fbpx

أردوغان الخائف على ليبيا

يعلن السيد أردوغان في خطاب متلفز، مخاوفه من أن تذهب ليبيا إلى ماذهبت إليه سوريا من خراب واقتتال، ويصف ليبيا بـ (الشقيقة). ونشارك أردوغان مخاوفه، فالتجربة السورية، لا شك بأنها ذروة التراجيديا الإنسانية ولكن السؤال: من الذي أخذ سوريا إلى ما ذهبت اليه؟ حتماً ليست تظاهرات شباب كفرنبّل، ولا أناشيد متظاهري ميدان الساعة في حمص، كذلك لم تواجه سوريا هذا المصير إلاّ بـ: خطف ثورة الشباب من سلميتها، إلى حضن فصائل إرهابية. فصائل، الديمقراطية بالنسبة لها لعنة، والحريات كفر، والأحزمة الناسفة هو طريقها للجنة حتى ولو على حساب جحيم الارض. فصائل لا تعد ولا تحصى، وقد يكون أبرزها، “داعش” و “جبهة النصرة”، عداك عن امتداداتهما في فصائل عسكرية كالحزب التركمانستاني الذي يتخطى حتى الدواعش في داعشيته. من أين جاءت هذه الفصائل؟ من موّلها؟ من فتح لها الطريق لتأتي من أصقاع الارض إلى سوريا؟ ومن وظف إعلامه وساسته في خدمتها؟ إنه السيد أردوغان، وهاهي قوات سوريا الديمقراطية تكشف عن عشرات مئات الوثائق التي تتضمن جوازات سفر، وقد عبر كل عناصر هذه المجموعات الى الاراضي السورية عبر تركيا، وحتماً ليس بغفلة عن أعين (الميت) التركي، ذلك الجهاز الاستخباراتي الذي يلتقط دبيب النملة. من هنا، نشارك أردوغان مخاوفه على ليبيا، غير أن كل مخاوفنا، أن يتدخل التركي بالليبي فيجره الى المصير السوري، وهاهو يتدخل، فالأخبار تشير بلا مواربة عن القبض على عناصر من مرتزقة أردوغان تقاتل مع من يسميهم أردوغان بـ (الشرعية)، والكل يعلم أن تلك الشرعية ليست سوى قبضة حكيم بلحاج وفصائل إرهابية من طول البلاد وعرضها وقد غزت الاراضي الليبية لتنتزع من الدولة كل الدولة حتى شرعية الجغرافية، وقد سارت ليبيا على طريق التفكك، لتكون ليبيات لا ليبيا واحدة، وكل ذلك برعاية الارهاب وجماعة الاخوان المسلمين، ولابد أنهم بمجموعهم يرضعون من الثدي التركي / االقطري، ويأتيك أردوغان ليعلن مخاوفه على ليبيا. نعم أيها السيد أردوغان، ونشاركك الخوف على ليبيا.. نشاركك كل الخوف، دون نسيان أنك لست حارساً على ليبيا، أنت: سارقها. إن لم تكن سارقها الوحيد فعلى الأقل أنت واحد من سرّاقها. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى