fbpx

قسد والتنظيم.. معركة حاسمة بريف الحسكة الجنوبي

تشهد قرية الدشيشة والقرى المجاورة لها بريف الحسكة الجنوبي، حركة نزوح بعد التمهيد العسكري الذي بدأته ميليشيات سوريا الديمقراطية “قسد” ضد تنظيم الدولة وفتحها ممرات آمنة لعبور المدنيين.
ويعيش تنظيم الدولة أسوأ حالاته هذه الأيام رغم أنه مازال يسيطر على بلدات في ريف ديرالزور الشرقي وريف الحسكة الجنوبي الشرقي، منها السوسة و الشعفة وبلدة الجاير وأبو حامضة و الدشيشة، وقسم كبير من البادية المجاورة للشريط الحدودي السوري-العراقي.
وامتد التمهيد الناري أمس السبت والقصف الجوي من طيران التحالف الدولي وكذلك القصف المدفعي طوال نهار أمس، بالإضافة لقصف صاروخي مصدره القوات الأمريكية المتمركزة بقاعدة الشدادي.
وتهدف قوات “قسد” في المرحلة الأولى من عملياتها العسكرية، إلى فصل مناطق سيطرة تنظيم الدولة إلى قسمين؛ الأول يشمل جيوب التنظيم في ريف ديرالزور الشرقي، والثاني يشمل مناطق سيطرته في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، وذلك عبر التقدم من جهة حقل التنك إلى البادية الشمالية الشرقية باتجاه الحدود العراقية، والالتقاء مع مليشيات “الحشد الشعبي” العراقي.
أما الهدف الثاني فهو تقسيم مناطق سيطرة تنظيم “الدولة” إلى قسمين، سيعطي قوات “قسد” نقاط قوة في المعركة؛ منها قطع طرق الإمداد بين مناطق التنظيم، والاستفراد بكل جزء منها على حدة خاصة القسم المتواجد بريف الحسكة الجنوبي والذي يعتبر الأضعف من حيث التسليح وعدد المقاتلين وعدم وجود تضاريس فالأرض منبسطة ولا وجود لكتل عمرانية تساعد عناصر التنظيم على الصمود، فالمنازل معظمها طينية ايلة للسقوط نتيجة العوامل الجوية والقصف المستمر من قبل طيران التحالف.
ويعتبر التنظيم الطرف الأضعف في المعركة حسب التحليلات، وسيحاول الدفاع عن مناطق سيطرته بنوعين من التكتيكات العسكرية؛ الأول، خاص بريف الحسكة والبادية المجاورة للحدود العراقية، وقوامه الاعتماد على حقول الألغام والسيارات المفخخة لإعاقة تقدم القوات المهاجمة وشّن عمليات هجوم عسكرية خاطفة بمجموعات قتالية صغيرة هدفها إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية في القوى المعادية.
في حين يخص التكتيك الثاني مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف ديرالزور الشرقي، والتي من المتوقع أن تكون نقطة التجمع الأخيرة لمقاتليه شمالي الفرات، وسيعتمد فيها التنظيم على حرب الشوارع المفتوحة وعمليات التسلل إلى الخطوط الخلفية للقوات المهاجمة مستفيداً من وجود العنصر البشري الكافي والكتل العمرانية التي قد تساعده في تجنب ضربات التحالف الدولي الجوية بالإضافة لمئات المدنيين الذين يتخذهم التنظيم كدروع بشرية الأمر الذي يربك القوات المهاجمة ويجعلها مطالبة بدقة عالية أثناء تنفيذ عملياتها الحربية.
معركة “قسد” للقضاء على التنظيم لن تكون سهلة، خاصة أن مقاتلي التنظيم لا يملكون خياراً سوى القتال حتى آخر رجل بعد حصار مناطقهم من جميع الجهات من الجهتين الغربية والشمالية توجد قوات قسد أما من الجنوب نهر الفرات وقوات النظام حيث حاولت خلال الأيام الماضية القيام بهجمات لاختراق طوق قوات النظام وفي الشرق القوات العراقية والحشد الشعبي.
التمهيد لانطلاق المعركة تزامن مع ارتكاب طيران التحالف الدولي لعدة مجازر راح ضحيتها أكثر من 30 قتيلاً مدنياً معظمهم من النساء والأطفال في بلدة الجاير بريف الحسكة الجنوبي الشرقي والتي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى