fbpx

ما الذي فعلته بنا يا سيد المنتصرين؟

مرصد مينا

أول سؤال وجّه لبنيامين نتنياهو في مؤتمره الصحفي أمس كان:

ـ ماهي مسؤوليتك عما حدث في اجتياح حماس لمناطق إسرائيل يوم 7 أكتوبر؟

وكان جوابه “تحمّل كامل المسؤولية عما أسماه “نكسة”.

هو سمّاه “نكسة” ولابد أنها “نكسة” لإسرائيل وقد استمرت لساعات، ومن بعدها اجتاحت إسرائيل قطاع غزة وامطرته بقيامة حتى اللحظة تجاوزت ضحاياها 8 آلاف معظمهم من المدنيين، مع عشرات آلاف الجرحى والتشريد الجدّي للغزاويين، وآلة القتل مستمرة في حصاد الغزاويين، وليس هذا هو بيت القصيد.

بيت القصيد:

لحظة تتوقف الحرب، هل سيواجه إسماعيل هنية وناطقه الرسمي أبو عبيدة سؤالاً يقول:

ـ ما هي حدود مسؤوليتكم عن الكارثة التي وقعنا بها؟

لن يحدث هذا، ليس لحماس وحدها، فبعد عشرية كاملة من تدمير سوريا، لم يُسأل بشار الأسد عن مسؤوليته في لعبة الدمار التي شهدتها سوريا، ومن قبله لم يُسأل أبيه حافظ الأسد عن سقوط الجولان، وكذلك لم يُسأل جمال عبد الناصر عن هزيمة 1967 تماماً كما لم يُسأل حسن نصر الله عن خراب لبنان في حرب تموز 2006 وكلّها انتصارات وفق سرديات المهزومين الذين لا يُسألون في الحياة الدنيا، فهؤلاء قادة يُحاكمهم الله وحده، أما شعوبهم فلا تصلح لحمل مطرقة القاضي، بل ولا عن سؤال صحفي لمراسل مغامر.

اطلقت حماس عمليتها دون حتى استشارة حليف لها من مثل الجهاد الإسلامي، هذا عداك عن تجاهلها لمجموع القوى والفصائل الفلسطينية بدءاً من “فتح” وصولاً لكل ما يتصل بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وقد أخذت حماس على عاتقها امتلاك الشعب الفلسطيني، ومصير الغزاويين لتحارب بأجسادهم، وعلى الدوام برفقة أهزوجة النصر التي تعني خراب المدن وتدمير المخيمات، وتحويل مليون ونصف مليون طفل فلسطيني إلى أيتام أو مرعوبين، وإذا كان ثمة تنسيق فلابد أن يكون مع “المرجع الإيراني”، وهو المرجع الذي ركب ظهور الإيرانيين تحت راية “الطريق إلى القدس”، وها هو الطريق إلى القدس لم يشهد من حرسهم الثوري طلقة بندقية او شراكة في المعارك على أي من وجوه الشراكة، باستثناء تصريحات “اللهيان” وقد بات الوصي على أرواح الناس ومصائرهم، والناطق الرسمي باسم الغزاويين ما بعد شطب منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكل هذا يحدث دون التردد بمتابعة أهزوجة الانتصار، التي لا تعني سوى بقاء إسماعيل هنية وأبو عبيدة على قيد الحياة، فالنصر لابد سيكون “نجاة” قيادات حماس من الموت تحت الركام، وهو ما لا يحدث وما لا سيحدث، فالجماعة يقودون المعارك من فنادق الدوحة التي لا يطالها السلاح الإسرائيلي، ولا يأتيها العيب لا من امامها ولا ورائها، فالعصمة لاتكون إلاّ لهم، وقد سبق لهم ان نكّلوا بغزة ما قبل الحرب وفرضوا سطوة سلاحهم على الغزاويين بما جعلهم قوّة احتلال لا فصيل من حركة تحرر وطني، وهاهم وقد انتقلوا من مواقع السلطة والحُكم، إلى مواقع الخطباء على الفضائيات مرددين شعارات لابد تقلب الجحيم إلى انتصار، وتدفع العالم، كل العالم إلى الصمت على المقتلة التي تطال الغزاويين.

في إسرائيل حوكم آرييل شارون، وألقي بأيهود أولمرت في السجن، وبنيامين نتنياهو سيكون في الطريق إلى المحاكمة ما بعد “نكسة” يوم أصابت دولته.

على الضفة الأخرى، ليس ثمة هزيمة يُحاكم عليها مهزوم.. لا حسن نصر الله يُحاكم، ولا إسماعيل هنيه يُحاكم، ولم يحدث أن حوكم صدام حسين على خراب العراق إلاّ على يد المحتل.

مرة واحدة شهد العرب مُحاكمة ومحكمة.

وكانت:

محكمة المُحتَل للحاكم الساقط في يد المُحتَل.

ستتوقف حرب غزة، وسينجو إسماعيل هنية من القصف، تماماً كما سينجو من السؤال:

ـ ما الذي فعلته بنا يا سيد المنتصرين؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى