fbpx

شباب تونس من الحداثة إلى الإرهاب والتطرف كيف تحولت تونس إلى المصدر رقم واحد للإرهابيين؟

خاص – مكتب مينا في تونس لا حديث خلال السنوات الاخيرة الا عن تصدر تونس المرتبة الأولى عربيا في تصدير الإرهابيين إلى سوريا بأكثر من 5 الاف مقاتل، وحسب كل الدراسات فان التونسيين يتقمصون أدوار قيادية في بؤر القتال على غرار سوريا والعراق وليبيا ومالي والجزائر والشيشان. تونس التي كان شبابها يتنقل الى دول الشرق لطلب العلم اصبحت المصدر رقم واحد للإرهابيين. تونس الحداثة والتقدم، تونس التي يشهد لها كل العالم بانفتاح مجتمعها وبحيازتها لعديد المكاسب على مستوى الحريات والحقوق، استوطن فيها الارهاب.. تونس التي طالما كانت لها مواقف مشرفة في القضايا العربية تصبح اليوم طرفا في ماسي العرب من خلال شبابها الذي يقاتل هناك…فكيف يمكن تفسير هذه المفارقة التي تقوم على الحداثة من جهة وانتشار الفكر المتطرف من جهة اخرى؟ وكيف تحول عدد من شباب تونس المتحضر الحداثي الى جهاديين متعطشين للدماء والتقتيل؟ من يحرض على الارهاب ويقوم بتعبئة الشباب التونسي؟ وما هي خارطة الارهاب في تونس؟

زهير المغزاوي

فترات استبداد حول هذا الموضوع قال الامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح لـ “مينا” إن المسألة غير مرتبطة بالحداثة والتقدم في شكليهما الظاهر بقدر ما هي مرتبطة بما عاشته تونس من فترات استبداد وظلم وبرامج تعليمية متدهورة. هذه الفترات حسب رأيه افرزت احباطا كبيرا لدى الشباب. وهذا الاخير الذي ثار ضد ذلك الاستبداد وازاح نظاما ديكتاتوريا بأكمله كان يطمح الى ان تتغير الامور وتسير نحو الاحسن، لكن لم تتحقق اماله ولم يتغير واقعه حتى بعد ثورة الكرامة، فازداد شعوره بالإحباط وبالنقمة على الواقع. في المقابل وجد جماعات تجندت ليلا نهار لاستقطابه وهو على حالة الياس تلك، فانساق وراءها غير آبه بما تهدف اليه من امور. وأضاف المعزاوي ان تلك الجماعات وجدت لنفسها مكانا في تونس خاصة في فترة حكم الترويكا التي كانت حركة النهضة الاسلامية احدى مكوناته الاساسية. واعتبر ان ظاهرة الارهاب في تونس او لدى الشباب التونسي معقدة ولها ارتباط وثيق بعوامل داخلية واخرى خارجية على غرار شيوخ الفتنة الذين جلبتهم الترويكا الى تونس وخاصة هؤلاء الحاملين للفكر المتطرف بالإضافة الى عدد من الجمعيات الممولة من دول خليجية والتي عملت كل ما في وسعها لتجعل تونس اكبر مصدر للإرهاب. يتابع المعزاوي بالقول: إن استقطاب الشباب التونسي الى مربع الارهاب تم عبر وساطات خارجية وتم ايضا عن بعد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي على غرار ما حصل مع الفتاة التي فجرت نفسها في شارع الحبيب بورقيبة والتي اتضح انها كانت تتواصل مع بعض المتشددين دينيا عن طريق الفيسبوك، وبالتالي فان الارهاب حسب المغزاوي لن توقفه الحداثة ولا التقدم ولا الانفتاح ولا اي عامل من عوامل الرقي الفكري والدليل ان هناك من عاش في الغرب ومع ذلك التحق بالجماعات الارهابية. وبناء عليه فإن المسالة ليست مرتبطة بنمط الحياة الذي يعيشه الفرد وانما بالعوامل الخارجية. وعن الحلول التي يعتبرها المغزاوي ضرورية لإنقاذ الشباب من الانصياع للفكر المتشدد، قال ان الحل الامني ضروري جدا للوقوف اولا في وجه كل من يحمل السلاح على الدولة وعلى التونسيين. اما ثاني فيتمثل بإصلاح المنظومة التربوية ومناهجها. وتاتي بعدها مقاربات معالجة الفقر من خلال الحلول التنموية والثقافية والدينية في حد ذاتها. حيث من الضروري تعليم الشباب اصول الدين الصحيح الذي هو دين تسامح واعتدال وليس دين قتل. اما على المستوى السياسي فلا بد من تنظيم مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب يلتقي فيه خبراء وسياسيين وعلماء نفس وعلماء اجتماع وغيرهم للعمل على كيفية التصدي لاستغلال هشاشة الشباب نفسيا واستقطابهم.

حافظ الزواري

الحلم بالقوة من جهته يرى النائب بالبرلمان التونسي عن حزب افاق تونس حافظ الزواري ان ظاهرة الارهاب التي طغت في السنوات الاخيرة على شباب تونس وجعلته ينقاد الى التطرف رغم ما يعرف عن تونس من حداثة وتقدم، هو الشعور بان ذلك الشيء هو افضل ما في حياتهم. فهو حلم بالجنة وبالحوريات وبالقوة. وقال الزواري في تصريح لـ “مينا” ان ما يعيشه شباب تونس من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة جعلت افاقه مسدودة وسهلت عملية الدمغجة والاستقطاب. فالفقر والحرمان والتهميش جعلته يبحث عن حلول حينية للخروج من وضعه الصعب وبالتالي الاعتقاد أن الجماعات الارهابية قادرة على توفير ما عجزت عن توفيره الدولة والعائلة والمحيط. واضاف ان شباب تونس صدم في السياسيين الذين تولوا امورهم ووجد انهم لا يخدمون الا مصالحهم الضيقة المتعلقة اساسا بالسلطة والجاه، فحقد عليهم وهرب منهم الى الارهاب، واعتقد هؤلاء انه بهروبهم ذاك انما هم يخلقون مشروعا اخر ويحققون وجودهم ويبنون انفسهم بعيدا عن اصحاب المصالح. ويرى حافظ الزواري ان الانظمة التي نجحت في التخلص من مظاهر العنف في مجتمعاتها كانت تعتمد على انظمة قوية تعمل للصالح العام. واوضح ان المطلوب هو فرض القانون لا غير. فالقوانين حسب رايه موجودة لكنها لا تطبق وهوما جعل التأثير السياسي سلبيا للغاية على الشباب وما جعل تونس مرتعا للمخابرات.

محرزية العبيدي

ثغرة ثقافية محرزية العبيدي نائب بالبرلمان التونسي عن حركة النهضة الاسلامية قالت لـ “مينا” إن وجود مفارقة بين حداثة المجتمع التونسي وفي الوقت نفسه تصديرها لأكبر عدد من الارهابيين الى سوريا والعراق وغيرها مرده إلى وجود ثغرة ثقافية. فالشباب حسب تحليلها يحملون شهادات تقنية ولكن ليس لهم ثقافة، ولهذا نشأوا بفكر يسطح العقل ويجيش الغضب ويشعر بالغبن مما جعل شخصياتهم ونفسياتهم هشة الى درجة يسهل معها استقطابهم الى الارهاب. هؤلاء الشباب وفق محرزية العبيدي اصبحوا يبحثون عن اكثر الناس قوة وغضبا وثقافة فمالوا الى التنظيمات التكفيرية المتطرفة، خاصة وان ثقافة القوة هي المسيطرة ويتجلى ذلك من خلال ميله الى افلام القوة والعاب القوة وكل ما له بالسيطرة والعنف. واعتبرت العبيدي أن التوجه الديني والايديولوجي ليس السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة الارهاب، بل تقلص هامش الحرية هو سيد الاسباب. واعتبرت ان للمسالة علاقة بما عاشه التونسيون من تراكمات على مر السنين كانت مليئة بالعنف والتهميش والقمع والظلم . ورات انه من الضروري العمل على سد الثغرات الموجودة في المجتمع التونسي على غرار التهميش والفقر والازمات الاقتصادية والاجتماعية. وقالت انه لا بد أن يكون هناك عمل داخلي من خلال تغيير المنظومة التربوية وايجاد فكر للتعايش بين مختلف الانماط الايديولوجية والفكرية. ودعت الى ضرورة التسلح بالثقافة وروح المسؤولية وسد الثغرات للتخلص من الغبن والغضب الذي يحمل نحو الارهاب. كما انه لا بد حسب رايها من الاجتماع على مشروع شامل والتحاور حول كيفية حماية الثقافة حتى لا تنتج الاحباط والبحث عن الموت.

لزهر العكرمي

الارتكاز على الدين أكثر من القانون لزهر العكرمي (عن حزب نداء تونس ..وهو وزير سابق مسؤول عن الاصلاحات بوزارة الداخلية) قال لـ “مينا” ان المجتمع التونسي عاش التحديث ولكنه لم يعش الحداثة منذ 1956. فهذا المجتمع الذي عرف التحديث في علاقة بتطور مكانة المرأة وبالتفتح على الغرب وغيرها من الامور لم يعرف الحداثة على مستوى التداول السلمي على الشأن السياسي، بل ظل مجتمعا محافظا قائما على الدين وليس على القانون. وبالإضافة الى هذا فان الانتشار الفظيع للفضائيات وانتشار ما يعرف بالصحوة الاسلامية وما حققته بعض القوى الاسلامية على غرار ايران وحماس في غزة وغيرها كلها اثرت على الشباب التونسي. وقال انه اصبح بالإمكان تجنيد اناس عاشوا مرحلة التصحر زمن بن علي الذي منع النقاش والحوار والتعبير مع ما تركته سنوات الستينات والسبعينات من حركات شبابية وغليان ايديولوجي ملؤه التطرف الديني . واعتبر ان الاخوان المسلمين عملوا ضمن أجندة التحالف بين مصالح الدول الكبرى التي تم التخطيط لها ضمن الفوضى الخلاقة التي انكشفت في اقل من عامين. واكد محدثنا ان تنظيم داعش خرج من صلب الاتجاه الاسلامي. وختم بالظاهرة كانت مكبوتة ووجدت لها حاضنة خارجية، لكن مع الوقت سيكون مآلها الزوال شانها في ذلك شان حركات العنف في الدول الكبرى. فالصراع داخل المربع السياسي افضل الف مرة من الصراع داخل مربع العنف. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.''''''''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى