fbpx

لماذا تدين الجزائر التدخل التركي في سوريا

أدانت الجزائر، الثلاثاء التدخل العسكري التركي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، معتبرة أن هذا التدخل سوف يتسبب في إطالة عمر الأزمة، بحسب ما يقول مصدر مسؤول من وزارة الخارجية الجزائرية، وذلك وسط مواصلة الجيش التركي تعزيز نقاطه العسكرية وانتشار جنوده في آخر منطقة منخفضة التصعيد، دون قدرته على تأمين الحماية المفترضة لمناطق نفوذه او ايقاف الهجمات العسكرية -بحسب التعهدات التركية- ضد المنطقة التي تأوي 3 ونصف مليون مدني معارض للنظام، في الأمتار الأخيرة المتبقية لهم من سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الخارجية “شجب التدخل العسكري من طرف بلد جار في إدلب” في اشارة لتركيا، معتبرة أن هذا التدخل، إضافة إلى أنه إخلال بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول، فإن من شأنه أن يقوض فرص الحل عن طريق الحوار السياسي.

وعبر المصدر عن دعم حكومة بلاده لكافة الجهود التي تعيد الأرض كاملة للسوريين قائلا “تضامن الجزائر مع الحكومة والشعب السوري”، منوها الى الجهود المبذولة من أجل استعادة السلم والأمن وبسط سيادة الدولة والشعب على كامل التراب السوري.

ويبدو أن الموقف الجزائري جاء درا على تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” التي أدلى بها خلال اجتماع، عقده الأحد، مع رؤساء تحرير عدد من وسائل الإعلام في إسطنبول، جاء فيه “أن تركيا تتابع عن كثب جميع التطورات في دول المنطقة وعلى رأسها إسرائيل ومصر وليبيا والجزائر وتونس، وكذلك جميع تحركات السعودية والإمارات في منطقة الخليج، مؤكدا أن جميع التطورات في تلك المناطق يصل تأثيرها إلى تركيا.

وتسيطر تركيا على اجزاء واسعة من شمال سوريا، تحديدا ريف حلب الشمالي بعد أن دخلت ضمن نفوذها في اعقاب عملية عسكرية شنتها ضد الأحزاب الكردية التي تطالب بالانفصال وتعتبرها تركيا خطر على امنها القومي.

مجازر دموية

وترصد “مينا” المجازر اليومية التي يرتكبها الحلف الروسي ;ndashالسوري في آخر منطقة منخفضة التصعيد شمال غربي سوريا، كان آخرها امس الثلاثاء، حيث قصفت قوات النظام السوري مدينة معرشورين جنوب ادلب خلفت أكثر من 15 قتيلا، ونحو 20 جريحا جراء استهداف السوق الشعبي وسط البلدة.

وقال الناشط الإعلامي “يمان عبدو” من أهالي ادلب وهو احد الشهود على المجزرة لمرصد مينا، ان الطيران الحربي نفذ 3 غارات جوية على حي الخضار المكتظ بالمدنيين، حيث وقع الأهالي ما بين قتيل وجريح وسط حالة هلع وخوف من إعادة تكرار القصف وسط عمليات الإنقاذ والاسعاف، فضلا عن الحرائق التي لحقت بالمحال التجارية.

واختصر المتحدث المشهد بالقول “اختلطت دماء الناس بأرزاقهم، دون ان يتحرك لهم ساكن، فنحن اليوم مجرد ارقام تعب العالم من احصائها”.

المجازر اليومية، والمعارك التي اسفرت عن نزوح أكثر من 97 ألفاً و404 عائلات، من قراهم وبلداتهم، جراء الحملة العسكرية المستمرة، تجري وسط مواصلة الجيش التركي تعزيز قواته المنتشرة في المنطقة شمال غربي سوريا، كما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة، امس، إلى الوحدات التركية المتمركزة على الخط الحدودي بين البلدين.

ترسيخ عسكري

وقالت وكالة الأناضول نقلا عن مصادر عسكرية، أن قافلة مكونة قوات وحدات خاصة “كوماندوز”، وعربات نقل جنود مصفحة، وأخرى قتالية مدرعة، عبرت مدينة كيلس جنوبي البلاد واتجهت نحو الحدود السورية، مشيرا الى إن التعزيزات أُرسلت بهدف دعم الوحدات العسكرية المتمركزة على الشريط الحدودي مع سوريا.

من جهتها طالبت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقريرها الأخير امس، جلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرارين رقم 2139 و2254، وضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

مطامع توسعية

ويقول الباحث السياسي والخبير بالشأن السوري “ادريس إبراهيم” ان انقرة تدخلت عسكريا في سوريا، تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية وتحجيم الحركات الانفصالية، ثم اتسعت رقعة النفوذ التركي شمال سوريا على نحو غير مسبوق، منذ اطلاق يد فصائل درع الفرات في أغسطس 2016، ودخول دبابات الجيش التركي الى الأراضي السورية لأول مرة.

وتنتشر القوات التركية في المنطقة بحجة حماية المدنيين فيها، ومواجهة الجماعات الكردية المسلحة، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وبحسب قراءة المتحدث لمرصد “مينا” فإن أنقرة تتحمل ما يجري اليوم في ادلب بحسب فشل تطبيق اتفاق سوتشي الثنائي الموقع بينها وبين موسكو، مضيفا “أن موسكو أعطت تركيا الكثير من الوقت للتعامل مع هذا الملف وفصل المعارضة المعتدلة عن المجموعات المصنفة على قوائم الإرهاب، بيد ان فشلها في ذلك جعل المنطقة ككل هدف لأكثر من طرف”.

مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى