fbpx

حتى بائعات الخبز

أن تسأل سوري، أيّ سوري:

  • نحو أي مستقبل تسير سوريا؟

ستتوحد الإجابات عند كلمة:

  • حسَب

وحسَب هذه تعني لانهاية من الاحتمالات:

  • سوريا الموحّدة؟ أم سوريا المقسّمة؟ سوريا الفيدرالية؟ أم سوريا ملاحق الدول؟ سوريا الأسد؟ أم سوريا الناس الذين يختارون مصائرهم؟

ومع الاحتمال الأخير، لابد أن الكل سيجمع على انها ستكون سوريا العنف، والاستبداد، والتغوّل في الفساد وفي السطوة.. ستكون هذه كل الاجابات بما فيها اجابات مواليي النظام، أو أولئك الذين ما زالوا يشكلون قاعدته الشعبية. الأمر على هذا النحو، فالنظام وقد انتصر جزئياً، برهن مع كل خطوة انتصار أن:

  • مصالحة الناس لاتعنيه، وخبز الناس لايعنيه، والحريات لن تعنيه، وكل ما يعنيه المزيد من احتكار السلطة، والمزيد من مراكمة الثروة، والمزيد من الفساد حتى وصل به الأمر، لمطاردة الخبّازات، تلك النسوة اللواتي يخبزن فطيرة لعابر في أرياف الساحل، ومنعهن من الارتزاق الذي يسد مساحة لقمة مغموسة بالعرق، فيما وصل به الاستيلاء على أفواه الناس لمرحلة :المزيد من السجون، والمزيد من الاعتقالات، والمزيد من مطاردة الناس، ومن آخر مآثرة، اعتقال مخرج مسرحي لأنه أبدى رأياً في مسرحية، حتى بات النقد المسرحي، يمثل تهديداً لوحدة الأمّة ووهناً لنفسية الدولة، بما جعل أمسه في الاعتداء على الناس، أقل من حاضره، وبما جعل السنوات العشر السوداء التي شهدتها البلاد تمضي نحو سنوات قادمة اكثر قتامة من أمسه، وبما يجعل من كلمة الإصلاح مفردة مستحيلة، فما بالك بالحريات أو الحد من الفساد، وقد بات للفساد جيوشاً، يضاف فسادهم إلى مهماتهم القتالية، بما جعل جيشه هذا يضيف إلى مهماته القتالية، مهماته في الفساد وهو ما اصطلح السوريون عليه بمسمى (التشبيح).

أن تسأل السوري، أي سوري، نحو أي مستقبل ستمضي البلاد؟ سيجيبك بلا تردد: كسر السوري الخوف، فتظاهر، وواجه الموت فصمد، وتجاوز جلاوزة النظام ليقع بعدها بين أنياب جلاوزة الإقليم، أولئك الذين انتزعوا منه ثورته، وراهنوا على دمه ومن ثم باعوا دمه، وهاهم يتصالحون مع نظام كان عدو الأمس وبات صديق اليوم وحليفه، والمطلون على وقائع الحوارات التركية / السورية، يعرفون حقيقة تلك المصالحات ما بين رجب الطيب أردوغان وبشار الأسد، ويعرفون بالتمام والكمال تلك المصالحات ما بين تميم ابن حمد وبشار الأسد، ويعرفون تلك المغامرة التي دفعوا السوري إليها بما جعل السوري لايطال عنب الشام ولا بلح يثرب.. السوري وحده.. وحده للزنزانة.. وحده للمجزرة.. وحده لركوب البحر.. وحده للتشرد الذي يتلوه التشرد.

  • حتى خبّازات البلاد بتنا يهددن أمن الدولة ويضعفن هيبتها.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى