fbpx

 ترامب الضائع في متاهات الملف الإيراني

ثلاث تصريحات متتالية أطلقها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خلال أقل من ساعة حيال تعامل بلاده مع الملف الإيراني، كان الجامع الوحيد بينها هو التناقض، الذي أشار إلى حالة من التخبط تعيشها إدارة ترامب في التعامل مع إيران.

تصريحات متناقضة ورئيس حائر

أولى تصريحات سيد البيت الأبيض حملت مؤشرات تقاربٍ أمريكي إيراني، من خلال تأكيد “ترامب” إيمانه بقدرة واشنطن وطهران على تجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاق ينهي التوتر الحاصل، إلى جانب توقعه عقد لقاء قريب مع الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، الذي كان قد سبق “ترامب” بابداء استعداده لاجراء مثل هذا اللقاء.

المؤشرات الإيجابية الصادرة عن “ترامب” لم تدم سوى دقائق معدودة، أتبعها باتهام مباشر لإيران والحرس الثوري برعاية الإرهاب من خلال دعم مجموعات إرهابية تنشط في الشرق الأوسط في إشارةٍ مباشرة للمليشيات العراقية وحزب الله اللبناني وعدد من الميليشيات العاملة في سوريا والمدعومة إيرانياً.

دقائق أخرى قليلة تمضي على تصريحي رأس الإدارة الأمريكية، أطلق بعدها تصريحاً مزدوجاً بأن بلاده لن تدفع أي تعويضات مالية لإيران على خسائرها بسبب العقوبات المفروضة من قبل إدارته، في حين أبدى استعدادها منح قروض ائتمانية لها عبر دول أخرى لم يسمها.

الجدل الذي اثارته تصريحات “ترامب” تزايد مع تأكيده على مساعدة إيران عبر قنوات إقتصادية تمكنها من تلبية حاجتها للمال، في وقت شددت فيه إدارته على سعيها لتصفير الانتاج النفطي الإيراني للسوق الدولية، ومحاولة التضييق المالي بشكل أكبر على الحرس الثوري لمنعه من دعم وصفته بالميليشيات الارهابية.

في السياق ذاته تفاعل عدد من المهتمين بقضايا الشرق الأوسط مع تصريحات ترامب، معتبرين التضارب الواضح والصريح فيها دليلاً واضحا على افتقاد الإدارة الأمريكية لسياسة ثابتة حيال التعامل مع إيران، لافتين إلى احتمالية أن تكون واشنطن تسعى لفرض اتفاق جديد على طهران يقايض النفط بالمساعدات، اتفاق شبيه باتفاق النفط مقابل الغذاء الذي عقد مع نظام الرئيس العراقي السابق “صدام حسين”.

إسرائيل والخارجية ورقم المعادلة الصعب

ما كان لافتاً في تصريحات الرئيس الأمريكي وعدم الثبات فيها أنها جاءت متزامنة مع تحركٍ عسكريٍ إسرائيليٍ مكثف ضد ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا ولبنان، الأمر الذي كشف بحسب معلقين عن وجود ثغرة أو فجوة في الموقفين الإسرائيلي والأمريكي تجاه إيران.

الاختلاف والتباين لم يقتصر على الحدود الخارجية، وإنما يبدو انه ضرب هياكل السياسة الأمريكية ومؤسساتها، لاسيما في ظل اعتناق الخارجية الأمريكية والمؤسسات الأمنية لسياسة أكثر تشدداً في التعامل مع طهران وميليشياتها في المنطقة، الأمر الذي اعتبره أيضا معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي نقطةً تصب في صالح النظام في إيران، غير مستبعدين أن تتولى إسرائيل مهمة مواجهة النفوذ الايراني بتفويض من السلطات الأمريكية بعيداً عن موافقة “ترامب”، وهو ما دعمته التحركات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة.

قضايا مفصلية .. وإيران في دائرة اللهب

أياً كان غرض الرئيس “دونالد ترامب” من التعاطي المتناقض مع قضايا المنطقة وعلى راسها التنظيمات الموالية لإيران في المنطقة العربية، إلأ أن أولويات الأمن القومي لدول الشرق الأوسط وإسرائيل ستفرض نفسها بقوة وفقا لما قاله بعض المعلقين، لا سيما في ظل مساهمة الحرس الثوري الإيراني في إدارة وتوجيه الكثير من المعارك والحروب التي تشهدها المنطقة وذلك باعتراف مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى.

المعلقون أيضاً رأوا أن قرارات “ترامب” النهائية والسياسة التي سيتبعها مع طهران لن تتمكن من تجاهل مصالح دول المنطقة التي لا يمكن أن تتلاقى مع أياً من مصالح إيران، لا سيما في ظل احتلالها العلني لأربع عواصم عربية وتهديدها المستمر باستهداف دول المنطقة، على حد قول المعلقين.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى