fbpx

بعد مراوغات لكسب الوقت.. معايير جديدة لمفاوضات تشكيل الحكومة العراقية

فرضت الاحتجاجات الشعبية العراقية نفسها على مفاوضات تشكيل الحكومة، وأعادت خلط أوراق الأحزاب التي كانت تسعى قبل أيام من انطلاق الاحتجاجات إلى إنتاج حكومة محاصصة جديدة برعاية إيرانية، فيما تُفكر الكتل في سياقات جديدة لتشكيل الحكومة، تتماشى مع مطالب التظاهرات المرشحة للتصعيد في حال استمرار الأداء السياسي الراهن.
وانشغلت الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات على مدى شهرين بعد إعلان نتائج الانتخابات، وحتى قبل أيام من انطلاق التظاهرات، بمفاوضات أولية لم تخلُ من المراوغة ومحاولة كسب الوقت وتمرير صفقات سياسية لتشكيل الحكومة، أبرزها اقتراح إيراني برعاية قائد ;laquo;فيلق القدس;raquo; قاسم سليماني تحت بند ;laquo;5+2;raquo;، ويركز على توحيد القوى الشيعية الرئيسة في تحالف لاختيار مرشحين لمنصب رئيس الوزراء، ثم التفاوض مع أطراف كردية وسنية للتوافق في شأنه، لكن الاحتجاجات عطّلت ذلك.
وكانت صحيفة “الحياة” اللندنية قد نقلت عن مصادر عراقية قولها أن القوى السياسية باشرت سلسلة اتصالات مكثّفة على مدى الأيام القليلة الماضية، للشروع في مفاوضات جادة ومختلفة هذه المرة لتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء التطورات التي أحدثتها التظاهرات الشعبية في جنوب البلاد.
وأضافت المصادر أن القوى السياسية أصبحت، للمرة الأولى، تحت ضغط الجماهير في عملية تشكيل الحكومة، فيما أحالت سيناريوهات سابقة كانت الأحزاب العراقية لاستنساخها في تشكيل الحكومة الجديدة، على الرفوف خشية تصاعد الغضب الجماهيري.
وأشارت المصادر إلى أن الخدمات ومكافحة الفساد ستكون العنوان الأبرز في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، لافتة إلى أن كتلاً سياسية بدأت تخشى الحديث عن مناصب واستحقاقات سياسية خشية الغضب الشعبي، فيما قد يفرض استمرار الاحتجاجات الشعبية في مراكز المدن الشيعية إلى الخروج بحكومة وفق معايير جديدة تأخذ بالاعتبار مطالب المتظاهرين.
وتنتظر القوى السياسية الانتهاء من عملية العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات في مراكز محافظات طُعن في شرعيتها، وقال عبدالله الزيدي، القيادي في تيار ;laquoالحكمة;raquo; الذي يتزعمه رئيس الائتلاف الوطني (الشيعي) عمار الحكيم: “تشكّلَ لدى الكتل السياسية انطباع واضح بأن نتائج العد والفرز اليدوي لن تحدث تغييراً كبيراً في الأحجام الانتخابية للكتل”.
وأضاف حسب ما نقلت صحيفة “الحياة” أن ;laquoاحتمال زيادة مقعد لهذه الكتلة أو تلك لن يضر بأي كتلة، ولن يكون مدعاة إلى تغيير التحالفات;raquo وكشف أن ;laquo;نتائج العد والفرز اليدوي التي تقوم به الآن مفوضية الانتخابات، ستُعلن قريباً باستثناء صناديق الخارج التي يُتوقع تأخرها بشكل كبير بسبب انتظار موافقات وإجراءات السفر الى تلك الدول لإعادة فرز الصناديق;raquo;، داعياً الى “جلبها الى بغداد، وإعادة فرزها لتوفير الجهد والوقت”.
وعن محادثات تشكيل الكتلة الأكبر داخل القوى الشيعية، اكد ;laquo;عدم وجود اتفاقات نهائية في كل التحالفات، كاشفاً ;laquo;وجود محورين داخل التحالف الوطني (الشيعي) في شأن شكل الكتلة الأكبر، أولهما يذهب باتجاه ان تذهب القوى الشيعية الخمس الفائزة لتشكيل نواة الكتلة الأكبر، والثاني يقوده تحالفا ;laquo;سائرون;raquo; و ;laquoالحكمة;raquo;، ويذهب باتجاه غالبية وطنية يكون فيها الثلثان في الحكومة، والثلث الآخر في المعارضة.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى