fbpx

المثلث العروبي

نتساءل متى تنتهي المأساة السورية؟ وما هي أهم العوامل الخارجية الفاعلة والمساعدة في الحل؟. لا أريد أن أتحدث عن العامل الذاتي والأخطاء والعثرات التي وقعت فيها الثورة السورية فهي كثيرة؛ وقد جرى تحليلها ودراستها غير مرة؛ ولكن ما أود طرحه اليوم هو العامل العروبي الذي افتقدناها كثيراً في ثورتنا؟! ولو أنه كان مُفَعَّلاً وفاعلاً لكانت الأمور تغيرت كثيراً، وما كنا وصلنا إلى المأساة التي نعانيها بوصفنا شعباً سورياً متروكاً لقدره وقدراته.  أعود إلى التساؤل الذي طرحته آنفاً: متى تنهي المأساة السورية؟ وما هي أهم العوامل الخارجية الفاعلة والمساعدة في الحل؟. هذا التساؤل ذكرني بقصة أُكلتُ يوم أُكل الثورُ الأبيض، هل تذكرونها؟. الجغرافية السياسية للوطن العربي تقول: هناك مثلث عروبي متى ما أصاب الخلل أحد أضلاعه؛ تداعت بقية الأعضاء وتعطلت. وتتمثل أضلاع هذا المثلث في سوريا ومصر والعراق. فلا يمكن أن تتعافى سوريا والضلع العراقي مخطوف إيرانياً، أما الضلع المصري فما تزال العسكرتارية عاجزة عن تحقيق تنمية ملحوظة لبلد عظيم يمتلك مقومات النهضة. منذ اللحظة التي تركنا فيها العراق لقمة سهلة للاحتلال الأمريكي ثم سلمها على طبق من دم لثلة طائفية حاقدة على العروبة والإسلام أصاب الخللُ المثلثَ العروبي. بل للأسف ساهم المستعربون كلُهم في اغتصاب العراق أمريكياً. ثم سكتوا عن المماتعة الإيرانية له، حتى تمكن موتورون طائفياً من اعتقال العراق وارهاق شعبه العظيم نزوحاً وهجرةً. أما مصر فقد أصابها خلل كبير فالإخوان المسلمين لم يستطيعوا النجاة بها من الفتن والمكر السياسي الذي حاق بها؛ بل على العكس أساؤوا إلى الإسلام؛ وجعلوا المجتمع يكفر بالإسلام السياسي؛ ودفعوا المجتمع الدولي لينحاز إلى فكرة إعادة تدوير العسكرتارية كونها بديلاً ضامناً لمصالحهم واستقرار المنطقة. وهذا الذي دفع الغرب إلى البحث في مصر عن بديل ضامن يستلم السلطة لضمان مصالحه الحيوية من جهة، ولتعطيل الدور المصري عروبياً. وجدوا ضالتهم في المؤسسة العسكرية، بعد ما تبين لهم أن العرب ينقهرون للعسكرة ويرضخون لها خوفاً وطمعاً. وإذا كانت دمشق قلب العروبة النابض كما قيل فإن مصر عقلها المدبر؛ وأما العراق فهو جسدها العضلي الذي به تقاوم وتنافح الغزاة وتجده في كل غدرة بالعرب شامخاً حاضراً أبياً. ولذلك إذا أردنا أن تتعافى سوريا من محنتها فهل فعلينا أن ننتظر حتى تتعافى مصر من تعثراتها وتتحرر بغداد من أسرها الفارسي؟ فلا يمكن للعرب أن يرفعوا رأسهم يوما وقلبهم النابض جريح وعقلهم المفكر مشلول وعضلاته القوية مقيدة؛ واســـــــــــــــــــــــــــــــألوا التاريخ. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى