fbpx

هآرتس: جميع الحكومات الاسرائيلية تفاوضت مع نظام الأسد

ذكرت صحيفة “هآرتس” أن سياسة إسرائيل تجاه الجولان المحتل شهدت في السنوات الأخيرة تغييرا جذريا، حيث ‏انتقلت تل أبيب من التفاوض سرا مع دمشق إلى البحث عن الاعتراف الدولي بسيادتها عليه‎.‎ وأشارت الصحيفة، في تقرير مطول نشرته اليوم الجمعة على خلفية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة ‏إسرائيل على الجولان، إلى أن كل الحكومات الإسرائيلية تقريبا خلال العقدين الماضيين أجرت مفاوضات سرية مع ‏النظام السوري في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام يشمل قضية الجولان، لكن آخر جولة من هذا الحوار انتهت في آذار ‏‏2011، مع بدء الثورة السورية‎.‎ وحتى في عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو الذي يصر الآن على أنه لم يدرس إمكانية الانسحاب من الجولان، ‏جرت مفاوضات مكثفة أعدّت خلالها خرائط ونماذج إلكترونية تمهيدا لخروج إسرائيل من المنطقة‎.‎ وحسب مختلف الوسطاء والمسؤولين المنخرطين في المفاوضات السرية، انطلقت المشاورات بين تل أبيب ودمشق في ‏عام 1992 خلال عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، بعد أن أبلغه وزير الخارجية الأمريكي حينئذ جيمس ‏بيكر بأن الرئيس السوري حافظ الأسد يستعد لإبرام اتفاقية سلام “مثل السادات‎”.‎ وأعرب الجانب الإسرائيلي عن استعداده للانسحاب بالكامل من الجولان إلى حدود عام 1967 خلال خمس سنوات، ‏مقابل تطبيع العلاقات مع دمشق وتوقيع اتفاقات أمنية معها‎.‎ وخلال السنوات اللاحقة أصبح أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي لم يجر مشاورات مع دمشق بهذا ‏الشأن‎.‎ وفي العهدة الأولى لنتنياهو، طالب حافظ الأسد رئيس الوفد الإسرائيلي في المفاوضات، رجل الأعمال الأمريكي رونالد ‏لودر، أن يأتي إلى دمشق مسلحا بخريطة سحب القوات الإسرائيلية من الجولان أو لا يأتي بتاتا‎.‎ من جانبه، طالب الجانب الإسرائيلي في تلك الجولة من المفاوضات بمنحه السيطرة على جبل الشيخ الحدودي، واعتبرت ‏دمشق ذلك خطة تجسس‎.‎ ونقل أحد الوسطاء المشاركين في تلك المفاوضات عن رئيس الوفد الإسرائيلي قوله لحافظ الأسد، ردا على مخاوفه ‏الأمنية بهذا الشأن: “لماذا يقلقك أن يشاهدك أحد في غرفة نومك؟ مثل هذه الأمور لا تقلقني إطلاقا‎”.‎ وفي عام 2008، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على وساطة تركية في المفاوضات، مما أدى إلى ‏وضع خطة تضم ست نقاط، حيث طالب السوريون بنقل الحدود ووافق الإسرائيليون على ذلك، وجرى العمل على رسم ‏حدود جديدة في خرائط عالية الدقة‎.‎ لكن جولة الحوار تلك باءت بالفشل مع شن إسرائيل حربها على قطاع غزة عام 2008‏‎.‎ وفي جولة المفاوضات الأخيرة، كان نتنياهو، حسب مصادر مطلعة، مستعدا لدراسة طلب السوريين بالانسحاب ‏الإسرائيلي إلى حدود 1967، وصولا إلى بحيرة طبريا، لكن ذلك بشرط أن تتخلى دمشق عن تحالفها مع إيران وحزب ‏الله وإبرامها اتفاقيات أمنية جديدة مع تل أبيب‏‎.‎ وشهدت هذه الجولة من الحوار وضع نماذج إلكترونية لإعادة انتشار القوات في المنطقة، وأكدت المصادر أنه لولا ‏اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، لتوصل الطرفان إلى اتفاق نهائي خلال ستة أشهر فقط‎.‎ وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عوزي أراد، أن تل أبيب من تلقاء نفسها تقدمت حينئذ بمبادرة تقضي ‏بإبقاء مستوطنات إسرائيلية في الجولان، مقابل حصول سوريا على أراض أردنية بنفس المساحة‎.‎ وكانت الخطة تقضي بتعويض خسائر عمّان من الأراضي السعودية جنوبي العقبة، لكن دمشق رفضت الاقتراح جملة ‏وتفصيلا، على الرغم من موافقة الأردن عليه‎.‎ وبرغم تصريحات نتنياهو الجديدة، أكدت المصادر إحراز تقدم ملحوظ في تلك الجولة من الحوار، وما يأتي حاليا على ‏لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي حول موقفه الثابت منذ البداية بشأن الجولان ربما مجرد مسرحية، لأن ثمة وثائق ‏وخرائط مختلفة وشهودا دوليين كثيرين على تلك المفاوضات‎.‎ وأعرب الوسطاء السابقون عن اعتقادهم بأن الاعتراف الدولي المحتمل بسيادة إسرائيل على الجولان لم يصب في ‏مصلحة تل أبيب، معتبرين أن نهج إسرائيل الحالي يساعد بشار الأسد في تحويل مسألة الجولان من قضية إسرائيلية-‏سورية إلى قضية إسرائيلية-عربية‎.‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى