fbpx
أخر الأخبار

وهل روسيا ـ إيران عمامتان في رأس واحد؟

سيكون السؤال:

ـ هل روسيا وإيران رأسين في عمامة واحدة؟

يأتي السؤال، أقله على ضوء شراكتهما في سوريا، وربما في مواجهة الولايات المتحدة، وربما توحدهما العقوبات المفروضة على كل من البلدين، وسيعزّز هذا الحساس ازدياد زخم العلاقات بين الدولتين، وقد بدا ذلك واضحا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لروسيا، حيث تم عقد عدد من الاتفاقيات مع شركات النفط والغاز الروسية تتعلق بنقل التكنولوجيا والمعدات التي تحتاجها إيران.

قد لايبدو هذا الإحساس مصيبًا، فهذا سيد حسين موسويان الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث المتخصص في شؤون السياسة الأمنية والنووية في الشرق الأوسط بجامعة برينستون الأمريكية يقول ” إنه على الرغم من أن العلاقات القوية بين موسكو وطهران حيوية لاستقرار وأمن المنطقة، لم يتم التمعن فيما إذا كانت العلاقات الحالية تشبه شراكة استراتيجية أم تحالفا”.

سيضيف موسويان الرئيس الأسبق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمن القومي الإيراني في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أول رئيس روسي يزور إيران منذ زيارة جوزيف ستالين لها عام 1943. ومنذ عام 2007 توجه بوتين إلى طهران مرتين للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين، وفي كل زيارة كان يجتمع بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي.

وفي عام 2007 قال خامنئي لبوتين إن “روسيا القوية في مصلحة إيران”، ورد بوتين قائلا “مصلحة الدولة الروسية تكمن في وجود إيران قوية ومؤثرة في المسرح الدولي”.

وكان  خامنئي قد قال أنه “يتعين على طهران وموسكو تعزيز تعاونهما لعزل الولايات المتحدة والمساعدة في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط”. ونتيجة لذلك وجهت طهران وموسكو سياساتهما في الشرق الأوسط نحو عزل الولايات المتحدة. فقد حال الدعم التام من جانب موسكو وطهران دون انهيار حكومة بشار الأسد، بينما دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحرب في سوريا التي استهدفت الإطاحة بالأسد.

ويضيف موسويان أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن تجد فيها إيران وروسيا أرضية مشتركة. فالدولتان تحاربان الجماعات السنية المتطرفة مثل داعش والقاعدة؛ وكلاهما تحذران من نفاق أمريكا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والإرهاب، والأحادية؛ وتسعى الدولتان جديا لمواجهة العقوبات الأمريكية.

كل ما سبق قد يكون صحيحًا، غير أن ما ليس صحيحًا، أن لهذا التحالف أي بريق ديمومة، ومن يتابع الحال السوري يعرف أنهما ليس حليفين سوى في المؤقت، وأن حرابهما جاهزة في أية لحظة لاشتغال أحدهما بلحم الآخر.

التحالفات التي تقوم على قاعدة:

ـ عدو عدوي صديقي، طالما حملت في بطنها عوامل الانهيار.

سيكون هذا الانهيار على الأراضي السورية.

اليوم يتقاسمان النفوذ، وغدًا يقتتلان على انتزاع النفوذ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى