتي صنعن معجزة معمارية بأجساد تتدفق على المسرح كما لو أنها تبشّر بلبنان آخر.

ـ لا لبنان الطوائف، ولا لبنان حرّاس الفضيلة وقد انتهكوا الفضيلة بدءًا نهب الخبز حتى أنهار الدم التي ذهبت على تنازع الفساد والسطوة والثروة والسلاح.

مع فرقة “ميأس” ثمة طريق آخر للبنان.. للقوة الناعمة التي كان عليها تكون ولايكون نقيضها، ونعني السلاح، وكان أن فازت “مياس” بالذهبية، وكان على الذهبية أن تكون لها، ومن حقها، وبكل ماللجوارح أن تنطق وتطلق صفير الاحتفال كما لو أنها “مزامير” نشوة لبنان وقيامته.. قيامته من المجاعة وقيامته من نهب الثروة وقيامته من زعامات، لم تأخذ من الزعامة سوى قوّة السلب لاقوة الحياة.

سنقول لبنان ما بعد “ميّاس” سيكون غير ماقبلها، وإذا حان سؤال:

ـ وكيف ذلك؟

ذلك بفعل حقيقة زرعتها على خشبة المسرح لتقول أن القوة بالقوة الناعمة، والنصر الإلهي ليس ذاك النصر الذي يتباهى بالقتل وديمومة الاشتباك، وإنما يتباهى بقوة الابتكار وقوّة الحياة.

ـ هذا هو النصر الذي يسحب الهزائم من أحشائها ويرمي بها على قارعة الحياة.

مع “مياس” استعاد لبنان ميخائل نعيمة وجبران خليل جبران وزكي ناصيف واستعاد الرحابنة والصبوحة وفيلمون وبقوة الأجساد التي تلتقط إيقاع الموسيقى لتحدِث إيقاعًا آخر للحياة.

إيقاعًا لايشبه ما أحدثه تفجير المرفأ من إيقاعات.. ليس إيقاع السبابة المتوعدة، وإنما إيقاعات الراقصات الواعدات وموسيقاها.. بلد ينتج عرضًا كهذا لايُهزم، ولو “هُزم” فإلى حين..

هذا هو لبنان المأمول.. لبنان وقد غاب ليستعاد.

مبروك ميّاس.

مبروك ياشباب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى