fbpx

إدلب الامتحان.. ومن إدلب نتائجه

 معارك إدلب اليوم، تطرح السؤال الأبرز:
مامصير التفاهمات التركية / الروسية حول سوريا؟

ما هو بفعل المؤكد، أن الروس قدّموا للأتراك ما يمطئنهم، وما يطمئنهم يتعلق أولاً وأخيرًا بالأكراد، فالروس كانوا قد منحوا أردوغان ما يكفي من الضمانات أن “قسد” لن تكون تحت ذقنه، فهي وبالتوافق مع النظام وبقبول أمريكي، ستبعد القوات الكردية عن الأراضي التركية بعمق 30 كم وعلى طول الحدود السورية التركية، ما يجعل من هذه المساحة، مساحة أمان كافية للتركي، الممتلئ بالمخاوف من الأكراد، وهم المجموعات التي تقاتل في سوريا دون نسيان امتداداتها في الأراضي التركية، فالبي كي كي، لا بد وأن يكون له مساحته في صفوف “قسد”، أقله من الناحية العقائدية والسياسية.

المسألة الكردية التي لابد تشكل كابوسًا لرجب طيب أردوغان، باتت بعيدة عن أن تكون هذا الهاجس المقلق، هذا ما تستوجبه الاتفاقات الدولية في مثلثها الأمريكي التركي الروسي، والكل يعلم أن النظام في دمشق، سيشارك الثالوث إياه في مخاوفه من القوت الكردية، ولهذا فلقد تركزت مساعيه على دمج هذه القوات في سياساته، وصولاً إلى اقتراحات تقول بأن تنتظم هذه القوات في جيشه، لتكون تحت إدارته، وبعدها سيكون اتفاق أضنة كاف لردع أي تطلعات كردية في تركيا.

في هكذا حال لم تعد القوات الكردية شاغلاً لأردوغان، ولكن ماذا عن الاشتباكات ما بين جنود أردوغان، وفصائل من الجيش السوري، وقد أودت هذه الاشتباكات مؤخرًا الى قتلى من الجانبين؟

معارك حلب / إدلب، التي دخلها جيش النظام تحت مظلة جوية روسية، لاستعادة حلب وإدلب معًا، تعني بالنسبة لأردوغان إخراجه من الصيغة السورية كليًا أو جزئيًا، فالرجل عمل ومنذ 2011 على أن يكون له حصته من سوريا، وتلك الحصة لن تكون إلاّ بتقسيم البلاد، على أن تكون أجزاء من حلب وكذلك من إدلب تحت سيطرته بما يوصل هذه المناطق إلى أن تكون تحت إدارة تركية، وصولاً لضمها فيما سيأتي من الزمن، وعلى هذا فقد رفع الأعلام التركية فوق العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضات المسلحة التي تعمل تحت إدارته، كما حوّل المناهج الدراسية في تلك المناطق إلى مناهج دراسية تركية، وحث خطواته على تتريك هذه المناطق، في سياسة تعني القضم الثقافي الذي سيعقبه الضم العسكري.

بلا أدنى شك فالروس لن يتوافقوا مع هذه السياسة، وبلا أدنى شك فسوريا بالنسبة للروس اليوم تعني معركتهم الأخيرة، فإذا ما سقطت سوريا أو أجزاء منها في أيدي الأتراك فلهذا معنى واحد وهو خروجهم من اللعبة السورية، وكانوا قد دفعوا في سوريا مايزيد عما دفعوه في أفغانستان أو القرم، وليس فلاديمير بوتين من يستسلم لهذه الصيغة، فيما وقائع الميدان تقول بأن الاشتباكات ما بين الجيش التركي والجيش السوري مرشحة للتصاعد، ما يعني أن معركة مفتوحة موشكة على الوقوع في اليومين المقبلين.

في حال كهذا ما هو موقف القوات الروسية؟ وماالذي سيتبقى من الاتفاقات والتفاهمات ما بين الجيشين، الروسي والتركي وقد توصلا إلى تسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كم بشرق وغرب منطقة عمليات “نبع السلام” شمال شرقي سوريا؟

هل ستشهد هذه المناطق اشتباكات روسية تركية؟ وإذا ما حدثت فإلى أين ستصل امتداداتها؟

الآن ستتظهر لعبة تقاسم سوريا، وغدًا تظهر نتائجها.

في معارك إدلب الامتحان، ومن إدلب تعلن النتائج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى