fbpx

البشرية .. الطريق إلى الانقراض الجزئي

​​

كما العلاقة مع الزوجة، تخنقك، ولكن عليك التعايش معها، هكذا وصف فايروس “كورونا”، فكل المؤشرات حتى اللحظة تقول بأن “القصة طويلة”، وعلى سكّان العالم التعايش معه، ذلك أن اللقاحات المبتكرة حتى اللحظة إذا لم تكن غير آمنة، فهي أقّله لم تختبر بما يكفي، وبالنتيجة فالفايروس لئيم، ومتكتم، وغامض، وقد يدخل الجسد البشري دون التسبب بأعراض كافية لاكتشافه فورًا.

والحال كذلك، لن يستمر العالم في الحجر على نفسه، ولن يبقى في سجنه وقد طال، خصوصًا وأن الاقتصاديات العالمية تنهار حبة حبة، والمال لايستسيغ أن يغرق خوفًا من غرق البشرية، وهكذا فالكثير من البيانات العالمية اليوم، بل جميعها، تشير إلى أن التوصل للقاح مضاد للفايروس سيستغرق وقتا طويلا.

والحال كذلك، ما الذي سيحصل؟

ستعودالمنافسات الرياضية، وبالرغم من قرار بعض الدول بإلغاء منافساتها الرياضية، حتى سبتمبر القادم، إلا أن دولا كبيرة مثل بريطانيا وألمانيا، تدرس بقوة إعادة المنافسات الشهر المقبل، بدون حضور جماهيري. كما يسعى اتحاد كرة القدم الأوروبي (ويفا) بإعادة البطولات الأوروبية قريبا، وأظهرت علامات واضحة لرفض إلغاء الموسم..

ومع زيادة الأزمات الاقتصادية، التي بدأت بالتهام الشركات والمؤسسات كـ”تسونامي” لا مفر منه، بدأت الدول بوضع خطط لإعادة الحياة التجارية والاقتصادية لطبيعتها، حتى قبل القضاء بشكل كامل على كورونا.

ولعل العلامة الرئيسية لبقاء جائحة كورونا معنا، هي التصريحات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، الجهة المختصة الرئيسية في هذه الأزمة.

المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، حذر في مؤتمر صحفي في جنيف: “الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء”، مضيفا أن المنظمة قلقة إزاء تزايد منحنى الإصابة بالفيروس في إفريقيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية وبعض الدول الأسيوية.

وتابع قائلا: “أمامنا طريق طويلة والكثير من العمل”.

وللاستعداد بشكل أفضل لمرحلة “التعايش” مع كورونا، رأى بعض خبراء الصحة أن السماح للفيروس بالانتشار بطريقة مراقبة، بين الفئات الأصغر سنا من السكان، سيكون بمثابة طريقة أفضل للتعامل معه، لتكوين ما يعرف بـ”مناعة القطيع”، بدلا من الاستمرار في أوامر الإغلاق.

بالنتيجة، ثمة امبراطوريات مالية كبرى كانت قد تزعزعت، حتى باتت أمريكا العظمى ليست عظمى بمواجهته، أما الصين دولة التنين الأصفر، فقد وقفت عند المفترق، ولابأس إن تقهقرت البورصات العالمية، واندحرت نحو القاع، غير أن كل ماحدث، وماسيحدث، بالمجهول منه والمعلوم، بات يطرح السؤال التالي:

ـ ماهو السبيل لاستعادة النفس البشرية؟

ثمة من يقول أن التحوّل سيطال الإنسان ليأخذه إلى ما بعد الإنسان.. ما بعد الإنسان يعني انقراض نوعنا الراهن، لحساب الإنسان الآلي.. العقل الصناعي، ذاك العقل الذي لايصاب بالفايروس، اما نحن (الحيوانات البيولوجية) فمصيرنا الانقراض الجزئي.

ـ الإنقراض الجزئي؟

ـ أي نعم.

ولو لم يكن الأمر كذلك فما الذي تعنيه:

ـ مناعة القطيع؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى