fbpx

السوري في تركيا: من تحت الدلف، إلى تحت المزراب .. تعسف في الأجور وتضييق على التنقل و "خدمة عسكرية".

بلغ عدد السوريين في تركيا 3 ملايين ونصف المليون، هذا حسب بيان لـ”المديرية العامة للتعلم مدى الحياة” التابعة لوزارة التربية التركية، ويشمل البيان السوريين المسجلين الموجودين في تركيا حتى تاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وعلى الدوام سيكون السؤال: ـ كيف يعيش السوري في تركيا؟

  • أولا ماهي نسبة السكان السوريين في تركيا ؟

أكد بيان مديرية التعليم أن عدد السوريين الذين يعيشون في إسطنبول بلغ 559 ألف شخص، وهذا يعني أن المدينة تستضيف سوريًا واحدًا من كل 6 سوريين موجودين في عموم تركيا. البيان تطرق  إلى أبرز المناطق التي يقطنها السوريون في تركيا، وذلك حتى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث أفاد البيان أن عدد السوريين في ولاية شانلي أورفه بلغ 460 ألفًا و64 شخصًا، وهطاي 440 ألفًا و89 شخصًا، وغازي عنتاب 413 ألفًا و538 شخصًا. كذلك بلغ عدد السوريين في أضنة 227 ألفًا و726 شخصًا، ومرسين 206 آلاف و672 شخصًا، وبورصة 160 ألفًا و840 شخصًا، وإزمير 140 ألفًا و403 شخصًا، وكليس 122 ألفًا و657 شخصًا، وقونية 102 ألفًا و756 شخصًا. بينما يتوقع مسؤولون أتراك أن يتجاوز عدد السوريين الخمسة ملايين لاجئ سوري خلال العشر سنوات القادمة. في حين تتنوع اعداد النازحين في الولايات التركية وفق المناطق السورية التي أتوا منها، وتتوزع من مدن إدلب واللاذقية وحلب وحمص ودير الزور والرقة وبعضا من أهالي دمشق ودرعا الذين تمكنوا من القدوم سابقا او خلال عمليات التهجير الناتجة عن الحرب السورية.

  • الاقتصاد السوري في تركيا

أصدرت مؤسسة بحثية تركية مؤخراً تقريراً حول عدد الشركات الأجنبية في تركيا، وأكدت أن رأس مال الشركات السورية المنشأة في تركيا قد بلغت 11،8% من قيمة الرأس المال الأجنبي المستثمر، بينما أوضح التقرير أن معظم الشركات السورية تنشط بالتجارة. . لقد استحوذت الشركات السورية وفق التقرير، على المرتبة الأولى من ناحية الاستثمار الأجنبي في ولايات هاتاي ومرسين وعينتاب.

  • ماهي فرص العمل لدى السوريين في تركيا

حال السوريين في تركيا بالعموم هو سيء بسبب قلة فرص العمل وانخفاض الأجور للسوريين وعدم ضمان حقوقهم من بعض أصحاب العمل الأتراك والسوريين الذين يمتنعون عن إعطاء العمال السوريين أجورهم. وعن الأعمال التي يمكن للسوريين العمل بها يقول محمد الجسري لـ “مينا”، (وهو أحد نازحين من مدينة جسر الشغور الى تركيا):”اغلب السوريين اليوم يعملون كعمال في المطاعم او مشاغل الخياطة او في بعض المحلات الصغيرة والافران وأحيانا في مغاسل السيارات “. ويتابع الجسري “حالات استغلال كبيرة بدأت مؤخرا بالظهور بسبب كثافة السوريين في تركيا أدى الى انخفاض كبير في اجور العامل حيث تراوحت الأجور ما بين 50 ل 100 ل ت ليوم العمل في العام الفائت،  أما اليوم فأفضل أجر يتقاضاه العامل السوري لا يتجاوز 30 ل ت فقط وهو لا يكاد يكفي للعيش“، فلو أخذنا أجور السكن كمقياس للعيش، فقد تصل اجرة السكن المتواضع إلى 1500 ل . ت، عدا فواتير المياه والكهرباء.

  • التنقل و السفر عذاب إضافي لعوائل السورية

تنقل السوري المقيم في تركيا بين الولايات التركية، يبدو عملية بالغة الشقاء،  فعلى السوري ان شاء الانتقال من ولاية إلى ولاية، أن يقوم بعدة إجراءات للحصول على اذن رسمي من السلطات التركية ، خصوصاً ما بعد  بدء معارك درع الفرات ضد الاكراد حيث لم يكن هذا الاجراء متواجد خلال السنوات الماضية. يقول لنا احمد يوسف و هو احد سكان اللاذقية الذين فروا بعد ان دخول قوات النظام الأسد و القوات الروسية إلى جبلي الاكراد والتركمان : “من الناحية التنظيمية، يفرض على أي سوري يريد أن يسافر إلى ولاية أخرى استخراج إذن سفر، وفي حال السفر بدون استخراج الاذن يتعرض إلى غرامة مالية، وإذا تقدم للحصول على اذن سفر فإن ذلك سيعرضه لمشاق كبيرة”، ويتابع:”  لم يكن الأمر على هذا النحو في السابق، سابقا كانت الاجراءات سهلة وميسرة لدرجة تمكنك من الحصول على الاذن خلال يوم أو يومين، لكن مع مرور الوقت بات الأمر صعباً.. حاليا تحتاج للذهاب إلى مبنى القائم مقام حتى تحصل على ورقة دور لا يقل عن عشرين يوم لتتمكن من مقابلة الموظف وتقديم الصور والاثباتات اللازمة للإذن وخلال يوم أو أكثر عليك الذهاب مرة ثالثة لاستلام الإذن”.

  • الكميلك.

(الكميلك)،  هي بطاقة الحماية المؤقتة التي تصدرها السلطات التركية للمقيمين السوريين، باتت الآن  شبه متوفقة بشكل كامل حيث يلجأ السوريين القادمين حديثا الى التسجيل على طلبات ومن ثم الاختباء ضمن المنازل دون خروج ابدا حتى موعد اصدارها،  وقد يطول الوقت الى أشهر، فمن يتم القاء القبض عليه في تركيا من السوريين الذين لا يحملون هذه  البطاقة يتم تحويله الى التحقيق ومن ثم إخراجه الى الأراضي السورية فورا عبر معابر باب الهوى او باب السلامة.

  • الجنسية التركية ومايترتب عليها

الكثير من السوريين يطمحون للحصول على الجنسية التركية ولكن ماذا لو تم الحصول عليها؟ يقول وسيم الفضل ” تمكنت من الحصول على الجنسية واستطعت الحصول على جواز سفر يمكنني من السفر حول العالم في الوقت الذي اريد،  لكن مع حصولي على الجنسية، توقفت المساعدات التي كنت أحصل عليها مثل خدمات ( الهلال الأحمر) والذي كان يساعدني على دفع اجار المنزل و بعض المصاريف الأخرى ، إضافة لفرض (تأمين صحي) علينا وإجبارنا على استخراج الكرت الأخضر.. الحصول على الجنسية يعني  دفع تكاليف المشافي و الصيدليات بعد ان كان مجانيا لنا كوننا كنا نازحين ، الآن كل شيء تغير”. ويضيف الفضل ” التجنيس يعني أنّ هذا الشخص قد اصبح مواطنًا بهذه الدولة وكأنه ولد فيها، ولذا فله وعليه من الحقوق والواجبات كأي مواطن تركي أصلي، وهنا تكمن بعض الإشكاليات والتي غالبًا ما تتاجر بها المعارضة التركية بين الحين والآخر، مثل حق التصويت في الانتخابات، وأداء الخدمة العسكرية، وما شابه”.ثم يتوقف الفضل عند موضوع الخدمة العسكرية: “بخصوص الخدمة العسكرية، فتنصّ المادة 1111 من قانون الخدمة العسكرية على أنّ الذين يتمّ تجنيسهم من المهاجرين؛ يُنظر لسنة دخولهم إلى تركيا، فإن دخلوها وهم فوق سنّ 22 أو كانوا قد أدّوها في بلدهم؛ فيُحسبون ضمن المعفيين من الخدمة، وإن كانوا قد دخلوا تركيا وهم تحت سن 22 ولم يؤدوا الخدمة العسكرية في بلدهم الأم فيلزم عليهم أداؤها في تركيا”.

  • معاملة السوريين في المشافي و دوائر الحكومية

كثيرا ما نسمع عن مشاكل السوريين الجرحى خصوصا في المشافي التركية، فمع بداية الحرب واستقبال تركيا لجرحى من قوات المعارضة، طالما دخل الجريح المشفى ليخرج جثة، وثمة أنباء تتردد مفادها أن أطباء  من العلوينن الاتراك، خصوصا في مشفى انطاكية يقومون بسرقة أعضاء الجرحى السوريين، وهو الأمر الذي توقف بعد الكثير من الاحتجاجات والشكاوى. ـ ولكن ماذا عن العلاج؟ احمد أبو بكر وهو نازح من مدينة اللاذقية يقول “من الناحية العلاجية، السوريين يواجهون معاملة سيئة جدا في المستشفيات التركية من قبل بعض الأطباء والممرضين وحتى عمال الخدمة.. تدخل المشفى  لتصطف في طابور أمامك فيه عشرات المرضى من السوريين المرغمين على الوقوف ما  بين ساعة الى ٤ ساعات حتى يتمكنوا من الحصول على ورقة (فيش) وهي عبارة عن دور جديد عند الطبيب التركي، واذا دخلت عيادة الطبيب سيكون عليك الانتظار ما بين ساعة الى ساعتين أو أكثر حتى تستطيع مقابلة الطبيب”. ويضيف أبو بكر “وهذا طبعا إن لم يتوقف الطبيب عن استقبال المرضى السوريين، وهذا يحصل بشكل شبه يومي، وأكثر ما يحصل في عيادات الأطفال والنسائية، وعندها سيضطر المريض للعودة الى منزله والذهاب للمستشفى في يوم آخر وبوقت باكر أكثر”. معاملة معظم الأطباء مع السوريين بتختلف كتير عن معاملتهم مع الأتراك من ناحية الأهتمام والعلاج وحسن المعاملة”، وهذه بعض من الوقائع: يتابع أبو بكر ” في مشفى هاتاي، قد تجد ولادة سورية في غرفة الولادة، وباب الغرفة مفتوح.. غرفة يدخلها الخدم من الانا والذكور وكأنك على الرصيف”.

  • المخيمات ومشاكل كثيرة يعاني منها السوري

أصدرت تركيا مؤخرا قرار يقضي بأغلاق عدد من المخيمات القديمة ومنها مخيمات كلس واورفة وأخراج النازحين منها اما الى مخيم اخر او الى المدن التركية، وتقوم الدولة بإعطاء النازح الذي ينوي البقاء مبلغ مادي صغير من أجل استئجار منزل فقط، أما  باقي المخيمات فهي تشهد اجراءات تجعلها اشبه بسجن كبير للنازحين. محمد حسام يقول “مخيمات كلس دائما كانت تمنع دخول السوريين الى خيمهم بعد انتهاء الدوام ضمن المخيم حيث يخصصون لنا فقط عدة ساعات للخروج وفي حال تأخرنا ننام في الطريق امام باب المخيم بسبب عدم سماح لنا بالخروج ، ورغم هذا الامر الصعب فلم يكن بامكاننا ابدا التشكي الى مسؤولي المخيمات بسبب رفضهم سماعنا، وفي حال الإصرار على الشكوى عن أي إساءة ضمن المخيم يتم فورا اخراج العائلة واغراضها الى الشارع بشكل فوري “. ويضيف حسام “في المخيمات الوضع سيء بشكل كبير فالأوساخ تملأ المخيمات وهانحن نعيش في هذه الخيمة منذ سنوات وكمية النازحين كبيرة ضمن المخيم والماء لا يكفي وحتى الكهرباء يتم قطعها باستمرار وحتى المواد ضمن المول الخاص بالمخيم فهي أغلى من الأسواق العادية.. نعيش وكأننا في سجن كبير “.

  • اللغة الحاجز الأصعب بين السوريين و الاتراك

نسبة ضيئة من الاتراك لديهم امكانية التحدث بالعربية نظرا لأصولهم العربية و التي اخذت تركيا أراضيهم بعد سلخ لواء اسكندرون الذي يعتبر اغلب اهله من العرب، لكن سيكون من النادر أن تجد من بين الاتراك من يتحدث العربية، وهو أمر سيجد انعكاساته في المعاملات الحكومية وفي خوف السوري من التقدم بأي شكوى ضد أي تركي فاغلب المترجمين هم من الموالين لنظام الأسد ويخاف منهم السوريين من أجل عدم تغيير الكلام و القاء اللوم على السوري اثناء الترجمة”. ويضيف الحكيم “أحد أصدقائي يعيش في مدينة انطاكية والتي تحوي عدد كبير من الموالين لنظام الأسد وميلشيات علي كيالي واغلبهم يعمل في الحكومة التركية كونهم مواطنين اتراك وبعضهم يعمل مترجماً في احدى الدوائر الحكومية وكان لدى صديقي شكوى ضد مواطن تركي تعرض له بضرب في أحد الشوارع ليلا واثناء تقديم الشكوى قام المترجم بتحريف بعض الكلام على لسان صديقي مما أدى الى توقيفه عدة أيام واثناء تأكده من اشخاص اخرين عرف ان المترجم قد غير في الكلام وأصبح الحق مع المتهجم عليه الامر الذي جعلني اتردد من الشكوى على صاحب العمل وطلب من الله تعويضي خوفا من ان يتم ترحيلي من مدينة إسطنبول “.

  • الاضطهاد والقتل ارتفع بنسبة كبيرة

كثيرا ما نسمع من أناس سوريين عن عمليات ضرب وأحيانا تصل الى القتل في شوارع تركيا وكثيرة هي القصص التي تحاول الدولة التركية أخفاءها ، و من ابرز القصص التي حصلت هي قصة الضابط السوري حسين الهرموش الذي خطف من داخل مدينة انطاكية و تم تهريبه من قبل متعاملين مع المخابرات التركية و تسليمه الى سوريا والذي لا يزال مصيره حتى اليوم مجهولا ولم تقم الدولة التركية بالمطالبة به رغم انه خطف على اراضيها. وفي مثال اخر كان نديم بالوش أحد قادة كتائب في الجيش الحر و الذي تكلم في بداية الثورة عن المخططات التي تحاك ضد السوريين في تركيا و اميركا الامر الذي دعى تركيا الى سجنه بتهمة انه “قاتل” الا ان نديم وجد بعد أيام منتحرا في السجن الامر الذي دعى أصدقائه يشك في قتله من قبل القوات التركية في السجن لإخفاء ما تبقى من الكلام الذي اصبح حقيقة بعد شهور من قتله في عام 2016 ثمة الكثير من الجرائم تقع بحق السوريين على الاراضي التركية، جرائم تسجل: ـ ضد مجهول. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى