fbpx

الإقبال على الحرائق.. إسرائيل قد تضرم نيرانها

مرصد مينا

الإسرائيليون يعلنون التحديات التي تواجهها دولتهم، أما هذه التحديات وكان قد عرض لها “بيني غاتس” وزير الدفاع الإسرائيلي فهي تحديات خمسة، ثلاث منها تتصل بإيران، أما الرابعة فتتصل باحوال الداخل الإسرائيلي فيما الخامسة فهي تتصل بالمسألة الفلسطينية.

ما هي التحديات الإيرانية على وجه التحديد؟

 وفق بيني غاتس تواجه إسرائيل حاليًا خمسة تحديات رئيسية، أولها تداعيات حرب أوكرانيا التي أثّرت في الاقتصاد العالمي وطالت عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى ما خلفته من انعكاسات على علاقة روسيا الاستراتيجية بإيران، وإلى حد ما بالصين، من دون تجاهل معاناة الشعب الأوكراني أيضًا. وينطوي التحدي الثاني على المسألة الإيرانية، إذ وجدت طهران بتصدير الطائرات بدون طيار إلى روسيا مسارًا مجديًا للتحايل على العقوبات الدولية واكتساب خبرة تشغيلية وتكنولوجية. أما التحدي الثالث فيتمثل بالحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التصدي لقدرة إيران على تقويض النظام الإقليمي. وفي هذا الإطار، تبدو نتائج المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مبهمة، إلا أن توسيع نطاق اتفاقيات إبراهام ما زال ممكنًا. ويأتي رابعًا الوضع الداخلي في إسرائيل، إذ يجب الحفاظ على دولة ديمقراطية ثابتة ومؤسسات قوية. وأخيرًا يقوم التحدي الخامس على ضرورة إحراز تقدم على صعيد القضية الفلسطينية حيثما أمكن..

في هذا الإطار / والكلام لبيني غاتس/ ، يجب أولًا التشديد على أن المسألة الإيرانية تشكل تحديًا عالميًا قبل أن يكون إقليميًا، ما يعني أنها لا تشكل تهديدًا لإسرائيل وحدها. فأعمال إيران تطال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وكذلك أمريكا الجنوبية وأفريقيا ومناطق أخرى.

ـ وبعد ما الذي يتطلع إليه زعيم المعارضة الإسرائيلية؟

يقولها وبالنص “سيتعين على إسرائيل اتخاذ إجراءات عند الضرورة للتصدي لبرنامج إيران النووي، بمشاركة الولايات المتحدة ، مع العلم أن واشنطن ستتفهم ذلك. ولا داعٍ لشن عملية مباشرة ضد البرنامج لكن موعد التحرك بات قريبًا، لا سيما وأن الفترة الزمنية التي تفصل إيران عن بلوغ مستوى خطيرًا من تخصيب اليورانيوم تتقلّص ولا يمكن السماح لها بالتقدم أكثر في مجال التخصيب. ومع أن إسرائيل لا تحبذ التصعيد نحو حرب إقليمية، يجب النظر في ذلك كخيار حقيقي، مع الإشارة إلى أن الدول كافة لها مصلحة في التنسيق بشأن هذه المسألة، ومن الأفضل التوصل إلى حلّ من دون جرّ المنطقة إلى حرب”.

وهنا سيظهر السؤال اللاحق:

ـ ماهي العواقب؟

ستحدث مشكلة بالتأكيد إذا بلغ الإيرانيون قدرة التخصيب بنسبة 90 في المئة. فما إن يتجاوزوا هذه العتبة، سيتمكنون من توزيع المواد والتقنيات النووية إلى مواقع سرية وسيصعب بالتالي على إسرائيل وحلفائها وقف البرنامج. تدرك إسرائيل أنه في حال بلغت إيران نسبة 90 في المئة، ستحظى “بغطاء ردع” يزودها بالحماية للمناورة في المنطقة من دون تداعيات، وهذا ما يجب أن تدركه جميع الجهات الفاعلة بدورها. ولذلك يجب النظر في أي إجراءات تحد من الخطر الذي يطرحه التخصيب بنسبة 90 في المئة.

هنا ما حال المملكة العربية السعودية وقد طبعت علاقاتها مع إيران؟

بيني غانتس سيختم بالقول “من المفترض أن المملكة العربية السعودية مهتمة بالتطبيع لأسباب تتعلق بالمصالح المشتركة في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة. وقد تضغط أيضًا في إطار اتفاقية التطبيع من أجل إحداث تغيير في القضية الفلسطينية”، ويضيف :

“ونظرًا لأن اتفاقية من هذا النوع قد تتضمن جانبًا نوويًا مدنيًا للسعوديين، تجدر الإشارة إلى أنه يتعين على إسرائيل حماية مبدأ التفوق العسكري النوعي وتعزيزه. لذلك، يجب على واشنطن مواصلة دعم إسرائيل في تفوقها العسكري النوعي، علمًا أن البلدَين سيستفيدان من مناقشة التفوق العسكري النوعي بمعناه العريض، بما في ذلك جوانبه التقنية”.

وبلهجة صارمة يخاطب الولايات المتحدة “لم تطلب إسرائيل يومًا من الولايات المتحدة أن تقاتل عنها، إلا أن قدرتها على الحفاظ على مكانتها في المنطقة مرهون بصون مبدأ التفوق العسكري النوعي”.

كلام بيني، كما لو أنه يبشّر بالحريق، وليس بعيداً، ذاك اليوم التي تضاف به “حرب إسرائيلية / إيرانية” إلى حرائق المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى