fbpx

سورية.. سوقُ مخدرات حزب الله

يعمل حزب الله اللبناني على تجنيد عناصر له في الأراضي السورية ليعتمد عليهم في عملياته التخريبية بدلاً من جلب عناصر من لبنان أو العراق أو حتى من أفغانستان، لكن موجة من السخط وعدم الرضى بلغت أحياناً كثيرة مرحلة من الكره تسود الشارع السوري بكل مكوناته الطائفية اتجاه هذه المليشيا الطائفية العنصرية، ويرفض الكثير من الشباب السوريين فكرة الانضمام لمليشيا حزب الله، أو تكوين مليشيا سورية تندرج تحت راية الحزب؛ لكن نطاق عملها يكون في سوريا، مما دفع قيادات الحزب للتفكير في أساليب جديدة لجذب العنصر الشبابي إليه، لكنه أراد أن تكون هذه الأساليب أكثر فاعلية في الولاء له والتفاني من أجله، فلم يجد سبيلاً لذلك سوى ترويج المخدرات بين فئة الشباب ولم يسلم من هذا حتى طلاب المدارس، كل ذلك بعلم من السلطات السورية وتغاضٍ عن أفعال حزب الله المدمرة لجيل سوريا المستقبلي.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريره الصادر اليوم الأحد؛ بانتشار ظاهرة الحبوب والمواد المخدرة في عدد من مدارس قرى وبلدات وادي بردى في ريف دمشق الغربي بشكل كبير، بإشراف عناصر الميليشيات الموالية لحزب الله اللبناني من أبناء المنطقة.

وأشار التقرير الحقوقي الإنساني، إلى أن تعاطي الحشيش والحبوب المخدرة أصبح منتشراً في قرية “دير مقرن” بوادي بردى، لا سيما في مدرسة البلدة الثانوية.

وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريره، أن المروجين يعملون على توزيع بعض أنواع الحبوب المخدرة في النوادي الرياضية للشبان بشكل شبه مجاني، مدعين أنها حبوب منشطة، بهدف جذب الشبان للإدمان عليها وطلبها فيما بعد.

ويعمل عناصر مليشيا الحزب الشيعي على الاستفادة لأغراض شخصية من عمليات البيع والترويج هذه، حيث يستخدمونها كباب رزق بحسب المعلومات التي عرضها المرصد السوري بهذا الخصوص، حيث كشف التقرير الحقوقي أن عدداً من عناصر الميليشيات التابعة لحزب الله اللبناني في المنطقة، وآخرين يتبعون لفرع الأمن العسكري، يتخذون من ترويج الحشيش والحبوب المخدرة مصدر رزق أساسيا. وأشار إلى أن المراهقين وطلاب المدارس هم الهدف الأول لسوق التصريف، هذا بالاستناد إلى ما أفادت به مصادر أهلية.

وقالت المصادر المحلية التي استند التقرير الحقوقي عليها؛ إن عناصر الميليشيات أجبروا بعض طلاب المدارس الإعدادية والثانوية على العمل في ترويج المخدرات داخل مدارسهم مقابل إعطائهم متطلباتهم من الحبوب بشكل مجاني، وأوضحت المصادر الأهلية من داخل ريف دمشق الغربي؛ بأن عناصر مجموعة تابعة للفرقة الرابعة كقوة رديفة في وادي بردى، يتخذون من الأكشاك المنتشرة في قرى كفير الزيت، ودير مقرن، والحسينية وإفرة، مركزاً رئيسياً لبيع الحبوب المخدرة وبشكل علني، ولفت المرصد إلى أن مادة الحشيش والحبوب المخدرة تدخل المنطقة من سهل البقاع اللبناني عبر بلدة فليطة في القلمون الغربي، بإشراف قياديين بارزين في حزب الله والميليشيات المحلية التابعة له في المنطقة، لم يوضح التقرير الحقوقي أسماءهم.

وتفشت في الآونة الأخيرة قضايا الفساد بين كبار رجال الدولة وعلى رأسهم مدير جهاز مكافحة المخدرات اللواء “رائد خازم” حيث تم توقيفه في الأشهر القليلة الماضية بسجن عدرا المركزي على خلفية المتجارة بالمخدرات والتغاضي عن تجار المخدرات، كما أن ظاهرة المخدرات تم تناولها في الإعلام السوري بأوجه عددية بعضها صور رجال المافيا والعصابات الذين يتاجرون بالمخدرات بصورة الأبطال الشجعان كما حصل في مسلسل الهيبة الذي تناول شخصية “جبل” وهو تاجر مخدرات لقى تعاطفاً بين الأوساط الشعبية التي تابعت المسلسل وقام بتمثيل الدور الممثل السوري “تيم حسن” حتى أن بعض طلاب المدارس جعلوا من رجل العصابة وتاجر المخدرات “جبل ” قدوة لهم وبدؤوا يمثلون أدواره في اللعب وفي الواقع.

وبعد أن سيطرت مليشيا حزب الله على المناطق الحدودية السورية مع لبنان تحولت الأراضي السورية من أراضي عبور المخدرات إلى أراضي إنتاج، فلم يكتف حزب الله بتصدير شاحنات من المخدرات من ميناء اللاذقية مروراً بالأراضي السورية دون أي رقيب، بل باتت مساحات واسعة من ريف حمص مزروعة بالمواد المخدرة، فتحولت مساحات كبيرة من أراضي ريف القصير، غرب نهر العاصي، إلى مزارع للقنب الهندي والتبغ، التي لم تكن تزرع قبل عام 2011 في المنطقة المشهورة بزراعة الفواكه التفاح والمشمش.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى