fbpx

مرضى الكلى في قطاع غزة ضحية للحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني

غزة – تقرير خاص لـ مرصد “مينا” حلقة جديدة من حلقات الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي تضيق على مرضى الكلى في قطاع غزة الذين يعيشون أياماً صعبة في ظل عدم توفر الأدوية الخاصة بهم، وتحديداً أدوية نقص المناعة التي شارفت على الانتهاء، وسط مناشدات من وزارة الصحة بسرعة توريد تلك الأدوية لمستشفيات قطاع غزة. ويشهد الوضع الصحي في قطاع غزة حالة من التدهور منذ فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع عام 2006، وحدوث الانقسام الداخلي عام 2007، تمثل ذلك في النقص المستمر للأدوية وصعوبة تحويل الكثير من الحالات المرضية إلى مستشفيات الخارج، وهو وضع دفع الكثير من مرضى غزة حياتهم ثمناً له. وبلغت أعداد أصناف الأدوية التي وصل رصيدها صفر في مخازن وزارة الصحة بقطاع غزة خلال شهر تشرين أول /أكتوبر الجاري، قرابة 100 صنف من أصل 143، فيما شارفت كميات الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات على النفاذ، ولم تفلح المناشدات في معالجة جذرية للأزمة. وتفاقم ذلك العجز في الأدوية مع استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار الإسرائيلي التي انطلقت في نهاية آذار/مارس الماضي، في مناطق القطاع الحدودية مع إسرائيل، وسقوط أكثر من 23 ألف مصاب بجراح متفاوتة، ناهيك عن مقتل أكثر من 210 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي.

استنزاف جيوب المرضى

الحاج “عبد الرازق العشي” 80 عاماً من مدينة غزة أحد مرضى الكلى قال لمرصد “مينا”: “أزور مستشفى الشفاء 3 مرات أسبوعياً لأجري عملية غسيل كلى، وأمكث ساعات طويلة على جهاز غسيل الكلى، وفي بعض الأحيان أضطر لغسيل الكلى مرتين في الأسبوع بسبب نقص الأدوية والمضادات التي أحتاجها خلال عملية الغسيل”. وأضاف العشي: “سابقاً كنا نحصل على الأدوية من المستشفى بأسعار رمزية، ولكن الآن وبعد نفاذه من مستودعات وزارة الصحة نضطر لشراء الدواء على حسابنا الشخصي”، مشيراً إلى أنه استنزف مالياً ولم يعد قادراً على شراء ذلك الدواء. وتوافق المريض “حسن طوطح” 53 عاماً مع سابقه في قضية التكاليف الباهظة لثمن الدواء قائلا في هذا الصدد: “أضطر لدفع 180 شيكل أي ما يعادل 50 دولار أسبوعياً لشراء الدواء ولتوفير مواصلات للحضور للمستشفى لأقوم بعملية غسيل الكلى 3 مرات أسبوعياً، مضيفاً: “أصبحت أجمع المبلغ المطلوب للعلاج من إخوتي وبعض أقاربي، فأنا عاطل عن العمل بسبب وضعي الصحي، وأبنائي بالكاد يوفرون لقمة عيشهم”. وأوضح أن أبسط حقوق الانسان في الحياة هو الحصول على دواء، خاصةً لمرضى الأمراض المزمنة كغسيل الكلى، مطالباً وزارة الصحة في رام الله بوضع المناكفات السياسية جانباً والعمل على إرسال شحنات الأدوية لغزة، وبكميات كبيرة وألا تنتظر نفاذ الأدوية من المستودعات كما يحدث كل عدة أشهر.

مناكفات ولا مغيث

وتبادلت حركة حماس والحكومة الفلسطينية في رام الله الاتهامات حول عدم توفر الأدوية في مستودعات وزارة الصحة في غزة، حيث تتهم حماس الحكومة بالتقاعس عن مد مستشفيات القطاع بالأدوية، فيما ترد الحكومة بأنها ملتزمة بتوريد الأدوية وتقوم بتزويد المستشفيات بما تحتاجه. رئيس قسم الكلى في مجمع الشفاء الطبي بغزة “عبد الله القيشاوي” أكد لمرصد “مينا” أن جميع التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة منذ أيام حول الوضع الخطير لمرضى غسيل الكلى، لم تلقى آذاناً صاغية حتى اللحظة من قبل الحكومة الفلسطينية أو المؤسسات الدولية. وبين القيشاوي أن 333 من أصل 800 مريض في غزة أجروا عملية زراعة كلى وتخلصوا من آلام ومعاناة الغسيل الأسبوعي، ولكنهم الآن مهددون بالعودة إلى غسيل الكلى الأسبوعي في حال لم يتم توريد الأدوية الخاصة بهم كعقار Valganciclovir وعقار Mycophenolate، بالإضافة إلى حقن علاج فقر الدم Erythropoietin. وناشد رئيس قسم الكلى المؤسسات الصحية حول العالم إلى سرعة تقديم المساعدة للمرضى قبل وقوع الكارثة، وتجنيبهم العودة لعمليات غسيل الكلى من جديد. هذا وتعاني مستشفيات قطاع غزة نقصاً كبيراً في أجهزة غسيل الكلى، بالإضافة إلى تعطيل العديد من الأجهزة الموجودة جراء صعوبة الصيانة الدورية لها وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، وهو ما أثر على المرضى واضطرهم في كثير من الأحيان إلى تقليص جلسات الغسيل، وضاعف من وضعهم الصحي.

عقاب جماعي

من جانبه، اعتبر الحقوقي “صلاح عبد العاطي” في حديث مع مرصد “مينا” أن إسرائيل تقوم بجرائم عقاب جماعي ضد سكان قطاع غزة في حصارها المفروض على القطاع وإعاقتها إدخال الكثير من أصناف الأدوية، مشيراً إلى أن توفير إسرائيل للعلاج يلزمها به القانون الدولي باعتبارها سلطة احتلال. ودعا عبد العاطي وزارة الصحة في رام الله إلى توريد الأودية للقطاع بشكل عاجل، كما وطالب السلطة الفلسطينية برفع شكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة إسرائيل على عقابها الجماعي ضد سكان غزة وفي مقدمتهم المرضى، وجرائمها التي كان آخرها قتل ثلاثة أطفال بصاروخ من طائرة مسيرة شرق قطاع غزة يوم أمس الأحد. ويأمل مرضى الكلى أن يتم توريد الأدوية الخاصة بهم في أسرع وقت، في ظل تحذير منظمة الصحة العالمية من نفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية في قطاع غزة، حيث تقدر احتياجات مستشفيات القطاع من الأدوية قرابة الـ 41 مليون دولار سنوياً، تساهم السلطة الفلسطينية بـ 7 ملايين دولار فقط.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلاميمينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى