أنها «غنيمة» راشد الغنوشي يعترف بتدخله في الشأن الليبي
تونس (مرصد مينا) – اعترف رئيس البرلمان التونسي، وزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، بتدخله في الشأن الليبي، ويجب أن يكون لهم «حصة الأسد» فيها، وأن بلاده لا ينبغي أن تكون محايدة تجاه مصالحها في ليبيا، مدافعاً عن علاقته بحكومة الوفاق على أنها لأجل مصلحة البلد.
جاء ذلك عبر تغريدة له على حسابه في «تويتر»، مساء الإثنين، مُتسائلا: «نقولو وين مصالح تونس؟» وليرد في التغريدة ذاتها على تساؤله على أن «الجميع يتطلع إليها (ليبيا) كسوق مستقبلية يستفيد منها الفلاح والسياحي والعامل والمقاول ورجل الأعمال، وأولى بتونس أن يكون لها نصيب الأسد في ذلك».
وثبت «الغنوشي» جميع الانتقادات التي وجهت له من أعضاء البرلمان التونسي، وأحزاب المعارضة، بسبب علاقته بحكومة الوفاق الليبية وتدخلها في شؤونها لمصلحة الإخوان وتركيا، معتبراً أنه «ليس هناك حياد سلبي في علاقة بمصالح تونس، هناك حياد إيجابي».
وفي السياق ذاته، كان «الغنوشي»، قد برر في لقاء مع قناة «نسمة» التونسية، أمس الإثنين، من أن تونس «ليست معزولة عن المنطقة، فهي في قلب المتوسط، ومن الطبيعي أن يكون هناك أشخاص مع أطراف وغيرهم مع طرف آخر، لكن المهم أن تكون مصلحة تونس هي العليا».
وكان زعيم حركة النهضة، قد اضطر إلى التعليق على الجدل المثار في تونس بسبب مكالمته الهاتفية مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، المدعوم من تركيا، وتهنئته له بمناسبة سيطرة الوفاق على قاعدة الوطية الجوية (جنوب غرب العاصمة طرابلس)، في أيار/ مايو الماضي.
ووجهت انتقادات لاذعة للغنوشي بسبب هذه المكالمة، كما عُقدت جلسة مساءلة في البرلمان، وذلك بدعم من الحزب الدستوري الحر، في مطلع حزيران/ يونيو الجاري، واتهامه بمساعدة تركيا في التدخل بالشؤون الليبية بالسلاح والمقاتلين.
ورفض زعيم حركة النهضة، القريبة من تيار جماعة الإخوان المسلمين، في البداية عن وجود أيّ تدخل في شؤون الجارة ليبيا، مشيراً إلى أن «المكالمة كانت بروتوكولية ولا تستحق هذا القدر من الإثارة».
وبرر رئيس مجلس النواب التونسي، خلال اللقاء من موقفه، زاعماً أنه فعل ذلك من أجل مصلحة البلاد: «بدلا من الحديث عن المكالمة كان يجب البحث عن مصلحة تونس أين تكمن».
وشدد الغنوشي على أن «ليس هناك حياد أمام مصالح تونس الكبرى في ليبيا»، لافتا أنه قام بذلك أسوة بباقي الدول: «سفارات دول كبرى اتخذت من تونس منطلقا لمصالحها ومن أجل إعادة إعمار ليبيا في وقت لاحق»، دون الإشارة إلى تلك الدول بالاسم.
ومنذ زيارته لتركيا، يواجه راشد الغنوشي، اتهامات جمّة، ولم يتوقف الغضب عند قبة البرلمان، إذ أطلق نقابيون وسياسيون ونشطاء حينها «عريضة شعبية» على شبكة التواصل الاجتماعي لسحب الثقة منه بصفته رئيساً للبرلمان، كما شارك في العريضة أكاديميون لجمع إمضاءات إلكترونية للشعب التونسي تدين المنهج السياسي لرئيس حركة النهضة وسياسات الإخوان الموالية للأنظمة الداعمة للإرهاب، وخاصة تركيا، حسب تعبيرهم.