fbpx

لا اتفاق أو توافق حيث توجد إيران

اليمن، حلمٌ بانتهاء الحرب فقط، ولبنان يعيش أزمة الولادة المتعسرة للحكومة بعد كل انتخابات وغيرها، والأزمة ذاتها تتكرر في العراق، حيث يصبح التوافق على تشكيل حكومة عراقية واحدة من قضايا العصر المعقدة. فمن المسألة اليمنية، التي اختصرت طريقها إلى حرب يصعب التنبؤ بنهايتها، إلى المصالحة الفلسطينية، التي لا تزال عالقة معلقة على جدران المناكفات منذ محاولة المصالحة الأولى عام 2008، وليس بعيداً ما حدث في البحرين، وبالطبع لا ننسى ما يحدث يومياً في سوريا، بين مسارات الحرب والسياسة، ولدى محاولة تقصّي الأسباب عن كل ذلك، سوف تجد أن اليد الإيرانية موجودة، ولا ننسى بالطبع وقوف إيران الى جانب تنظيم القاعدة، واحتضانها لعائلة بن لادن، ولا ننسى مساهمتها في نقل أفراد التنظيم من أفغانستان إلى العراق، من أجل صناعة حرب طائفية هناك، تسمح فيما بعد باجتياح إيراني لعموم مشاهد الحياة الاجتماعية والسياسية في العراق. هذه هي المعادلة بالضبط، فالمكان الذي تتسلل إليه السياسة الإيرانية هو ذاهب لا محالة للخراب، والبيئة الاجتماعية التي تدخلها إيران، سوف تعبث فيها من الداخل لمحاولة تغييرها، بما يجعل منها بيئة قابلة للانفجار في أي وقت، وبيئة غير قابلة على التوافق حتى مع ذاتها ولو بالوصول إلى الحدود الدنيا للاتفاق فيما بينها. في اليمن، انسجم الزيديون ألف سنة مع أقرانهم من المذاهب الإسلامية الأخرى حتى افتتحت إيران الخط الفاصل بين اليمنيين، وزودتهم بالسلاح ليقتلوا بعضهم، وفي لبنان لا تسمح إيران للدولة اللبنانية بالتقاط أنفاسها، وذلك عبر وكيلها حزب الله، الذي أسس دويلة طائفية بامتياز، وفي سوريا لعبت على وتر الطائفية وحولت معركة تحرر الشعب السوري إلى قضية مذهبية، فاستقدمت المتطرفين من القاعدة والدواعش والذين انصبت وحشيتهم أساساً على الشعب السوري ذاته، وفي غزة ألزمت حماس بالسماح للمنشقين عن الجهاد الإسلامي ببناء قواعدهم التنظيمية والعسكرية تحت مسمى حركة الصابرين الشيعية، تمهيداً لدور قادم في غزة على شاكلة الدور الحوثي، وفي السعودية والبحرين، دعمت إيران قوى متطرفة للقيام بتفجيرات عديدة لزعزعة أمن البلاد، وأما في أوروبا، فتلك قصة أخرى، فقد كانت فضائح الإيرانيين غير قادرة على التخفي وهم الآن تحت المجهر في كل مكان. إيران تتسلل إلى بعض دول شمال افريقيا؟ هذا أمر واضح، فهذه هي إيران، فكل من يريد فتح البوابة إليها للدخول إلى بلاده، فسوف يناله ذات يوم قسطاً من العبث الإيراني، لأن فكرة الجمهورية الإسلامية بحد ذاتها تقوم على قاعدة تصدير وصناعة الأزمات والموت واستمرار الحروب في البلدان المجاورة. ويبقى السؤال: هل من حلول ممكنة في اليمن والعراق ولبنان وسوريا وغزة وغيرها في ظل وجود إيران؟؟ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى