fbpx

أستانة.. الضامن لا يضمن، والثالوث التركي، الروسي ، الايراني يعلنها: من يُقتل فليُقتل ومن يعيش فليعيش.

صراع دام متفجر في سوريا ومصالح دولية متضاربة وتغيرات تعصف بالواقع العسكري والاجتماعي في المنطقة ككل وصراع نفوذ مستعر في المنطقة افرز العديد من المسارات و التحركات الدولية والاقليمية ولعل ابرز المسارات الجارية اليوم هو مسار استانا وما تمخض عنه من اتفاقات اهمها اتفاق خفض التصعيد. فكيف سار الامر؟  والى اين وصل التصعيد في منطقته الاخيرة في ادلب؟ وما هي مهمة نقاط المراقبة الحقيقة؟ وما موقف الاهالي هنالك من الضامن التركي؟

  • اجتماع استانا واتفاق خفض التصعيد

بعد التدخل الروسي في سوريا في 2015 و الذي تمكنت روسيا من خلاله من قلب موازين القوى في الصراع السوري و ابرزت نفسها كأحد اقوى اللاعبين على الارض وبسبب عدة متغيرات عسكرية على الارض السورية وسياسية اقتصادية على مستوى عالمي و اقليمي ووجود تقارب واضح تركي _ روسي نشأ ما يعرف باتفاق او مفاوضات استانا و التي نسق لها و نفذها كل من  روسيا و ايران كضامنين للنظام السوري و تركيا كضامن للاتفاق من طرف المعارضة السورية كونها اضحت الداعم او المسيطر شبه الوحيد على قرارات و توجهات الفصائل في شمال سوريا .وقد حاولت الدول الضامنة للاتفاق فرض هذا المسار الجديد  كبديل عن مسار جنيف الذي لم يكتب له النجاح . وقد ساهم اتفاق استانا بشكل او باخر وعبر احدى عشر جولة من تغيير خارطة السيطرة على الارض السورية وقد جرت الجولات الاحدى عشر في العاصمة الكزخية استانا و بدئت اولى تلك الاجتماعات بتاريخ 23 يناير من عام 2017  ولاتزال تعقد الى اليوم اجتماعات استانا التي كان اخرها اجتماع استانا 11 في 28 نوفمبر 2018. ولعل اهم تلك المحطات كان اجتماع استانا 4 و الذي تمخض عنه ابرام اتفاق  خفض التصعيد. ذلك الاتفاق الذي اعتقد  بانه سيحمي  السوريون الذين يقطنون  في مناطق سيطرة المعارضة و المناطق المحاصرة او يخفف عنهم . يقول عبد الله ابو حيدر و هو ناشط مدني و  احد المهجرين من الغوطة الشرقية عن اتفاق خفض التصعيد  ( كنا لانزال في الغوطة الشرقية حينما سمعنا باستانا و اتفاق خفض التصعيد  بداية لقد تلقينا الخبر بفرحة عارمة لقد توقعنا ان ينهي هذا الاتفاق المأساة او ان يفك حصارنا و يخفف عنا ويلات القصف ) حيث نص الاتفاق على اقامة اربع مناطق تسمى مناطق خفض التصعيد و تتمثل هذه المناطق بمناطق سيطرة المعارضة في كل من  جنوب سوريا درعا و القنيطرة وهي المنطقة الاولى  و محيط دمشق و الغوطة الشرقية و هي المنطقة الثانية و ريف حمص الشمالي الذي مثل المنطقة الثالثة فيما مثلت مناطق سيطرة المعارضة محيط ادلب المنطقة الرابعة لخفض التصعيد اليوم لم يتبق من تلك المناطق التي سميت بخفض التصعيد تحت سيطرة المعارضة الا اجزاء من المنطقة الرابعة وهي منطقة ادلب .حيث ساهم ذلك الاتفاق المشؤوم من وجهة نظر السوريين على تسليم المناطق التي كانت خارج سيطرة النظام لروسيا و ايران و ذلك على مرأى من ناظري الضامن التركي . يقول ابو الوفا الحوراني و هو ناشط مدني مهجر من ريف درعا .( لقد كان اتفاق خفض التصعيد وبالا حقيقيا علينا لقد ساهم ذلك الاتفاق بشكل كبير على تسليم مناطق واسعة كانت تحت سيطرة الثوار الى ايران و النظام السوري .و لقد تمت عملية تسليم تلك المناطق بعد ان صعد كل من النظام وروسيا قصفه لها وبعنف لقد جرى ذلك التصعيد على مرأى من الضامن التركي فعن اي خفض تصعيد يتحدثون واكثر من مليون شخص تهجروا من دمشق وريفها وريف حمص وجنوب سوريا ) . وحتى المنطقة الرابعة لخفض التصعيد وهي ادلب لم تسلم ابدا من التصعيد المتواصل حيث خسرت قوات المعارضة و بعيد ابرام الاتفاق مناطق واسعة من شرقي سكة قطار الحجاز و قد سيطرت قوات ايرانية و سورية على كل من جبل الحص و الرهجان وسروج و ابو ضهور و تمثلت تلك المناطق بمساحة تساوي نصف مساحة ما كانت تسيطر عليه المعارضة قبل الاتفاق كما تم تهجر ما يقارب 400 الف مواطنا منها بحسب احصائيات محلية المتابع لاتفاق استانا بشكل قريب و المتمعن بمخرجاته و ما يجري على الارض من تنفيذ له يجد ان ذلك الاتفاق لم يكن مطلقا لمصلحة السوريين او لضمان امنهم ومصالحهم  و انما جرى لتسيير مصالح الدول الضامنة و ضمان امنها و مستقبلها في المنطقة. فتركيا التي طالما ادعت عملها على حماية السوريين وخوفها على ارواحهم لم تحرك ساكنا ازاء سيطرة روسيا و ايران و النظام على الغوطتين في دمشق و على ريف حمص الشمالي و على درعا و القنيطرة و لا حتى على مناطق شرق السكة قرب ادلب لكنها سارعت لإرسال نقاط مراقبة الى محيط المناطق التي لازالت تسيطر عليها المعارضة قرب ادلب و ذلك لحماية مصالحها المتبقية هناك . نقاط المراقبة التي نشرتها تركيا في ادلب جاءت بعد الاتفاق على ان تراقب الدول الضامنة  سير خفض التصعيد في مناطقه الاربعة لكن تركيا لم ترى مطلقا التصعيد الذي جرى في كافة المناطق و اكتفت بإرسال نقاط مراقبة الى محيط ادلب .

  • هيئة تحرير الشام رافضة للاتفاق و منفذة له

ان اكثر ما يثير حفيظة و تساؤلات المتابع لسير اتفاق خفض التصعيد المتمخض عن استانا هو موضوع محاربة الارهاب .ففي كل جلسة كانت تعقد في استانا و في كل بيان كان يصدر عنه ان الدول الضامنة متفقة على محاربة الارهاب في سوريا . والحقيقة ان ما جرى على الارض مناف تماما لتلك البيانات المتعلقة بمحاربة الارهاب . فمناطق لا تحوي اي من الفصائل المصنفة ارهابية كغوطة دمشق و درعا تم قصفها من قبل الروس بحجة الارهاب و تم السيطرة عليها من قبل الايرانيين و النظام فيما بقيت مناطق ادلب التي تنتشر فيها هيئة تحرير الشام تحت نفوذ تركيا الى اليوم  , يتساءل عبد الله عن ذلك ايضا « كيف يمكن لهم العمل بكل هذا الكم من الكذب بينما نحن نهجر من مناطقنا الخالية من الارهاب نفاجئ بهم وارتال الارهابيين ترافقهم في مناطق اخرى بالفعل انها المصالح و المصالح فقط هذا هو الوجه الحقيقي للضامن » وعلاوة على ذلك فان هيئة تحرير الشام ومنذ بدء استانا فقد ابدت انزعاجها الشديد منه و قد اصدرت الهيئة عدة بيانات رافضة ذلك الاتفاق جملة و تفصيلا و اتهمت هيئة تحرير الشام منفذي ذلك الاتفاق من الفصائل المعارضة و السياسيين بالخيانة كما لاحقت بعضا منهم . الا انها و بالرغم من كل ذلك التصعيد ضد استانا و مروجيه كانت من اوائل من قام على تنفيذ و تطبيق ذلك الاتفاق على الارض وبدى ذلك جليا في عدة مواقع واضحة وضوح الشمس و اهمها  تسليم شرق السكة و مرافقة ارتال نقاط المراقبة أ _ تسليم شرق السكة ؛ محمد ابو حسين من سكان منطقة شرق السكة قرب ابو ضهور روى لنا حكاية شرق السكة واوضح من خلال حديثه كيف تم تسليم تلك المنطقة من قبل هيئة تحرير الشام  «« منطقة شرق السكة وهي تمثل بادية واسعة تحوي مئات القرى التي تتبع لريفي حماة و ادلب الشرقي وحلب الجنوبي . منذ تحرير تلك المنطقة في 2012عملت هيئة تحرير الشام على اختلاف مسمياتها ( جبهة النصرة ، فتح الشام ) على تقويض الانتشار العسكري لباقي الفصائل فيها لان المنطقة كانت استراتيجية بالنسبة لتحرير الشام حيث كانت تقيم علاقات اقتصادية مشبوهة مع داعش هنالك من بيع اسلحة ووقود وغيره . لقد استمرت هيئة تحرير الشام بفرض سيطرتها الامنية و العسكرية المشددة على المنطقة حتى ظهرت مخرجات استانا و التي قسمت ادلب الى ثلاث مناطق و كانت شرق السكة احدى تلك المناطق . فوجئنا بعد ظهور الاتفاق على العلن بظهور تنظيم داعش بالمنطقة لقد قيل ان النظام سهل عبورهم الى مناطقنا لكن كيف لهم دخولها ونقاط تحرير الشام محيطة بنا من كل جهة لقد ادخلت داعش قصدا الى شرق السكة و لم تدافع تحرير الشام عن المنطقة كما كانت تفعل من قبل فقد انتهت مصالحها و مصالح الدول الراعية لها في منطقتنا . وبعد حرب قصيرة خسر فيها بعض المقاتلين من ابناء المنطقة قراهم  و انسحبت خلاها تحرير الشام من مناطق كاملة كجبل الحص و الاندرين سيطرت قوات النظام على كامل شرق السكة و لم يتوقف النظام بتقدمه حتى اوعزت تركيا للفصائل بالتدخل وايقاف قوات النظام على خط يبعد عن السكة غربا من 8 ل 10 كم . ب_ مرافقة ارتال نقاط المراقبة : لقد تم التوافق في استانا و بعد اتفاق خفض التصعيد على مراقبة ذلك الاتفاق من قبل الاطراف الضامنة و لكن عين الضامن التركي لا ترى الا مصالحه فلم تراقب عينه ما جرى في درعا و الغوطة وحمص و اكتفا الضامن  بإرسال نقاط مراقبة الى المنطقة الشمالية القريبة من حدوده اي الى محيط منطقة خفض التصعيد الرابعة في ادلب . ومع بدء التجهيزات العسكرية التركية و ارسال الارتال تجاه الحدود في ادلب ساد صمت مطبق مترافق مع حيرة و انتظار لما سيجري اذا دخلت تلك القوات التركية الى المنطقة فالكل يعلم ان جميع الفصائل العسكرية موافقة ضمنيا على دخول تلك القوات الا فصيل واحد ( تحرير الشام ) ترى ذلك التدخل التركي امرا مرفوضا وقد اصدرت عدة بيانات تقول فيها ان تحرير الشام لن تقف مكتوفة الايدي في حال فكر الاتراك في الدخول الى ادلب فماذا جرى هناك وهل قامت الحرب بين الاتراك وتحرير الشام ؟ يجيب عن هذا السؤال ابو المجد المقيم بالقرب من الحدود السورية التركية فيقول ( لقد ظننت بداية انا وجميع من يقطن في هذه المنطقة ان الحرب ستدور بين الاتراك المصرين على دخول المنطقة وتحرير الشام الرافضة لذلك  لقد صعقنا لما شاهدناه لم نكن نتوقع ان التنسيق بين الاتراك و تحرير الشام قد وصل لهذه المرحلة . لم يكن هنالك اي حرب مطلقا بالعكس تماما لقد رافقت ارتال تحرير الشام الوفود التركية المستطلعة و رافقت الارتال التركية لاحقا مؤمنة لهم الطريق و مسيرة لهم الارتال كشرطي مرور يؤمن مسيرة رتل القائد .

  • النقاط التركية الانتشار و التموضع  و الاهمية بالنسبة لتركيا .

في الثامن من شهر اكتوبر 2017 و بعد مسرحية هزلية تمثلت بنقل صفحات موالية لتحرير الشام خبر تدمير عناصر تحرير الشام لجرافة تركية كانت تحاول دخول الاراض السورية قرب كفرلوسين شمال إدلب و عدم تعليق الاتراك على ذلك الخبر مطلقا . بدئت الارتال التركية بالتوافد الى داخل محافظة ادلب من اجل انشاء نقاط المراقبة التركية محيط منطقة خفض التصعيد الرابعة . وقد رافقت تلك الارتال هيئة تحرير الشام في العديد من النقاط و المراحل فيما شاركت بعض الفصائل في ترفيق الارتال التركية ومن تلك الفصائل فيلق الشام و جيش النصر . وقد انشأت اول نقطة مراقبة تركية بتاريخ 12/10/2017 بالقرب من الحدود السورية التركية  قرب اطمه وذلك بحسب خطاب للرئيس التركي اردوغان يومها  فيما يصل عدد تلك النقاط اليوم الى 12 نقطة موزعة على محيط  منطقة ادلب و توزع تلك النقاط الى اربع مجموعات : المجموعة الاولى : وتنتشر هذه النقاط على طول خط الجبهة بين الفصائل شمال ادلب و ووحدات الحماية الكردية التي كانت تسيطر على منطقة عفرين قبل ان تسيطر عليها تركيا و الفصائل المدعومة من قبلها .وقد تعمدت تركيا بان تكون هذه المجموعة اولى نقاط المراقبة المنشأة في ادلب  وذلك من اجل الاستفادة منها عسكريا و لوجستيا في دعم عملية غصن الزيتون التي اسفرت عن السيطرة على مدينة عفرين وريفها وقد ساهمت  نقاط خفض التصعيد تلك في التصعيد المدفعي و الصاروخي على مناطق عفرين كما قدمت الدعم اللوجستي للعملية العسكرية التركية هنالك  وتتمثل نقاط تلك المجموعة ب ثلاث نقاط وهي (.  صلوة.  دارة عزة . الشيخ عقيل . )

  • نقطة صلوة :  وتعتبر نقطة صلوة النقطة الاكثر قربا من الحدود السورية التركية و قد اقامها الاتراك  على قمة صخرية شمالي قرية صلوة مطلة على قرى و بلدات دير بلوط و تل سلور  التابعتين لعفرين

وقد شكلت النقطة بداية مجموعة مكونة من 100 جندي تركي معززين بحوالي 30  من المدرعات العسكرية و العربات و قد انشات الجرافات التركية  حولها ساتر ترابي مرتفع كان فصيل فيلق الشام و فصيل الفرقة 23 قد ساهما مسبقا بتجهيز المكان ايضا كفتح الطريق و تجهيز جزء من الساتر . ولاحقا استقدمت اليها عدد من المدافع و الدبابات كما تم استبدال الساتر الترابي بساتر من القطع البيتونية و  وضعت داخل النقطة مجموعة من الابنية مسبقة الصنع و الكرافانات .

  • نقطة دارة عزة ( جبل سمعان ) : وقد اقام الاتراك تلك النقطة بعيد اقامة نقطة صلوة مباشرة وتقع النقطة شمالي مدينة دارة عزة بحوالي 2 كم و تشرف على بلدة الغزاوية التابعة لعفرين و تقع على يمين الطريق الواصل ما بين دراة عزة و الغزاوية وقد ساهمت هذه النقطة بتقديم الدعم اللوجستي لعملية غصن الزيتون كما و يساهم موقعها بالتحكم بالطريق من درع الفرات و غصن الزيتون الى ادلب حيث يقوم الجنود الاتراك و البالغ عددهم حوالي 150 جنديا بإقامة حواجز بين الفترة و الاخرى على طريق دارة عزة عفرين وذلك من اجل ضبط حركته و مراقبة البضائع والحركة التجارية بين الشمال و الجنوب و ضمان عدم تسلل مقاتلين من هذا الجانب الى ذلك او بالعكس .وقد احيطت تلك النقطة بجدار من الكتل الاسمنتية وفيها العديد من الكرفانات و التجهيزات مسبقة الصنع .
  • نقطة الشيخ عقيل : لقد تأخر انشاء تلك النقطة عن سابقاتها مدة زمنية كبيرة ورغم حاجة الاتراك الى انشاءها لدعم غصن الزيتون الا ان ذلك لم يكن متاحا لهم قبيل العملية وذلك لوجود خلافات في المنطقة بين تحرير الشام التي ترغب في بسط سيطرتها على كامل المنطقة وبين الزنكي الذي يسيطر على المنطقة اصلا . ففي المرة الاولى رفض الاتحاد الشعبي ( تشكيل شعبي مدعوم من حركة نور الدين زنكي ) دخول الاتراك لتثبيت النقطة بحجة عدم موافقة الاهالي على دخول الاتراك و بسبب مرافقة عناصر من تحرير الشام للجنود الاتراك .وجرى بعد ذلك الامر نزاع عنيف بين كل من تحرير الشام التي هاجمت مناطق الزنكي و بين مقاتلي حركة نور دين زنكي الذين ردوا هجوم تحرير الشام و كبدوها خسائر كبيرة .

لتنتهي المشكلة بحسب بعض المصادر بوساطة تركية ويتم بعدها نشاء نقطة مراقبة الشيخ عقيل بمرافقة فيلق الشام للأرتال التركية .وتعتبر نقطة الشيخ عقيل من اقل النقاط اعدادا و تجهيزات . المجموعة الثانية : وتتألف هذه المجموعة من خمس نقاط تمتد شرقي مناطق سيطرة المعارضة على طول استراد دمشق حلب و حلب غازي عين تاب و تشكل هذه النقاط العدد الاكبر من نقاط المراقبة و تكمن اهميتها بالنسبة للأتراك بإشرافها المباشر على اهم الطرق الدولية في المنطقة وقد انشأت هذه النقاط تباعا ففي ريف حلب نقاط جبل عندان و الراشدين و العيس و في ريف ادلب نقاط تل الطوكان و الصرمان .

  • نقطة جبل عندان : تقع هذه النقطة غربي بلدة عندان في ريف حلب الشمالي الغربي على تلة تشرف مباشرة على طريق حلب غازي عينتاب الذي يمر من بلدتي نبل و الزهراء الشيعيتين و شكلت النقطة بحوالي 100 من الجنود الاتراك مع معدات و اليات ثقيلة منها دبابتين و عدة مدرعات و ناقلات جند  وهي محاطة بساتر ترابي مرتفع وتكمن اهمية النقطة بالنسبة للأتراك كونها تشرف مباشرة على استراد حلب عينتاب .الا ان الاتراك قد انشأوها خارج مثلث كفر حمرة حيان عندان وهذا ما يشكل مخاوف بالغة لدى السكان هنالك اذ يرى السكان في انشاءها خارج ذلك المثلث امكانية او اشارة واضحة الى ان قوات النظام قد تتقدم من جهة حلب تجاه نبل و الزهراء او بالعكس مسيطرة بذلك على منطقة كفر حمرة حيان عندان .وما يزيد تلك المخاوف هو القصف المستمر لقوات النظام على تلك المنطقة بالإضافة لمحاولات التسلل المتكررة اليها

و قد افادنا مصدر مطلع رفض ذكر اسمه ان الخرائط التي اتفقت عليها الدول الضامنة فيما يتعلق بمنطقة خفض التصعيد بإدلب تشير الى مثلث كفر حمرة حيان عندان بعبارة « مشاكل تقنية » هذا ما يرجح ان المنطقة تلك لم يتم التوافق بين الدول الضامنة الى الان بخصوصها .

  • نقطة الراشدين : من اخر النقاط التي تم انشاؤها و قد اقيمت نقطة الراشدين بالقرب من معبر الراشدين المدخل الرسمي الابرز لمدينة حلب من جهة الغرب .وتكمن اهميتها بقربها من المعبر و بإشرافها على مدينة حلب حيث تم انشاؤها شرقي الطريق الدولي دمشق حلب ب 1 كم قريبة جدا من خط الجبهة في الراشدين الخامسة

وتدعى التلة التي اتخذها الاتراك مركزا للنقطة بتلة الافغان و هي تلة مرتفعة فيها بعض المنازل التي هجرها المدنيون خوفا من  القصف .وقد قام الجنود الاتراك بإعادة تأهيل تلك المنازل و اقاموا فيها كما انشأوا حول النقطة ساترا ترابيا ضخما ومحصنا بالأخص من الجهة الشرقية حيث تقابل النقطة مباشرة نقاط جيش النظام في مدرسة الحكمة و ضاحية الاسد . و تحتوي هذه النقطة رغم قلة عدد الجنود فيها على معدات اشارة و اتصالات متطورة  وصمم  فيها ايضا مستودع ضخم للذخيرة  تحت الارض .

  • نقطة العيس : تقع بلدة العيس شرقي استراد دمشق حلب في ريف حلب الجنوبي وهي تقابل جبل عزان و الحاضر اهم واكبر معاقل الايرانيين في شمال سوريا .

و على التل التاريخي بقرب القرية اقام الاتراك قاعدتهم السادسة في موقع استراتيجي جدا مهم لطالما حاول الايرانيون الوصول اليه كونه يشرف على استراد دمشق حلب وخلفه تفتناز و معارة النعسان في الطريق الى كفريا و الفوعة من جهة ويطل على الحاضر و سهول ريف حلب الجنوبي من جهة اخرى . ويبدوا ان خلافا ما قد حصل قبيل انشاء تلك النقطة حيث تعرض الرتل التركي المتوجه لإنشائها و  الذي كانت ترافقه تحرير الشام لقصف مدفعي عنيف من قبل مليشيات ايران المتمركزة على سد شغيدلة قرب الحاضر ليعود ذلك الرتل ادراجه و في طريق عودته تعرض ايضا لاستهداف بعبوة ناسفة قرب الأتراب ما ادى لمقتل سائق احدى الشاحنات التركية وهو مدني متعاقد مع الجيش التركي . وقد اشارت اصابع الاتهام حينها لتنظيم حراس الدين المنشق عن هيئة تحرير الشام والذي يعلن ولاءه للقاعدة . لكن ذلك الخلاف لم يدم طويلا على ما يبدو حيث قام الاتراك بإعادة ارسال رتل بعد عدة ايام و تم انشاء تلك النقطة على الكتف الغربي لتل العيس وتبدوا اليوم  نقطة العيس كقلعة حصينة مشرفا على الاستطراد الدولي دمشق حلب و ضامنة للمصالح التركية عليه .

  • نقطة تل الطوقان : من اكبر النقاط حجما ومساحة ومن حيث عدد الجنود و تقع النقطة بالقرب من قرى تل الطوقان و تل السلطان شرقي سراقب بحوالي 15 كم و غربي ابو ضهور بحوالي 10 كم

ويبدو من تحصين النقطة و تعداد الجنود الاتراك فيها اهمية بارزة فهي تؤمن استراد دمشق حلب من جهة الشرق وتشرف على عقدة سراقب المهمة و التي تربط طريقي دمشق حلب و اللاذقية حلب  ويدور الحديث مؤخرا بان الاتراك قد يرسلون مخفرا تابعا لنقطة تل الطوقان ليتوضع  بشكل مباشر على  تلك العقدة .كما و تشرف النقطة ايضا على بلدة ابو ضهور و مطارها العسكري الذي انسحبت منه هيئة تحرير الشام لصالح قوات النظام في معركة شرقي السكة . وقد قام الاتراك بتسييج النقطة بالكتل البيتونية الجاهزة و الاسلاك الشائكة كما انشأوا بداخلها مهبط للحوامات ويدور الحديث عن انشاء مستشفى بإدارة تركية بالقرب من النقطة التي يعمل ضمنها حوالي 150 ل 200 جندي تركي وقد افتتحت مؤخرا هيئة تحرير الشام معبرا مع قوات النظام بالقرب من النقطة التركية حيث تمارس هيئة تحرير الشام عن طريق المعبر علاقاتها التجارية مع مناطق سيطرة النظام .

  • نقطة الصرمان : انشئت نقطة الصرمان لتكون مكملة للنقاط التركية التي تشرف على استراد دمشق حلب الدولي و كمثيلاتها من نقاط المجموعة الثانية فان نقطة الصرمان تقع شرقي الاستراد و غربي سكة القطار و هي قريبة جدا من بلدة جرجناز بريف ادلب الجنوبي كما ان النقطة قريبة من قرية ابو دالي و التي تعسكر القوات الروسية قريبا  منها .

وقد احيطت نقطة الصرمان ايضا بساتر من الكتل الاسمنتية وقد تم استقدام تعزيزات عسكرية جديدة اليه وشملت تلك التعزيزات ثلاثة دبابات بالإضافة لعدة مدرعات عسكرية فيما وصل عدد الجنود في النقطة لحوالي 100 عسكري يقيمون في بيوت مسبقة الصنع وكرافانات . المجموعة الثالثة : في ريف حماة الشمالي و الذي يوصف بالمحور الاكثر خطرا و سخونة اكتفى الاتراك بإنشاء نقطتين للمراقبة و قد اختاروا تلك النقاط  لتكون ملاصقة تماما للمعابر بين مناطق سيطرة النظام و مناطق سيطرة المعارضة  فعلى طول خط التماس بين المعارضة و النظام اكتفى الاتراك بوضع نقطتين  في اقصى شرق خط التماس و في اقصى غربه و هما نقطتي مورك و شير مغار

  • نقطة مورك : تقع نقطة مورك الى الجنوب الشرقي من مدينة مورك شرقي استراد دمشق حلب و قريبة جدا من معبر مورك المشهور الذي يصل ما بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة على تل اثري قديم يدعى تل علوش وتحظى النقطة هذه بأهمية بالغة بالنسبة للأتراك  كونها قريبة جدا من معبر مورك المهم و كونها قريبة الى حد كبير من الاستراد الدولي دمشق حلب

و تعتبر النقطة من النقاط الكبيرة من حيث العدد و العتاد و تقوم القوات التركية بتعزيزها بالعتاد و الجنود بشكل مستمر و قد يصل عدد الجنود فيها ل 150 جندي مع عتاد من المدرعات الثقيلة و ناقلات للجنود وتعمل القوات الموجودة بالنقطة على تحصينها حيث تم حفر العديد من الخنادق و حفر الاليات و يستكمل اليوم .عمل جدار و ساتر ترابي محيط بالنقطة كما تم نقل العديد من البراكيات  و المحارس اليها  و يعتقد البعض ان تلك المحارس سيتم نشرها على طول المنطقة الممتدة ما بين  نقطة مورك و نقطة شير مغار الا ان ذلك لا يبدو صحيحا حيث عملت القوات التركية على نشر تلك المحارس محيط نقطة مورك بغية تحصينها

  • نقطة شير مغار ( قلعة المضيق ) : تحصر نقطة مورك مع نقطة  شير مغار التي تقع اقصى الزاوية الجنوبية الغربية من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة  . مناطق واسعة باتجاه الجنوب تحوي عشرات البلدات و مدينتين هما كفر زيتا و اللطامنة وتتعرض تلك المناطق المحصورة بين نقطتي المراقبة لقصف يومي وتجري فيها الاشتباكات بشكل مستمر

اذ ان موقع نقطة شير مغار لا يخدم ابدا موضوع مراقبة خفض التصعيد او تنفيذه في تلك المناطق  بقدر ما يخدم مصالح دولية اذ تشرف النقطة على معبر قلعة المضيق مباشرة وقد انشئت النقطة على احدى التلال في جبل شحشبو  مشرفة على مدينة قلعة المضيق وقد اتخذت القوات التركية هناك من مدرسة و بعض المنازل المحيطة بها مقرا لتمركزهم حيث اعادوا تأهيل تلك المدرسة و استقروا فيها كما استقدموا بعض المحارس مسبقة الصنع الى تلك التلة .وتعمل القوات هنالك بشكل دؤوب على تحصين النقطة ورفع السواتر الترابية و الاسمنتية محيطها لكنها لم تنته من ذلك بعد . المجموعة الرابعة : لطالما اولت تركيا اهتماما بالغا بمنطقتي جبل التركمان و جبل الاكرد خلال الحرب السورية وذلك لدوافع قومية حيث ينتشر  السكان ذوي العرقية التركمانية في تلك المنطقة وقد اقامت تركيا نقطتان مراقبة في تلك المنطقة الاولى بالقرب من جبل الاكراد وهي نقطة اشتبرق و الثانية في جبل التركمان و ما يميز هذه النقاط عن سابقاتها بانها تدعم لوجستيا عن طريق معبر خربة الجوز الواقع شمال جسر الشغور و اما باقي النقاط فان اتصالها اللوجستي و العسكري عن طريق معبر كفر لوسين الواقع بالقرب من اطمه شمالي ادلب

  • نقطة اشتبرق : اشتبرق قرية يقطنها سكان علويون سيطر عليها جيش الفتح في 2015 بعد ان فرض سيطرته على جسر الشغور وتتمتع القرية بموقع مهم اذ تشرف على سهل الغاب ملاصقة بالاستراد الدولي اللاذقية حلب  وهذا بالضبط ما جعلها مكانا مناسبا لإقامة نقطة تركية فيها حيث قام الاتراك بإنشاء النقطة في تلة مشرفة على القرية و مشرفة ايضا على سهل الغاب .
  • نقطة التركمان : الحقيقة فان الاراض المتبقية في جبل التركمان تحت سيطرة المعارضة محدودة و ضيقة جدا وغالبيتها مرصودة من نقاط النظام المنتشرة في جبل التركمان .
  • ومع ذلك فقد قام الاتراك باتخاذ احدى التلال المشرفة على استراد اللاذقية حلب و حصنوها بالسواتر الترابية و نشروا فيها ما يقارب 50 جنديا و عدة اليات و مدرعات .
  • النظام يقصف و الاتراك يسجلون  ما الغاية من النقاط اذا ؟!

لقد ظن السكان في ادلب ان حالهم سيكون مغايرا عن حال المناطق التي سقطت  بيد النظام بعيد اتمام اتفاق خفض التصعيد ولقد شجع السكان في هذا الشعور دخول الارتال التركية  المتتالية و انشاء نقاط المراقبة فهل بالفعل خفضت نقاط المراقبة التصعيد في ادلب و ما دورها الحقيقي اذا ؟ اجابنا احمد ابو البر وهو من سكان ادلب و يعمل في مجال الرصد الحربي (( عندما تم اتفاق خفض التصعيد وثبتت نقاط المراقبة التركية مواقعها ظننا ان كل شيء قد انتهى و ان القصف المستمر الذي كنا له سيتوقف وفقا لما كان يشاع عن اتفاق خفض التصعيد .. لكن ذلك لم يحصل ابدا لقد مر على انشاء اول نقطة مراقبة تركية في ادلب اكثر من عام  و لا زالت المنطقة تقصف بشكل مستمر ) ويضيف محمد ابو حسين ( لقد فقدنا مساكننا و اراضينا شرقي السكة بفضل اتفاق خفض التصعيد و استانا و لجئنا الى ادلب لقد اعتقدنا اننا في مأمن لان نقاط تركية تحيط بنا لم يحدث ذلك ابدا القوات التركية لا تفعل شيء مطلقا وقصف النظام مستمر مئات قتلوا في العام المنصرم على مسمع ومرأى من تلك النقاط بسبب القصف المستمر على المنطقة  ذلك القصف الذي لم يهدأ ابدا و حتى انه في بعض الاحيان طال مناطق ملاصقة تماما لنقاط المراقبة )) ويذكر احمد ابو البر  المواقع الاكثر استهدافا من قبل قوات النظام و الروس في العام المنصرم ( لعل اكثر المواقع التي تم استهدافها بالمدفعية هي بلدة جرجناز الملاصقة تماما لنقطة المراقبة التركية في الصرمان حيث قضى العشرات من اهالي جرجناز جراء القصف المدفعي المستمر حتى اليوم ) ويضيف ابو البر ( مناطق اخرى عديدة لم يتوقف عنها القصف المدفعي ابدا و لم تتوقف مأساتها ومنها مورك و اللطامنة وكفرزيتا بحماة و محيط جسر الشغور وبداما في الساحل و الراشدين والمنصورة وحيان و حريتان بحلب و العديد من المناطق الاخرى ) واما عن قصف الطيران الروسي فاكتفى محمد ابو حسبن بالحديث عن مجزرة اورم الكبرى التي يقطن فيها وعائلته منذ نزحوا من شرق السكة فيقول ( العديد من المناطق قصفت بالطيران لكن امل ان يكون الاتراك قد سمعوا بمجزرة ارم التي راح ضحيتها اكثر من 20 من المدنيين الابرياء لقد نفذ الطيران الروسي غاراته على البلدة التي لا تبعد سوى عشرة كيلو مترات عن اقرب نقطة مراقبة تركية …ما الفائدة منهم ؟ …هم يقولون نحن في ادلب لإتمام خفض التصعيد لكن التصعيد مستمر ومستمر ) و التصعيد لم يتوقف فقط على موضوع القصف المدفعي والجوي المستمر انما تجاوز ذلك لحد التسلل و محاولة السيطرة على مناطق جديدة . وكان اخر محاولات التقدم تلك لقوات النظام على جبهة المصاصنة شمال حمى حيث تمكنت قوات النظام هنالك من قتل اكثر من 20 من عناصر فصيل جيش العزة الموجودين في المنطقة محاولات تقدم اخرى جرت على محاور عديدة جنوب حلب وغربها وفي جبهات الساحل ايضا التصعيد على مستوى محاولات التقدم لم يكن حكرا على قوات النظام حيث نفذ كل من تنظيم حراس الدين و غرفة وحرض المؤمنين العديد من الاغارات على مواقع لقوات النظام لعل اضخمها تلك التي جرت في جبل التركمان على مقربة من نقطة المراقبة التركية والتي اسفرت عن قتل اكثر من عشرة عناصر لقوات النظام وبث تنظيم حراس الدين مقطعا يوثق فيه عمليته وكيفية قتل عناصر النظام . اذا يبدوا ان الاتراك قد انشأوا تلك النقاط بحجة دعم خفض التصعيد لكن ذلك لم يحدث مطلقا و الغاية الحقيقية بحسب العديد من اهالي منطقة ادلب و ما حولها هي فقط دعم مصالحهم فقد اقاموا تلك النقاط لأسباب خاصة بهم كحرب قسد شمالا بالقرب من عفرين او فرض  السيطرة على طول استراد دمشق حلب وحلب اللاذقية لتامين تجارتهم مستقبلا  بالإضافة للسيطرة على المعابر التي انشأت نقطة لكل معبر منها في قلعة المضيق و مورك و ابو ضهور و الراشدين . وعلاوة على ذلك فان الاتراك الذين دخلوا يضمنون سلامة الاهالي ووقفا للعنف  و الارهاب بحقهم قد سمحوا للنظام بقصف  من ادعوا حمايتهم كما تعاونوا مع تحرير الشام التي ادعو محاربتها فان لم يكن مرافقة ارتال تحرير الشام لهم دليلا كافية فالسكة الحديدية التي باعتها تحرير الشام خير امام اعين المراقبين خير دليل على تعاون الاتراك معهم .. تلك الكيلو مترات من خط السكة التي قد تكلف من يريد انشاء مثيلتها اليوم اكثر من 3 مليار دولار باعتها تحرير الشام للنظام و امام اعين النقاط التركية بمبالغ زهيدة لا تساوي اجرة فكها  وتحميلها . كل ذلك حدث امام الناس في ادلب و لم يكن خفيا عليهم لذلك تكرر خروجهم في احتجاجات امام نقاط المراقبة التركية كما تكررت زيارات وجهاء المناطق التي تتعرض للقصف لتلك النقاط .

  • مظاهرات في ادلب و التطمينات ابر بنج مخدر

مع استمرار القصف الذي يطال العديد من مناطق ادلب و التي تخضع لاتفاق خفض التصعيد و اتفاق سحب السلاح الثقيل ايضا ووقوف النقاط التركية متفرجة على ذلك القصف المستمر ثار غضب العديد من اهالي وسكان المنطقة و نظمت العديد من المظاهرات و الاحتجاجات الشعبية و الوقفات امام نقاط المراقبة التركية . و على سبيل الذكر لا الحصر اجتمع وفد من الوجهاء في منطقة ريف حلب الجنوبي مع الضباط المسؤولين في نقطة العيس بعد استمرار القصف و محاولات التسلل لقوات النظام على المنطقة كما زار وفد اخر من سكان ريف ادلب الشرقي نقطة الصرمان بعد ان قصفت مناطقهم بوحشية وتكررت الاحتجاجات امام نقطتي مورك و شير مغار  لعدة مرات بهدف لفت نظر الاتراك لضرورة اتخاذ دورهم كضامنين لاتفاق خفض التصعيد وفي كل مرة يكون جواب النقاط التركية ببعض التطمينات للأهالي . احمد ابو البر يقول ( لقد شاركنا في العديد من المظاهرات امام النقطة التركية في شير مغار و في الصرمان بهدف حث الاتراك على الوقوف على مسؤولياتهم كضامنين لخفض التصعيد في كل مرة كان الضباط الاتراك يطلبون الاجتماع بوفد يمثلنا وينقل المطالب و هذا ما كان يحدث بالفعل )) ويضيف ابو البر ( لقد نقل الوجهاء مرارا مطالبنا المتمثلة بتوقف القصف الذي يطال قرانا و مدننا و تامين جو مريح لعودة النازحين من قراهم جراء القصف المستمر وفي كل مرة يكون رد الاتراك على الوجهاء ببعض التطمينات الضبابية وغير المفهومة فتارة يقولون نحن ننسق مع الجانب التركي على وقف القصف و تارة اخرى يقولون ان تكرر القصف فسنرد على مصادره من قواعدنا  وقد تكرر طلب الضباط الاتراك من الناس العودة الى منازلهم ) يتساءل ابو البر ( كيف يعود الناس و القصف لم يزل مستمرا و النقاط التركية تستمر بتطميناتها و كأنها شاهد ما شفش حاجة ) مؤخرا و ضمن سياسة ابر البنج المخدر التي تتبعها النقاط التركية مع الاهالي في ادلب وبعد اشتداد القصف على محيط ادلب  فقد انتشرت ورقة بين الناس و على بعض الشبكات الاخبارية يقال انها صادرة عن النقاط التركية تحتوي تطمينات بان النقاط التركية لن تنسحب و ستعمل علة وقف قصف المنطقة من قبل النظام لكن الاهالي لا يرون في تلك التطمينات الا ابر بنج قد تكررت ولعدة مرات دون توقف استهداف المنطقة . والخلاصة: لقد عملت تركيا وروسيا و ايران بشكل دؤوب لتمرير مسار استانا دوليا و قد نجحت الدول الثلاث في وصول لاتفاق خفض التصعيد لكن ذلك الاتفاق الذي بني على تشكيل اربع مناطق لخفض التصعيد تسبب في تسليم ثلاث منها لقوات النظام السوري وحلفاؤه  ولم تمنع نقاط المراقبة التي دخلت لإتمام اتفاق خفض التصعيد من ايقاف قصف المناطق التي تبقت تحت سيطرة المعارضة في ادلب فالقصف مستمر يوميا على تلك المناطق وقد وصل عدد الضحايا منذ دخول اول نقطة مراقبة الى المنطقة لأكثر من 220 قتيلا من المدنيين في مناطق متعددة وقد عمدت نقاط المراقبة التي انشات بحراسة من تحرير الشام على ارسال تطمينات متكررة للناس الذين ضاقوا ذرعا بالقصف المستمر لكن تلك التطمينات ذهبت في مهب  لم تعدوا كونها حبرا على ورق  فلى قصف النظام توقف و لا خفض التصعيد تم ليبقى لسان حال الشعب الذي يقصف  في ادلب  يقول  ان عين مراقب خفض التصعيد لا تراقب الا مصلحته وهي عمياء عن قصف النظام مبصرة للمعابر و الطرقات  .ولسان  حال من  قتل ذويه في قصف لم تمنعه عنه قوة الضامن يقول ان قوة الضامن لا تضمن الا مصلحة بلاده وامنه وليقتل من يقتل و ليعش من يعش . مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى