fbpx

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقيم ندوة في إسطنبول

أقام مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مينا – مينتور ندوةً فكرية في إسطنبول بعنوان:  أثر عمل المعارضة السورية العسكري في الصراع مع النظام وقد شارك في الندوة خمسة من السياسيين والباحثين الذين قدموا أوراقاً شملت كل ورقة منها محوراً محدداً من محاور موضوع الندوة. وبحضور عدد من الضيوف. بعد أن جرى التعريف بالمشاركين في الندوة قرأ السيد مقداد سوادي أمين سر الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية ورقته التي حملت عنوان (هل كان خيار العمل العسكري ضد النظام السوري صحيحاً أم لا ولماذا؟). جاء في ورقة السيد مقداد سوادي: أن الأنظمة الشمولية تسقط إما بغزو عسكري خارجي، أو بانقلاب عسكري من داخل بنية النظام الحاكم أو من خلال ثورة شعبية. وذكرت الورقة: أن النظام فتح حدود البلاد على مصراعيها من أجل السماح لقوى إرهابية بالعبور إلى داخل البلاد لإشاعة الفوضى، والقول إن سوريا تتعرض لمؤامرة كونية، وبذلك جرت عملية استدراج القوى الرافضة للاستبداد التي كانت تتظاهر في شوارع المدن إلى مربع العمل المسلح من خلال قيام النظام بمجازر كثيرة لعل أهمها مجزرة الساعة في حمص، إضافة إلى غيرها من المجازر. المشاركة الثانية في الندوة كانت للدكتور أحمد طعمة الذي كان يشغل منصب رئيس الحكومة المؤقتة سابقاً ويشغل حالياً منصب رئيس وفد المعارضة في محادثات آستانة. حملت مشاركة الدكتور طعمة حملت عنوان (لجوء المعارضة إلى العمل العسكري ربطها بأجندات إقليمية، ما أهداف هذه الأجندات؟). يقول الدكتور طعمة: إن استخدام المعارضة للسلاح هو أمر لم أوافق عليه منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، وأظن أن التواصل بين شيوخ السلفية مع القادة العسكريين هو من بدأ بصنع المجموعات المسلحة السورية الأولى. وبعد ذلك نتيجة لحسابات سياسية خاصة وجدت أطراف إقليمية بأنها معنية بالثأر من النظام، ولها مشكلة مع إيران. فالنظام عقد اتفاقاً خطراً مع الإيرانيين عام 2005 بعد مقتل رفيق الحريري. قدم السعوديون دعماً لمنع إيران من إقامة هلالها الشيعي. وجاء في ورقة الدكتور طعمة: أن هناك ثلاثة نماذج عسكرية موجودة في سوريا هي (النموذج المتشدد الذي تمثله النصرة الموجود في شمال البلاد، وهناك النموذج المعتدل المؤمن بالديمقراطية الذي يمثله الجيش التابع للحكومة المؤقتة، وهناك النموذج الثالث الذي يمثل العشائر الذي يمثله أحمد الجربا. الورقة الثالثة قدمها العميد أحمد رحال، وهو قائد الجبهة الساحلية سابقاً ويعمل محللاً عسكرياً وحملت عنوان (هل خدم لجوء المعارضة إلى العمل العسكري حاضنتها الشعبية، وكيف كانت العلاقة بينهما؟). يقول العميد أحمد رحال: لم يكن الخيار العسكري خياراً ثورياً أو شعبياً، ولكنه خيار حدث نتيجة عنف النظام وقسوته، وأرى أن ما جرى في سوريا يمكن أن يقسّم إلى ثلاث مراحل هي: مرحلة الاحتجاجات السلمية، ثم مرحلة البندقية الوطنية، وأخيراً مرحلة البندقية المؤدلجة والسياسية. ورأت ورقة العميد رحال: أن النظام استخدم الإعلام محور صراع رئيس، إذ صوّر ما يجري منذ البداية على أنه مؤامرة كونية، في الوقت الذي كان يقوم بارتكاب جرائم تلامس الوتر الطائفي. الباحث والإعلامي أحمد طلب الناصر قرأ ورقته التي حملت عنوان (تبني بعض فصائل المعارضة للأيديولوجية الدينية، كيف تجلّت سلبية ذلك في الصراع مع نظام الأسد؟). جاء في ورقة أحمد طلب الناصر: أن النظام أراد تغطية انتهاكاته الفاضحة التي مارسها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين من خلال إيجاد طرف مناهضٍ يقاسمه الصراع المسلح، ليكون ذلك مسوّغاً لاستخدام آلة حربه ضد السوريين، بافتراض أن ذلك الصراع يجري بين طرفين متحاربين وليس بينه وبين شعب يريد إزالة الاستبداد عن البلاد. وجاء في الورقة أيضاً: أن الفصائل المسلحة وجلّ قادتها من الإسلاميين ظهرت بعد أن صدر مرسوم عفو رئاسي عن هؤلاء الإسلاميين في نهاية شهر أيار/ مايو عام 2011 م. استطاع الإسلاميون بعد خروجهم من المعتقلات تصدر المشهد في الساحة السورية، مقدّمين بذلك فرصةً ذهبية للنظام للاستمرار في ارتكاب انتهاكاته بحجة حربه على (الجماعات الإرهابية) المناهضة له وللمجتمع الدولي. وختم السيد محمود إبراهيم -وهو خبير أمني ومدير أبحاث مركز برق الاستشاري- محاور الندوة بورقته المعنونة (خيار العمل العسكري لدى المعاضة هل له مستقبل أم أنه آل للفشل؟). جاء في الورقة: كان هناك غياب للاستراتيجية من خلال التسليح العشوائي للمجتمع الذي لم يكن خبيراً بذلك، وقد استبعد الضباط من خلال التهجير أو الاغتيال، كذلك كانت هناك عملية تسليح خارجي، وهي الطامة الكبرى التي ما يزال السوريون يدفعون ثمنها. وجاء في الورقة: أن النظام السوري تخلّى عن المناطق ذات العبء في الأطراف، وتمسّك بالمركز العاصمة وكذلك بمنطقة نفوذه في الساحل السوري، بافتراض أن الساحل يشكّل خزاناً بشرياً رئيساً له. وذكرت الورقة: أن النظام استخدم استراتيجية من ثلاث نقاط هي الإغراق في الزمن وخطة دبيب النمل إضافة إلى استفادته من تقسّم المعارضة التي لا تملك خبراتٍ عسكريةٍ أو سياسية. وشهدت الندوة في قسمها الثاني مداخلات لعددٍ من الباحثين والكتّاب والحضور. إذ قال الدكتور عبد الله التركماني وهو كبير باحثي مركز حرمون للدراسات بإسطنبول: نحن نعرف المأساة السورية، وليس لنا تأثير في الأزمة الموجودة في البلاد، فالقوى الدولية والإقليمية هي من يقرّر مصير سوريا، فالصراع المسلح صار أشبه بحرب أهلية بين طرفين يتقاتلان. وأضاف الدكتور تركماني: لذلك كانت العسكرة بالطرائق التي جرت بها مدمرةً لنا، وكان من الأفضل البقاء في النضال السلمي على الرغم من الخيار الأمني للنظام. وقدم الدكتور عمر شحرور رئيس حزب العدالة والتنمية السوري مداخلة قصيرة قال فيها: إن الثورات في التاريخ لا تنتصر إلا عسكرياً، وتساءل قائلاً: ما هي المسألة الرئيسة الراهنة للشعب السوري في ظل دوامة الصراع. وشارك عدد آخر من الحضور بمداخلات قصيرة أو اسئلة أجاب عنها في نهاية الندوة المشاركون في محاورها. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.''''''''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى