fbpx
أخر الأخبار

من قال أن الأمريكان لايقرأون شكسبير؟

نبيل الملحم

أُطلِق أيمن الظواهري كما رفيقه أسامة بن لادن لكسر “السوفييت” في أفغانستان، وأفغانستان كما تاريخها عصية على أي من المحتلين، وهذا جزء من تاريخ بلاد وعرة، وعقائد وعرة، وناس وعرين، وخرج السوفييت من أفغانستان، ومعهم خرج المارد من قمقمه ليعلن حربًا دامية على العالم كل العالم، فيكفِر هناك، ويستطيب المقام هنا، ولم يكن تفجير البرجين سوى مسحة من تكفير لم يطل الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل طال العالم الإسلامي حتى بات كل من ليس من “تنظيم القاعدة” هو من منظومة الكفار.

الظواهري بما لايقبل الشك هو صناعة أمريكانية، والمخازن الأمريكية تمتلئ لتفرّغ، وكلما فاضت بضائعها تزداد تكلفة البضائع، غير أن تنظيم القاعدة ليست من البضائع التي تُستَهلك لمرة واحدة أسوة بمعلبات السردين التي إن فتحت تفقد صلاحيتها، فهذا تنظيم القاعدة يتوالد، وينجب من بعده جبهة النصرة ومن بعدها “داعش”، وكلما فرم ذراع ينبت ذراعًا، فالبارامسيوم يتكاثر بالانشطار لا بالتوالد، والحركات الراديكالية الإسلامية تنتمي إلى البارامسيوم وليس إلى الثدييات والحيوانات اللبونة، وبالنتيجة فمقتل الظواهري هو قيمة، غير أنها ليست أكثر من قيمة إعلامية مخصصة لمرحلة “جو بايدن” المترهلة، لزمن أمريكي ترهل معه، والرجل بحاجة الى نصر ما، أي نصر، دون التدقيق بماهية النصر وحجم النصر وعائدات النصر، وهانحن وفي توقيتنا نفتح أعيننا  على خطاب للرئيس، وفي عزّ الليل نصحو على نشوة تطال الرئيس الامريكي الذي كنا نخاله مضاد للنشوة، أي كانت النشوة، ومع نشوته كان السؤال:

ـ ومتى لم  يكن الظواهري تحت العين الأمريكانية؟

ومتى كانت الاستخبارات الأمريكية لاتلتقط دبيب النملة في أفغانستان أو في سواها من وعورة الناس والجبال؟

ما ينبغي فعله، ينبغي فعله عندما ينبغي لأن ينبغي تتبدل، هذا كلام للإنكليزي وليم شكسبير.

من قال أن الأمريكان لايقرأون شكسبير؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى