fbpx

حماس.. رحلة البحث عن “ربّها”

مرصد مينا

دعوهم في حضنكم، ربما هي الأوامر الأمريكية وقد تبلغتها قطر لاستضافة قيادات “حماس”، وحضنكم هنا تعني “حضننا” فـ “العيديد”، وهي القاعدة الأمريكية الأضخم في هذا الشرق، لم تكن ناد للسياحة وركوب الزوارق، وإنما هي “الثكنة” إن شئت، و “الزنزانة” إن شاءت الإدارة الأمريكية، وحكومة قطر تشتغل على الاحتمالين، ولهذا فكل المعلومات تقول بأن استضافة قطر لتنظيم حماس إنما جاء بأوامر أمريكية، واليوم لابد من الأوامر المعاكسة، وقد تجاوزت حماس الدور المرسوم لها مع حرب غزة، بعد أن فككت منظمة التحرير ماقبلها.

في الأيام القريبة الفائتة، أعربت السفارة القطرية في واشنطن عن استيائها لتصريحات أدلى بها عضو الكونغرس الديمقراطي ستيني هوير، والتي طالب فيها بإعادة تقييم الولايات المتحدة لعلاقاتها مع قطر إذا لم تمارس ضغوطا على حماس وتهددها بقطع التمويل أو إنهاء استضافتها لقادة الحركة، وما دام الحال كذلك، فقطر التي اعتادت قاعدة “نصف الباب المفتوح”، سيكون متاحاً لها “نصف الباب المغلق”، وهذه من سمات السياسات القطرية، ولولا هذه القاعدة لما لعبت قطر دور “الدولة الكمشة”، ما يساوي “الدولة القبضة”، وفي كلا الحالين فإن لم تعثر على الربح تتلافى الخسارة، وهكذا بات وجود حماس على أرضها اليوم يمثل الخسارة بعد أن كان يمثل ربحاً ما قبل حرب غزة خصوصاً وقد فشلت وساطتها ما بين حكومة نتنياهو وقيادة حماس إزاء تبادل الأسرة والمعتقلين مابين حماس وحكومة نتنياهو.

وول ستريت جورنال الأمريكية ذكرت نقلا عن “مسؤولين عرب” أن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، هذا ما نقلته الصحيفة فإلى أين ستحمل حماس حقائبها ومكان إقامتها؟

تواصلت قيادة حماس أقله  مع دولتين، إحداهما سلطنة عمان وثانيتهما تركيا لمعرفة ما إذا كانتا منفتحتين على استضافة قادتها السياسيين.

 بعض التقارير أشارت أيضا إلى الجزائر، إذ كانت صحيفة لوموند الفرنسية قد تحدثت عن وثيقة سعودية عُرضت على وزارة الخارجية الفرنسية تقترح خطة لإنهاء الأزمة في غزة وتشمل نفي قادة حركة حماس إلى الجزائر ونشر قوات حفظ سلام عربية في القطاع.

ومن بين الدول التي طرحت كمضيف محتمل لمكتب حماس السياسي إيران والأعضاء الآخرون بما يسمى “محور المقاومة”: لبنان وسوريا واليمن.

مصادر قريبة من حماس تقول بأن “تركيا بلد متقلب، صعب أن يكون هناك وجود دائم للقيادة به، قد يصبح هناك وجود جزئي فقط”. أما بالنسبة للجزائر، فالاقتراح الفرنسي غير عملي، وحماس لم تبد تحمسا له، كما أن موقف الجزائر لم يتضح. الخيار الذي يتبقى هو إيران، فهي البلد الوحيد الذي ربما يكون على استعداد لاستقبال قيادة حماس التي تعتبرها جزءا من محور المقاومة، لكن ذلك لن يترك مجالا للضغوط. أي خيار آخر سيكون غير عملي، لأن حماس مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن ثم ستكون هناك تعقيدات كثيرة لاستضافتها”.

حماس كانت وإلى زمن قريب ورقة بيد قطر، غير أنه إذا ماتعرضت قطر للتهديد فلابد أن تتخلى عن هذه الورقة، وبالتالي قد تطرد الدوحة قيادة حماس، تحت قاعدة “اذهب أنت وربك وقاتلا”، وإذا ماحدث فالمرجّح أن تنتقل قيادة حماس إلى طهران، فهناك ربها المسمى “علي خامنئي” لتنتقل “حماس” من الاستثمار القطري إلى الاستثمار الخميني، وكل هذا سيحدث ما بعد:

ـ دمار غزة وترحيل ناسها، وتسجيل انتصار حماس الذي يتطلب فيما يتطلب:

ـ ١٤ عاماً بتمامها وكمالها، فقط لنقل الردم الذي أنجزته حربها.

هذا دون احتساب عشرات آلاف الضحايا.

كل ذلك والسنوات يرفع اصبعي النصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى