fbpx

هي الحرب المكلفة؟ نعم، ولكنها قد تكون

 مرصد مينا

يعلنون عن كتائب للتدرب على حرب الجبال، ويتابع قياديون إسرائيليون تصريحاتهم بأنه “مابعد رفح سيكون الدور على لبنان”، وليس ثمة من يستبعد امتداد الحرب، بما يعني جبهة جديدة استرسالاً في الدمار، والدمار إذا ما اتسعت رقعة الحرب ما بين حزب الله وإسرائيل، لابد سيكون على طرفي الجبهة، بغض النظر عن الفوارق في حجم الدمار.

فكرة فتح جبهة شمال إسرائيل على حزب الله، أقدم من حرب غزة، حتى أن “إسرائيل اليوم” وهي الصحيفة الأقرب إلى غرف عمليات الحرب، كانت دعت ومنذ أكتوبر ٢٠٢٢ إلى هذه الحرب لتحمل أصوات إسرائيلية ما بعد دعوتها إلى التساؤل عن تكاليف هذه الحرب إذا ما وقعت مع تعليقات تتساءل:

ـ  إذا كان حزب الله سيتوجه إلى البنية التحتية أولا  فهل يمكنك أن تتخيل كيف ستعمل تل أبيب بدون كهرباء ومدارس ومستشفيات ومحلات السوبرماركت؟

اليوم يستعيد سياسيون إسرائيليون الدعوة، مع استغراب المعلقين للكيفية التي تقنع إسرائيل نفسها بضرورة فتح جبهة أخرى مع حزب الله الذي يمتلك أسلحة أكثر تدميرا وأكثر بأضعاف مضاعفة مما تمتلكه حماس، ومن ثم يتساءلون: هل فكر أحد في التكاليف؟

وبالفعل، تستطيع الحكومة الإسرائيلية أن تتخيل ذلك، إذ تم تداول وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل شعار وزارة العدل، وتتضمن تعليمات الطوارئ في حالة نشوب حرب شاملة في الشمال وشن هجمات على محطات الطاقة، محذرة من انقطاع التيار الكهربائي، ونصحت بتخزين المياه وصولاً إلى شحن بطاريات الهواتف المحمولة.

هذا واحد من تداعيات الحرب إذا ما وقعت غير أن المخاطر لن تتوقف عند هذا الحد فمن المخاطر الواردة والتي على الإسرائيليين الاحتساب لها هو أن اندلاع الحرب على حدودها الشمالية قد يقود إلى حرب إقليمية، فإيران ملتزمة بحزب الله أكثر من التزامها بحماس، وسيكون حزب الله أعلى جاهزية من حماس في استهداف المواقع المدنية في إسرائيل، ما من شأنه أن يؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضرار جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية على جانبي الخط الأزرق،  وبالمحصلة لن تكون الحرب نزهة وهنا يتولد السؤال:

ـ هل تغامر حكومة بنيامين نتنياهو بشن حرب واسعة على لبنان؟

لِمَ لا، فعملية ٧ أكتوبر وضعت الإسرائيليين أمام سؤال “الوجود” برمته، ما يعني نكون أو لا نكون، كما يعني عدم استبعاد تدمير الهيكل على من فيه، مع تجاوز كل حسابات الربح والخسارة والتكاليف والمردود، وفي حال وصلت الأمور إلى هذا المستوى فلن يكون من الجائز استبعاد الحرب، مع النظر إلى الجانب الآخر من الجبهة ونعني حزب الله، وهو الحزب الذي يستمد هويته ووجوده أيضاً من الحرب، والتي لا يعوزها اليوم سوى التصريح الإيراني بها، فالإيرانيون الذين يشتغلون على “نصف الحرب” قد يقادون إلى حرب لا يرغبونها إذا ما تعرض جناحهم على المتوسط للمواجهة مع إسرائيل، فاجتثاث حزب الله، يعني بالنسبة للإيرانيين اجتثاث وعدهم بالهلال الشيعي كما يعني انحسارهم عقيدياً، وجغرافياً، وفي الحالين يعني وضعهم وراء الأسوار التي لن يتاح لهم تجاوزها في قادم الأيام.

هي الحرب المكلفة؟

ـ نعم.

غير أن سؤال الوجود سيتحمل بالغ التكاليف وعلى الطرفين:

ـ شمال إسرائيل، وجنوب لبنان معاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى