لوموند: ما يجري بين الأسد ومخلوف يشبه ما جرى بين رفعت وحافظ
مرصد مينا
اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الخلافات الحالية بين بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال “رامي مخلوف” يعيد إلى الأذهان ما جرى في ثمانينات القرن الماضي بين الشقيقين حافظ ورفعت الأسد، لكن دون البعد العسكري نفسه.
وقالت الصحيفة إن “مخلوف” الممول الكبير للميليشيات الموالية للأسد أصبح الآن هدفاً للنظام، حيث يتم وضع جزء من ممتلكاته تحت الحراسة القضائية، ويلزم دفع متأخرات ضريبية كبيرة للغاية، كما تم الاستيلاء على أصول شركة أخرى، “آبار بتروليوم” ، التي كانت تخضع بالفعل للعقوبات الأمريكية في عام 2018 ، لكن هذه المرة من قبل نظام الأسد.
الصحيفة رأت أن الخلافات الحاصلة بين الأسد ومخلوف، والتي وصفتها بـ”الضارية” و”غير المسبوقة”، سببها تسريبات صحيفة روسية، مفادها أن الأسد عرض على زوجته لوحةً يتجاوز ثمنها 27 مليون يورو، الأمر الذي أثار موجة استياء وذهول كبيرة في أوساط الشعب السوري، مشيرةُ إلى أن التسريبات التي أطلقتها وسائل إعلام قريبة من الكرملين، جاءت على خلفية تسوية حسابات بين الأسد ومخلوف لاسيما بعد صعود “مستفيدين جدد من الحرب في الحاشية الرئاسية، من عام 2018، وعودة أسماء الأسد إلى الواجهة في 2019، بعد شفائها من السرطان”.
اللوموند أشارت إلى أن وسائل الإعلام الروسية لم تكتفِ بالتسريبات، وإنما أحرجت الأسد بتقارير عدة، حيث نقل تقرير عن نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية، المقرب من الكرملين، قوله إنه “من الواضح بشكل متزايد أن النظام متردد أو غير قادر على تطوير نمط حكم من شأنه أن يحد من الفساد والجريمة ويسمح بالانتقال من الاقتصاد العسكري إلى العلاقات التجارية والاقتصادية العادية”، كما نشرت وكالة “ريا فان” استطلاع رأي أجرته في دمشق، أكد 53.1 من المشاركين فيه أنهم سيصوتون ضد الأسد في الانتخابات القادمة، المقرر إجراؤها العام المقبل، ورأى 71.3% أن الفساد هو المشكلة الرئيسية في البلاد.
يذكر أنه في عام 1984 نشب خلاف بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت، الذي كان يقود آنذاك “سرايا الدفاع”، حيث شاعت أحاديث أن الأخير قام بمحاولة انقلاب على شقيقه للاستئثار بالسلطة، وتم تسوية الخلاف بخروج رفعت الأسد من سوريا مع مجموعة كبيرة من العاملين معه.
ويقيم رفعت الأسد حالياً في فرنسا، ويواجه تهماً من القضاء الفرنسي والإسباني بـ”الثراء غير المشروع” واختلاس أموال الدولة السورية.
