fbpx

المجلس المحلي في اللجاة.. من نماذج تعويض غياب الدولة

تقوم المجالس المحلية بدرعا بسد الفراغ الذي أوجده غياب الدولة، وتسعى لتصبح النواة الأساسية للأدارة المدنية التي تعبر عن قدرات المواطنين على استلام زمام المبادرة في أدارة شؤونهم.
نشأت المجال المحلية نتيجة لبطش النظام وخلقة لأزمة أنسانية طالت عدد كبير من الأشخاص في كل مدينة وبلدة تقريبا، حيث بدأ الناس بتقديم المساعدات للمحتاجين منهم ولكن مع استمرار العنف واتساع الاحتياجات لم يستطع الأفراد أو المجموعات الاستمرار بتقديم الدعم دون التنسيق والتعاون مع أخرين ليتم التوزيع بشكل مدروس من ناحية وبعيدا عن المحاصصة واعتبارات الانتماء من ناحية أخرى.
ومن هنا نشأت فكرة المجالس المحلية لتعبر عن قدرة المواطنين في أستلام زمام المبادرة في أدارة شؤونهم عن طريق كوادرهم وخبراتهم وقدراتهم الذاتية وتكذيب فكرة وقوع مناطقهم تحت نير الأنفلات والفوضى والأهمال بسبب الحالة الثورية أو سقوط النظام.
نشأة المجالس المحلية
ظهرت الفكرة الأولى للمجالس المحلية خلال اجتماع عقد في القاهرة وبحث فكرة إنشاء مجالس وحضره ممثلون عن عدد من المحافضات السورية ومن بينها _ درعا .
ناقش المجتمعون في حينه فكرة المجالس المحلية وانشاء قنوات تواصل بين بين المحافظات وداخل كل محافظة لضمان تنسيق أفضل بين الثوار وتأمين الرعاية للحاضنة الشعبية.
وأعقب ذلك الاجتماع، اجتماعات في ( أسطنبول _ أنقرة _ الدوحة ) تم من خلالها أستعراض الوضع الثوري في المحافضات وانتداب سبع أشخاص من كل محافضة ليكونوا ممثلين خارجيين لهذة المجالس كما تم وضع مسودة نظام داخلي موحد ليتم عرضها على الثوار مباشرة وبعد ان تمت الموافقة اقر الهيكل التنظيمي الموحد الذي يحوي تسعة مكاتب خدمية تخصصية اضافة إلى النظام الداخلي كما تم إقرار معايير توزيع المنح وبيانات التوثيق الموحد.

أهداف المجالس المحلية
حرصت المجالس المحلية على أن تكون متصلة بشكل كامل ومباشر مع جماعات المعارضة الثورية سواء المدنية منها أو العسكرية في سبيل خلق الترابط فيما بينها وتأمين الرعاية للمجتمعات المسؤولة عنها،
كما أوضح رؤساء المجالس المحلية في منطقة ” اللجاة ” خلال اللقاءات التي أجراها معهم مراسل “مينا” في المنطقة بأن الهدف الرئيسي لها في المرحلة الراهنة هو سد الفراغ الذي تركتة الدولة الغائبة من خلال تقديم الخدمات المدنية لأوسع شريح ممكنة من المجتمع وبأفضل الطرق المتاحة وكذلك إدارة مناحي الحياة المدنية في تأمين مختلف مجالات التعليم، المياه، الكهرباء ، وتوزيع كافة المعونات الأغاثية والطبية وغيرها التي تصل الى المنطقة سواء من منظمات أول دول.
كذلك تحقيق الحماية للمدنيين بالتعاون والتنسيق بين الكتائب والمجالس العسكرية.

المجالس المحلية في منطقة اللجاة

أشار رئيس المجلس المحلي لقرية “جدل” “زياد خلف” إلى أنه بعد مضي أعوام طويله على قيام الثورة وتعرض المجالس المحلية لعدد من الهجمات الشرسة من قبل النظام الذي سعى الى احباط عملها، إلا أنها تمكنت من تلبية جزء بسيط من متطلبات المجتمع، كما تمكنت من أن تخلق مقدارا من العدل والمساواة والتشاركية.
وحول الهيكل التنظيمي للمجلس المحلي أوضح “خلف” أن المجلس المحلي يتبع لوزارة الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة ويشمل تسع مكاتب خدمية ،رئيس المجلس – نائب رئيس المجلس – أمين السر – المكتب المالي – المكتب الخدمي -المكتب الإحصائي – مكتب شؤون المرأة – المكتب الإغاثي – المكتب الزراعي – المكتب القانوني – المكتب الإعلامي .
وقد تم انتخابهم عن طرق التوافق (التراضي) وبتمثيل كافة شرائح المجتمع من خلال استقطاب كوادر تخصصية لتشغيل اداراتها ومكاتبها كما طورت اليات التمثيل والمشاركة الشعبية لتشمل صيغ عدة تتراوح بين الانتخاب المباشر او غير مباشر او من خلال التوافق المجتمعي ، والجدير بالذكر ان هذه الالية افسحت المجال للسكان المحللين للانخراط بإدارة الشأن العام بدءً من تشكيل المجالس الى مراقبتها وعزلها وهو امر كانت محرومة منه سابقا
كما أشار الى ان عمل المجلس المحلي في بدايته كان يقتصر على الجانب الاغاثي سابقا من توزيع سلال غذائية وطحين وغير ذلك من الخدمات البسيطة وضمن موازنة معينة تتناسب مع قدرات المجلس.
ومع بداية عام 2017 استطاع المجلس استقطاب عدد من المنظمات التي عنيت بالجانب الإنساني والخدميأستطاع المجلس من خلالها أن يحقق عدد من الخدمات التي تلبي حاجات المجتمع بالمركز الأول وتعتبر من أولى سبل العيش حيث أستطاع انجاز مشروع تعزيز خدمات مياه الشرب وايصالها الى جميع أهالي البلدة، كما نفذ مشروع شبكة الكهرباء وتعزيز خدماتها فتم اصلاح الشبكات الكهربائية وزيادة قدرة المحولات التي تعاني من ضعف الشبكة واضافة محولات جديدة ساعد على تنظيم عمل الشبكة وتوزيع الخطوط الكهرباء فحقق الغاية المرجوة من هذا المشروع والتي تمثلت بإيصال الكهرباء لجميع المنازل.
ومن المشاريع التي عنيت بالجانب التعليمي نفذ المجلس أنجز مشروع تأهيل ثلاث مدارس في البلدة وشمل أعمال الترميم والكسوة ، وستباشر هذه المدارس عملها في العام الدراسي القادم.

الصعوبات حاضرة..
أوضح نائب رئيس المجلس المحلي في قرية جدل “مزيد عودة ” لمراسل “مينا” ان أبرز الصعوبات التي يواجهها المجلس هي عدم توافر موارد مالية ثابتة تساعده في تلبية متطلبات المجتمع، إضافة الى القصف الجوي والعشوائي واستهدف المنشأت المدنية والبنية التحتية باستمرار الذي أدى الى هجرة الكوادر البشرية، ومعالجة ملف النازحين داخليا وتلبية احتياجاته.
ورغم الصعوبات إلا أن المجالس المحلية بما أنجزته من مشاريع خدمية لأوسع شريحة ممكنة واشراك الفعاليات في اتخاذ القرار وطرح الأفكار والاخذ بها، باتت الجهة الأكثر تمثيلا للحاضنة الشعبية، كما أن تجاربها تؤكد قدرة المجالس على سد الفراغ الذي تركته الدولة الغائبة، وإنقاذ البلاد من الضياع والإهمال وتكذيب مقولة (شيوع الانفلات والفوضى).

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى