fbpx

ما سبب الإصرار على إعادة اللاجئين السوريين

الكاتب: أحمد العبد الله

متهالكٌ هو النظام من الناحية الاقتصادية بعدما دمر البلاد، فلماذا تريد روسيا إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرته، وهل عودة اللاجئين ستزيد من أعباء النظام؟ (لا) بكل تأكيد فالمطلوب من هؤلاء الذين شردهم النظام أن يكونوا خلال وقت قصير جزءاً أساسياً من دعائم النظام، وضمانات وجوده ولكن كيف؟.

سيغادر الإيرانيون سوريا، وسيحتاج النظام إلى قوة عسكرية بديلة بعد تهالك جيشه، وهو ما يعني إعادة إحياء الخدمة الإلزامية، والاستفادة من اللاجئين العائدين الذين سيفرض عليهم هذا الأمر، ولا مجال لهم للفرار من هذه الخدمة، تماماً كما فرضها على أصحاب المصالحات الذين أجبرهم بالقوة على القتال في صفوفه.

سياسياً تعني عودة اللاجئين أن مشكلة سوريا كلها ستصبح داخلية، فالنظام هو الآمر والناهي والمتحدث باسمهم، ما يعني بصورة ثانية أن الشعب السوري أقر بالهزيمة أمام النظام، ومن ثم عودة اللاجئين إنما تعني اعترافاً منهم بشرعية هذا النظام الذي حارب ثورتهم السلمية بالدم، ثم أحضر متطرفي الدنيا كلهم إلى سوريا، من داعش إلى النصرة بغية إفساد ثورته السلمية، ما انعكس نكبة إضافية واجهها الشعب السوري إضافة إلى نكبته من النظام.

هنا بالضبط الشرعية التي يريدها النظام السوري من العائلات المنكوبة التي خسرت كل شيء خلال السنوات الماضية، وهنا بالضبط يدرك النظام وتدرك روسيا معه، أن الإنسان العادي المسالم هو الذي يمنح هذه الأنظمة المجرمة الشرعية وهو الذي يسحبها من بين يديه.

ثم إن مسألة عودة اللاجئين سيستغلها النظام لسرقة المساعدات الإنسانية التي ستدخل سوريا، بحيث سيصبح وصياً على الإعانات المخصصة للمنكوبين، كما فعل مع عموم المساعدات الإنسانية التي استلمها ولكنه سرق الجزء الأكبر منها.

وأما عودتهم من لبنان فهي بلا شك تحمل في طياتها مكافأة لحزب الله الذي حارب اللاجئين السوريين منذ البداية، وأشعل أنواع الكراهية كلها ضدهم في لبنان، والسبب هو تلك العقلية الطائفية الضيقة الخالية من الإنسانية.

أخيراً: علينا أن نتذكر أن حلفاء النظام في دول الجوار وأصدقاءه، هم الذين كانوا يشعلون فتيل الكراهية ضد اللاجئين السوريين منذ بداية مأساة اللجوء، وعلينا أن تتذكر أن أغلبهم سيعود إلى مخيمات مغلقة وبائسة لأن بيوتهم ومدنهم مدمرة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد.

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى