fbpx

حرب .. الكل منتصراً فيها

مرصد مينا

الكل سيخرج منتصراً من حرب غزة، الانتصار الإيراني يُكلّل بالهيمنة على المشروع الوطني الفلسطيني عبر تفويض حماس، لتقاتل حماس بالنيابة عن الولي الفقيه وبالدم الفلسطيني.

ـ وبنيامين نتنياهو سيخرج منتصراً بعد تشغيله لماكينات القتل الذي قلّما اختاره محارب بمن فيه محاربي النازية.

ـ  وحزب الله سيخرج منتصراً استناداً إلى “لعبة المناوشات” على الحدود المحصورة.

ـ  أما بشار الأسد فلابد أنه ثانوي في لعبة ليست ثانوية ولابد ستاخذ شرقي المتوسط إلى احتمالات تقول أن ما بعد غزة غير ما قبلها.

دولة المرشد تطمئن الإسرائيلي، ومجمل تصريحات اللهيان، الناطق باسم خارجية الفقيه، لم تتجاوز إرسال رسائل الطمأنة، وهاهم الغزاويون وقد باتوا نصف شهرهم تحت الأنقاض، لتكون حصيلة الضحايا أكبر من فوهة المقابر، فيما العالم يتفرج، هذا إذا لم يناصر القاتل، وقد تطول الحرب لتبقى في غزة، فما من إشارة واحدة تقول باتساعها بما يسمح لـ “محور المقاومة” أن يبرهن سوى على أنه “مقاوم” لخيارات شعوب المنطقة، وكانت أشدّ تعبيراته في الحرب السورية، وقد اشتغل فيها ما اشتغله الإسرائيلي في غزة، فالقتل هناك يوازيه القتل هنا، والدمار هناك يوازيه الدمار هنا، ومجمل الفارق أن لافرق ما بين ضباع الأول وضباع الثاني، والتكلفة مازالت محصورة في أشلاء السوريين أولاً ومن ثم الغزاويين، وإذا ما انتقلت الحرب إلى لبنان فلاشك بإضافة أشلاء جديدة ودمار جديدين، لبلد ليس مؤهلاً لعاصفة مطرية، فيما الحرب لابد وتكون ثقلاً قاتلاً عليه، أقله بعدما تفككت الدولة، وضاعت مدّخرات الناس، وخسر لبنان مرفأه، وعجز من بين ما عجز على إنتاج رئيس، يلقبونه بـ “الفخامة”، ليحكم فخامته تحت شروط حزب الله وبأوامر من حزب الله، والشعار على الدوام:

ـ حماية ظهر المقاومة.

نصف شهر من الحرب، وما الذي تبقّى للغزاويين؟

يقاومون باللحم الحي، وتلك مأثرة إنسانية، غير أن اللحم الحي بات في المفرمة الإسرائيلية، فيما قيادات حماس  مازالت على إقامتها في الدوحة، جلّ ما لديها خطاب نصر، لم تنتصر له، وقد غيّبت العمل الفلسطيني ومنظمة التحرير ما بعد إحداث الشرخ الأكبر في تاريخ هذه المنظمة، مع إضافة:

ـ وبرعاية إسرائيلية.

ولو لم يكن الأمر كذلك، لما حلّ الراحل “أحمد ياسين” محل “ياسر عرفات”، ولما تدفق المال القطري و “بالحقائب” على غزة وعبر مطار بن غوريون وتحن عين ونظر الإسرائيليين، لتتحول حماس إلى الهرواة على اكتاف الفسطينيين ومن ثم لتتحوّل  إلى سجن كبير، فيما الإسرائيليون يحمون السجّان، وليس مقتل ياسر عرفات سوى تفصيلة من تفاصيل، ومع مقتله تترك الساحات الفلسطينية لفوضى ربع الدولة وأنصاف التنظيمات، وبالنتيجة احتلال إيراني للقرار الوطني الفلسطيني بوضع اليد على حماس والجهاد

ـ والنتيجة؟

من المبكّر الكلام عن النتائج، فقد تكون أكثر دموية مما عهدناه في كل الحروب.

وقد تنتج خرائط جديدة، المعمول عليها حتى اللحظة تفريغ غزّة من سكانها، وتحويل أهليها إلى سكّان واحد من مخيمين، فإن لم يكن في النقب، قد يكون في سيناء.

ومن بعد هذا وذاك ستكون التسويات.

تسويات ثمنها الدم الفلسطيني وحده. وإعلاء رايات محور إيران.

الحرب القذرة قادتها إيران، تلك خلاصة، وطالما خاضت إيران الحروب القذرة، مرة واحد بالأصالة وكانت بمواجهة العراق، أما حروب الوكالة فاليمن تشهد وكذا دمشق، وهاهي غزة تحت الركام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى