fbpx

زلاّت لسان الرئيس

مرصد مينا

تضغط في مكان لينتفخ المكان الآخر، هي حكاية “البالون”، وبغض النظر عن حقيقة التشبيه، فاستهداف قوات أمريكية على الحدود الفاصلة ما بين سوريا والأردن، وعلى يد ميليشيات إيرانية، لابد ويؤدي إلى انتفاخ في مكان آخر، وربما أمكنة عدّة، فالأمريكيون سيتلقون الضربة بالكثير من الحرج، خصوصاً وأن جنازات ثلاث حُمّلت إلى البلد الأقوى في العالم، ما يضع الرئيس في موقف بالغ الحرج لابد ويقوده إلى واحد من احتمالات ثلاث:

ـ إما ضربة منخفضة الشدة تطال شخصيات عراقية تابعة لإيران.
ـ إما ضربة منخفضة الشدة تطال قواعد إيرانية في العراق.
وأخيراً أن تطال الضربة إيران نفسها، وهو البلد الذي يقاتل عبر وكلائه دون أن يتبنّى أي من العمليات التي يقوم بها حلفاءه في المنطقة بمن في ذلك حزب الله بشقيه اللبناني والعراقي وكذا بالنسبة للحوثيين.

جو بايدن، أشدّ الرؤساء الأمريكيين استرخاء بات بمواجهة الامتحان، فالصمت عن مقتل جنوده يعني مقتله بالسياسة، خصوصاً وأن خصمه دونالد ترامب ينتظره على حافة النهر ساخراً من زلاّت لسان الرئيس وزلّات أقدامه، فإذا ما اكتفى جو بايدن برد بارد وهزيل، فتلك فضيحة سيتلقفها دونالد ترامب في السباق الرئاسي، والناخب الأمريكي يعشق الرئيس القوي، فالعقل البارد متروك للدبلوماسيين، أمّا الحلول الساخنة فلابد أن يحملها الرئيس، وهذا ما يدركه حلفاء بايدن وربما ما يشتغلون عليه وقد بات انشغالهم اليوم بتحمية الرئيس العجوز، وذلك بهدف توجيه ضربة مباشرة لإيران وعلى الأرض الإيرانية، وبهذا الدافع شاعت الأخبار عن استقدام طائرات قتالية إلى قواعد أمريكية في الخليج، مجهّزة لملئ خزّانات وقودها وهي في الأجواء، ما يعني أنها ستقطع مسافات طويلة والمسافات إياها لابد وتتجه نحو طهران.

إذا ماحدث مثل هكذا احتمال فالوقائع المقبلة لابد وستختلف عن وقائع الأمس، وأول الاختلافات أنها تعني توسيع دائرة الحرب بما يقود المنطقة برمتها إلى الاشتعال، فالإيرانيون الذين يقاتلون بالوكلاء، سيطلقون وكلائهم في المنطقة إلى الحرب بالغة الشدّة، وأوّل الحلفاء الذين يحملون هذه المهمة على عاتقهم سيكون الحوثيون الذين يحملون الكثير من مفاتيح بحر العرب كما البحر الأحمر وتاج مفارقه باب المندب، سيحدث هذا دون نسيان حليفهم اللبناني الذي ينتظر الإشارة لإطلاق صواريخه على إسرائيل، وكذا حال حليفهم في العراق، ما يعني أن الحرب ستتوسع لتطال دول الخليج، وهي دول اشتغلت على تنمية اقتصادياتها ورفاهية شعوبها، ربما دون الاحتساب للحروب وقد استضافت العديد من القواعد الامريكية التي ستكون أهدافاً عسكرية لإيران، ما يقود إلى نتائج مدمّرة للمناطق العربية الناجية من الخراب وقد طال الخراب العرب، كل العرب باستثناءات كانت دول الخليج من بينها.

المعادلة بالغة القسوة على الإدارة الأمريكية، فهي كراكب الأسد، الناس تهابه وهو لمركبه أهيب، فالقوّة الأمريكية المُهابة، قد تتحول إلى قوّة بالغة التكلفة، أما الصمت الأمريكي فلا يعني سوى أمرين متلازمين، أولهما سقوط الهيبة الأمريكية، وتلك خسارة أمريكية باهضة التكلفة، وثانيهما سقوط جو بايدن، ليس عن درج سلم الطائرة كما سبق و “تزحلق” بعد أن خانته قدميه، بل سقوطه من الرئاسة القادمة وهو على وجه التحديد ما ينتظره خصمه اللدود دونالد ترامب.

معركة كسر عظم يواجهها الرئيس الأمريكي، والأشدّ مرارة زلاّت لسانه وكان آخرها:
ـ الرئيس الروسي يخسر في حربه العراق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى