السوريون في تركيا.. سلاح أردوغان والمعارضة لتحصيل مكاسب سياسية

شهدت تركيا خلال الأيام القليلة الماضية حملات عنصرية وتضييق غير مسبوق ضد اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها من قبل الجهات الرسمية الحاكمة وصولاً للأحزاب المعارضة، ومرورا بالحالة الشعبية التي عايشت توترات بين الأتراك والسوريين.
وفي احصائيات تقريبية يقدر عدد السوريين المتواجين في تركيا قرابة ثلاثة ملايين ونصف المليون، في حين أن الحزب الحاكم في أنقرة “العدالة والتنمية” يطلق على اللاجئين مسمى “الضيوف والمهاجرين”، في حين تتغاضى الحكومة عن معاملة اللاجئين بذات الطريقة التي يتم التعامل فيها معهم من قبل الاتحاد الأوروبي، مقابل التمسك بورقة تصنيفهم ضمن دائرة “المهاجرين والأنصار”، والتي عادت مؤخراً على السوريين بمعاملات غير جيدة واحتكاكات مع الشعب التركي الذي يتهم السوريين بتلقي الأموال من الحكومة، الحدث الذي تنفيه كافة المصادر.
وبعد وصول مرشح حزب المعارضة التركية إلى رئاسة بلدية اسطنبول، تضاعف الخلافات رغم أن “أكرم إمام أوغلو”، تحدث مرارا بشكل جيد عن السوريين، محجما قضيتة في طريقة التعامل معهم، ولكن ما أن تم اعلان فوز المعارضة برئاسة بلدية اسطنبول، تصدر هاشتاغ على التويتر يطالب بترحيل السوريين كان عنوانه “ايها السوريين عودوة الى بلدكم”، وكذلك تصريحات من الحزب الحاكم الذي ألمح عدة مرات إلى اتخاذه إجراءات بحق أي سوري يخالف القوانين.
انتقلت حملات التضييق من التويتر ومواقع التواصل الى الواقع من خلال حالات الاعتداء على السوريين والهجوم على محالهم التجارية، وكان اخرها حادثة اسطنبول الشهيرة التي حصلت في منطقة “اكيتلي” والتي تهجم فيها الاتراك على السوريين ومحلاتهم التجارية وقامو بتكسيرها.
تعددت روايات اسباب الحادثة اذ هناك من عزاها الى مقتل جنود اتراك في سوريا تسبب في غضب الاتراك ورواية اخرى تقول بسبب قيام شاب سوري بالتحرش بفتاة تركية وهذا مانفته شرطة اسطنبول في بيان رسمي
اما الرواية الاخيرة ان السوريين كانوا يقيمون عرس في احدى صالات الافراح مااثار غضب الاتراك وقاموا بالهجوم على الصالة قائلين لهم اولادنا يقتلون في سوريا وانتم تقيمون الاعراس هنا.
حملات التضييق والعنصرية هذه ليست جديدة على السوريين في تركيا اذا غالبا ما يتعرضون لمثل هذه المضايقات حسب ما صرح به “خالد المصطفى” وهو نازح وصل الى تركيا قبل اربعة اعوام، ويعيش في اسطنبول التركية اذ يقول لقد اعتدنا على هذا الوضع.
وقد مللننا من هذه العنصرية المقيتة ، نحن شعب جئنا هربا من القتل الذي سلطه علينا نظام الاسد على مرآى العالم ،ماجئنا سياحة ولا لناخذ بلاد الاتراك او لنستقر فيها مضيفا ان السوريين ليسوا متسكعين كما يتم نشر الاشاعات عنهم وليسوا سارقين والكثير من الاشاعات التي تتحدث عن صفات سيئة الصقوها بنا زورا وبهتانا”.
لا ينكر اللاجئين السوريين وجود بعض السيئين بينهم، وهذا طبيعي فكل مجتمع فيه السيء والجيد لكن المشكلة تكمن أيضا بالطرف التركي، الحكومي قبل المحلي، حيث بات السوريين وفق العديد من الآراء، ورقة سياسية لكلا من الحزب الحاكم والمعارضة، وكل منهما يريد التلاعب بهذه الورقة للحصول على مكاسب سياسية داخلية.
ويضيف المصطفى الحقيقة ان التضييق ليس فقط من الفئة العنصرية من الشعب التركي انما بات حتى من الحكومة والشرطة ايضا
من خلال منع السفر للسوريين والتنقل ضمن الولايات الا بعد الحصول على اذن سفر الى التدقيق بشكل كبير على الهويات “الكملك” الى وقف اصدار الكمالك للواصلين حديثا من سوريا ومنذ اكثر من عامين.
حملات العنصرية والتضييق على سوريين قوبلت من قبل اتراك كانوا قد اطلقوا هاشتاغ “السوريين ليسوا وحدهم”، وذلك كرد على الحملات التي يتعرضون لها لاسيما بعد انتشار هاشتاغ عودوا الى بلادكن ايها السوريون.
ايضا كان هناك تعليق على المستوى الرسمي من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم تحديدا بعد حادثة اسطنبول حيث غردت النائبة عن الحزب ورئيسة حقوق الانسان في تركيا الدكتورة “ليلى شاهين اوستا” قائلة الاخبار والاستفزازات التي لااساس لها من الصحة من خلال نقل اخبار عن حادثة اكتيلي بواسطة السوريين وتصوير فيديوهات ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لاتوجد حوداث مضايقة على الاطلاق ، وتم تحديد الاضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة او العامة للسوريين وبدأت السلطات القيام بالاجراءات اللازمة ولن نتيح الفرصة للاستفزازات مع الحفاظ على وحدتنا واخوتنا”.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري والمقيم في تركيا منذ عشرات السنين ” عادل حنيف داود” عبر صفحته على الفيسبوك: “الحل الامثل لكافة مشاكل السوريين في تركيا هو التجنيس بلا استثناء”.
وأضاف عادل حنيف داود أنه وكما قالت تركيا منذ اليوم الأول : استقبلنا الجميع بلا استثناء !. قولوا للأتراك و الأتراك هم : أردوغان و الحكومة و المعارضة و منظمات المجتمع المدني و النقابات المهنية و الحرفية و رؤساء بلديات .. الخ .. مادمتم استقبلتمونا بلا استثناء فجنسونا كذلك بلا استثناء.
وتابع قائلاً: قولوا لهم : أليس الأصل في أي قرار تركي هو تطابقه مع نص الدستور التركي الذي يقول : تحقيق العدالة في الجميع ؟. لماذا جنستم بعضنا و أصبحوا منكم و استثنيتم آخرين ليبقوا غرباء ؟. و غير هذا، ستبقى المشاكل و لن تنتهي بل و ستتفاقم.
وبحسب “الأناضول”، فإن أكثر من 300 رجل أعمال سوري يواصلون أعمالهم في تركيا، بعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية في بلدهم عام 2011.
وكانت تقارير أشارت إلى التأثيرات الإيجابية التي طرأت على اقتصادات عدد من الدول التي لجأ لها السوريون خلال الأزمة التي تعيشها بلادهم، مسببين نقلة إيجابية لها من خلال المشاريع المؤثرة والناجحة في مختلف المجالات.
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي