fbpx

تهمة الإرهاب تلاحق المعارضة الروسية

باتت تهمة الإرهاب وتهديد الأمن الوطني للدول، سلاحًا ذا حدّين، تستخدمه بعض الأنظمة في تحقيق أهدافها الخاصة لغايات تتجاوز حماية أمن الدولة والمجتمع وتصل به إلى مرحلة قمع الأصوات المخالفة لسيطرة تلك الأنظمة وتسلطها.

ورغم أن بعض الجرائم تستوجب تدخلًا أمنيا وعقوبات قضائية، لكن الحال في روسيا يبدو مختلف قليلًا مع ما اعتبرته بعض المنظمات الحقوقية والمعارضة الروسية، وسيلة ابتزاز من قبل النظام الحالي في روسيا عبر تضخيم وجود تهديد تتعرض له البلاد.
وأثار الحكم القضائي الصادر اليوم الاثنين، في روسيا بالسجن لمدة طويلة على ناشطين من “اليسار المتطرف” لإدانتهم بـ “الإرهاب” تنديد المنظمات غير الحكومية والمعارضة انطلاقا من اعتبارها ذلك دليلا جديداً على تعسف السلطة حيال المعارضين.
وحُكم على المتهمين الذين قدّمهم فريق الادعاء على أنهم إرهابيون “معادون للفاشية” و”فوضويون” بالسجن بين ستة أعوام و18 عاماً، وفق ما جاء في الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية في بينزا (وسط).
وقالت أولغا غاريلوفا محامية الناشط مكسيم إيفانكين البالغ من العمر 25 عاماً والذي حكم عليه بالسجن 13 عاماً لوكالة “فرانس برس” إن الحكم ” لم يكن متوقعاً وهو قاس جداً “، مضيفةً ” بالتأكيد، سنقوم أنا وزملائي جميعاً بتقديم طلب لاستئناف الأحكام “.
وحكم على منظمي المجموعة بحسب الادعاء، ديمتري بتشيلينتسيف وإيليا شاكورسكي بالعقوبتين الأشد وهما على التوالي السجن لمدة 18 و16 عاما.
وقالت سفيتلانا غانوشكينا، إحدى الشخصيات التاريخية في منظمة ” ميموريال ” المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تعتبر مرجعا في روسيا، إن “هذا الحكم يفترض أن يظهر للشعب أن هناك تهديدا بالإرهاب السياسي الحقيقي وهو أمر للشباب يقول: اجلسوا، لا تتحركوا!”.
وبحسب المنظمة غير الحكومية، استند جهاز الاستخبارات في هذه القضية على اعترافات مشكوك بصحتها حول وجود شبكة إرهابية، لناشطين من اليسار المتطرف أُوقفوا في قضية مخدرات. وأكد العديد من المتهمين أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة وللتعذيب في السجن لإرغامهم على الاعتراف.
من جهته، ندد المعارض الأساسي للكرملين أليكسي نافالني بهذا الحكم الاثنين. وكتب على تويتر “اعترافات حول مجموعة إرهابية تم الحصول عليها من خلال تعذيب شباب. أي وزير في الحكومة الروسية هو مجرم أكثر بعشر مرات من هؤلاء الشباب ويشكل تهديدا للمجتمع”، منددا بحكم “فظيع”.
يذكر أن السجلات الأمنية القضائية، تظهر أنه ليس لدى أي من المتهمين سجل إجرامي. حيث ازدادت مؤخرا في روسيا الاتهامات بالإرهاب أو التطرف بحق مجموعات من الشباب.

وبحسب معارضي النظام، الأمر لا يتعلق بتنظيمات عنيفة فعليا لكن أيضا بحركات معارضة أو دينية معتدلة ليست ضمن خط السلطات. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى