fbpx

الإمارات بين التسهيلات للإيرانيين وبين الثوابت

في ظل ما يعانيه الخليج العربي ومضيق هرمز من توترات بفعل الانتهاكات الإيرانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، تظهر ملامح جديدة في الأفق، لعلها تتسم بتقسيم الملفات تارة، وما بين اتباع سياسة تقليل الخلافات تارة أخرى.

ففي الإمارات، تعتزم الأخيرة منح الإيرانيين تأشيرة تسمح بموجبها للتجار الإيرانيين من دخول الإمارات، وفتح حسابات بنكية لهم أيضا، بعد مفاوضات جرت بين رئيس رابطة التجار الإيرانيين ومسؤولين من دبي.

“عبد القادر فقيهي”، رئيس رابطة التجار الإيرانيين في الامارات صرح يوم أمس اعتزام الإمارات تقديم تسهيلات للتجار الإيرانيين، من فتح حسابات لهم في البنوك الإماراتية، ومنحهم تأشيرات لدخولها، وقال: “إننا نشهد الآن انفتاحا جديدا للمجال التجاري والاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإمارات العربية بعد فترة من التراجع”.

في تصريحات نقلتها عنه وكالة “إرنا” الإيرانية قال: “كان لدينا مفاوضات مع مسؤولي دبي، وقبلوا أن يمنحوا التجار الإيرانيين الذين يمتلكون رؤوس أموال ويريدون فتح حسابات تجارية في البنوك الإماراتية التسهيلات اللازمة، وأيضا سوف يسهلون منح التأشيرات التجارية لهم”، وأوضح المصدر إلى أن إمارات وعدت بتنفيذ هذه التسهيلات لكنها في الوقت ذاته اشترطت أن يتميز التجار الإيرانيين بسمعة حسنة ورغبتهم الجادة في ممارسة الأعمال التجارية في الإمارات.

وتابع فقيهي قوله: “وفقا لتوجيهات المسؤولين في دبي سوف يتم إعادة منح التجار الإيرانيين التأشيرات التجارية، وذلك للأشخاص الذين تم إلغاء تأشيراتهم التجارية في السابق في الإمارات، وأيضا أخذنا الضوء الأخضر من البنك المركزي الإماراتي لفتح حسابات لشركات الصرافة الإيرانية في الأيام القليلة المقبلة والتي كانت مغلقة في الماضي”، موضحا أن حاكم دبي أعطاه وعودا بأن الإمارات ستقدم تسهيلات للتجار ورؤوس الأموال الإيرانيين فيها، لكنه اشترط الموافقة على تجارة السلع التي لا تشملها العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

رئيس رابطة التجار الإيرانيين في الامارات بين أن المفاوضين الإيرانيين لمسوا أثناء اجتماعهم من مسؤولي دبي “انفتاحا في الإمارات من أجل استئناف أجواء التجارة مع إيران”، رغم أن حجم التبادل التجاري بين الأمارات وإيران كان فد انخفض خلال السنوات الماضية من 70 مليار إلى 40 مليار دولار، ولذلك نقل العديد من رجال الأعمال الإيرانيين تجارتهم من الإمارات إلى تركيا خلال تلك السنوات.

اتفاق الحدود

وكانت طهران قد وقعت مع أبو ظبي يوم الخميس الأول من شهر آب/ أغسطس، اتفاقا للتعاون الحدودي بينهما واتفقت الدولتان على عقد الاجتماعات لمناقشة التعاون الحدودي كل ستة أشهر، ووصف توقيع اتفاقية التعاون الحدودي بأنه خطوة إيجابية لتأمين مصالح البلدين، والذي بدور سيسهم في تعزيز أمن الحدود ومراقبتها وتسهيل التنقل عبرها.

وفي السياق تقدمت طهران سابقا بمقترح لدولة الإمارات يتضمن عقد اجتماعات سنوية في طهران وأبو ظبي على مستوى “قادة البلدين”، في إطار الجهود الرامية إلى حل المشاكل الحدودية بين الطرفين.

كما عقد يوم الثلاثاء في 30 تموز/يوليو ، في العاصمة الإيرانية طهران، لقاء بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد “قاسم رضائي” وقائد قوات خفر السواحل الإماراتي، العميد “محمد علي مصلح الأحبابي”، بحث فيه الجانبان سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين.

الوفدان بحثا سبل تعزيز تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين، ويعتبر هذا الاجتماع هو الاجتماع السادس المشترك بين خفر السواحل الإماراتي والإيراني، وينعقد في مشهد يسوده التوتر، وسعي أميركي أوربي لتشكيل تحالفات بحرية عسكرية لمواجهة إيران.

وتشترك الإمارات وإيران بمياه الخليج العربي، وتسعى الإمارات لتخفيف حدة التوتر في المنطقة تجنباً لأي حدث من شأنه قلب الموازين في الشرق الأوسط.

في اليمن

قال وزير الشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة “أنور قرقاش” في مقال رأي كتبه في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: ” فقط لتوضيح الأمر، الإمارات وبقية التحالف لا يغادرون اليمن”.

وأكد الوزير الإماراتي: “سنعمل بشكل مختلف وحضورنا العسكري باق وبما يتوافق مع القانون الدولي، سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية”.

داعياً الحوثيين إلى فهم الخطوة الإماراتية “كونها إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع” وشرح “قرقاش” في مقاله آلية تعامل الإمارات مع ملف قواتها في اليمن: “بينما تقوم الإمارات بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بنفس الطريقة التي بدأنا بها، بأعين مفتوحة”.

وانتهى مقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي بقوله: “لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية”.

وسبق مقال “أنور قرقاش” تغريدات له عبر حسابه الرسمي في موقع توتير، يوم الأحد 21 تموز الجاري؛ عبر فيها عن التماسك القوي بين الإمارات والمملكة السعودية:” التحالف العربي في اليمن وفي قلبه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات، صلب وقوي وعزز آلياته امتحان الأزمة والحرب التحالف يستعد للمرحلة المقبلة بأدواته السياسية والعسكرية وبإصرار على تحقيق أهدافه الإستراتيجية”.

الثوابت

أكد وزير الخارجية الإماراتي عمق العلاقة بين الإمارات وشقيقتها المملكة العربية السعودية، واصفة قوة العلاقة بينهما بأنه يستحيل على أحد أن يشق الصف السعودي الإماراتي عبر ملفي اليمن وإيران، مؤكدا أن العلاقة الوثيقة ما بين البلدين تترسخ كل يوم وعلى كافة المستويات.

الدكتور “أنور قرقاش” وزير الدولة الإماراتية للشؤون الخارجية غرد اليوم الأربعاء على حسابه الخاص على موقع تويتر بالقول: ” لا أقلق على العلاقة الاستراتيجية التي تجمعنا بالسعودية الشقيقة، وأعلم كم هي تترسخ كل يوم على كافة المستويات، وما يحزنني ترسيخ قطر لعزلتها وتعميقها لأزمتها عبر سياسات إعلامية طائشة يديرها المال والمرتزقة، وينأ عنها المواطن القطري ويعاني منها”.

وأضاف في حديثه عن أزمة دول الخليج مع دولة قطر أن: شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران أو غيرهما مستحيل، والإعلام القطري الأهوج لا يدرك أن تحالفنا تعزز عبر التضحيات وتعمق عبر التنسيق والحوار والصدق وعبر دفاع السعوديين عن شراكتهم مع الامارات، وفي خضم ذلك آسف على من يدير سياسة قطر ويعمق محنتها.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى